القديس البابا كيرلس السادس

كنيستنا كنيسة قديسين طول عمرها ... و طول ما احنا عايشين هنلاقي حوالينا قديسين بعضهم بيبقى مشهور
و يوم 30 أمشير (9 مارس) بنحتفل بعيد نياحة قديس معاصر ... القديس البابا كيرلس السادس


السنكسار القديم لسة مافيهوش سيرة القديس العظيم ده، لكن سيرته موجودة مش بس على المواقع المسيحية، ده في الكتير من الجرايد و المجلات في مصر ... تعالوا نشوف أهم نقط في حياته

ولادته و نشأته

يوم 2 أغسطس سنة 1902، اتولد عازر يوسف في بلدة في دمنهور
والده كان معروف بحبه للكنيسة ... و لأن قريتهم كانت قريبة من دير البراموس، كان بيزورهم رهبان كتير في البيت ... حبّهم عازر و اتعلق بيهم
و كان كمان متفوق علمياً ... كمّل تعليمه و اشتغل 5 سنين في اسكندرية، و خلالهم كان معروف بنسكه الشديد

رهبنته و سيامته كاهناً

و زي ما كان متوقّع، طلب عازر الرهبنة في دير البراموس ... و اتقبل قعلاُ (سنة 1927)
فضل سنة تحت الاختبار (كعادة الأديرة)، تتلمذ فيها على إيد أبونا عبد المسيح صليب و أبونا يعقوب الصامت، و طبعاً عاش في نسك شديد
و في سنة 1928، اترسم باسم الراهب مينا البراموسي في كنيسة العدرا في الدير ... و يومها سمع الجملة دي من مرشده الروحي:

سِر على بركة الله بهذه الروح الوديع الهادئ وهذا التواضع والانسحاق، وسيقيمك الله أمينًا على أسراره المقدسة، وروحه القدوس يرشدك ويعلمك

زاد الراهب مينا في نسكه و قرائاته الروحية و ازداد في الفضيلة ... فرسمه البابا الأنبا يؤانس قساً سنة 1931
اشتاق للافراد و التوحّد في البرية ... و قعد فترة فعلاً في مغارة القمص عبد المسيح الحبشي (قريب من الدير) في نسك شديد

في الطاحونة

بعد كده استأجر 'الطاحونة' ... مكان متواضع و مهجور في مصر القديمة استأجره أبونا مينا من الحكومة ... و قعد فيها من أول سنة 1936 ... و انطبقت عليه الآية اجميلة اللي بتتقال على حب الرهبان لربنا و تركهم للعالم:

وهم لم يكن العالم مستحقا لهم. تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض (عبرانيين 11 : 38)

حصلت مرة حادثة له و هو في الطاحونة ... دخل حرامية عشان يسرقوه (فاكرينه مخبي جوة قلوس)، و ضربوه ضربة قاتلة على دماغه و هربوا ... و هو زحف لحد أيقونة مارمينا و اتشفع بيه ... و فعلاً عاش و تعافى
و اشتهر أبونا مينا و اتعرفت سيرته الزكية
و سنة 1941 اضطر أبونا مينا يسيب الطاحونة بأمر الإنجليز أثناء الحرب العالمية التانية ... فراح بابلون الدرج وأقام في فرن بكنيسة السيدة العذراء

رئاسته لدير الأنبا صموئيل و قلايته في مصر القديمة

سنة 1944، أصبح أبونا مينا رئيس لدير الأنبا صموئيل في جبل القلمون (مغاغة) ... و عمل نهضة كبيرة في الدير و احتضن بأبوته شباب كتير حبوا الرهبنة
و أعطاه أنبا أثناسيوس مطران بني سويف وقتها رتبة القمصية
فضل أبونا مينا على حبه للطاحونة و لمصر القديمة ... و بنى هناك قلاية و كنيسة باسم حبيبه مارمينا سنة 1949 ... و بنى كمان دار ضيافة كان بيستقبل فيه الشباب الجامعي المغترب ... و عمل أبونا مينا تأثير رائع في حياة الشباب دول، اللي شافوا معلمهم كل يوم عند نص الليل يقوم يصلي تسبحة و يقرا كتاب مقدس ... و قبل الفجر يروح يعمل القربان بإيده و يصلي القداس ... بعد كده يبدأ يومه و خدمته

اختياره للبطريركية

يوم 2 نوفمبر 1957 كان معاد اختيار البطرك الجديد ... 5 مرشحين للبطريركية، في اللحظات الأخيرة تم اختياره كمرشّح خامس ... و حصلت القرعة يوم الحد و اختير القمص مينا عشان يبقى البابا كيرلس ... و كان انجيل اليوم ده:

وهوذا آخرون يكونون أولين، وأولون يكونون آخرين (لوقا 13 : 30)

و ساعتها اضطر يبعد عن مصر القديمة ... رسم كاهن مكانه عشان يفضل المكان فيه صلاة كل يوم زي ما هو ... و كان بييجي كل شوية "يملا البطارية" بأخذ خلوة في الطاحونة
فضل على نسكه و زهده زي ما هو ... كان بياكل مرتين في اليوم بس (و في الصوم مرة واحدة بس) ... و كان بيصلي قداس كل يوم و قبله تسبحة ... و بعده خدمة أو خلوة
و تنيح يوم 9 مارس سنة 1971

عن البابا كيرلس

كان البابا كيرلس رجل صلاة و توبة و غيرة و محبة لشعبه ... عشان كده نهضت الكنيسة نهضة روحية عظيمة في عهده
و ربنا أعطاه مواهب عديدة منها: الشفافية الروحية (معرفة الأمور) و عمل المعجزات الكتير جداً المعروفة و اللي ماحدش يعرفها
فضل راهب ناسك بجد ... عاشق لتراب الطاحونة و خلوتها أفضل من مجد الدنيا (زي ما قال يوم ما جسد مارمرقس رجع مصر من روما في موكب عظيم، و ده كان حدث عظيم على مستوى مصر كلها)
البابا كيرلس كان صديق مارمينا و كان بيحبه جداً ... و هو اللي عمّر دير مارمينا العامر في مريوط زي ما كان بيحلم


أهم أقواله

ماتخافش يا حبيب أبوك


صلاته تكون معنا أمين