اللحن ده بنقوله يوم الجمعة العظيمة في الساعة السادسة ... أقدس ساعات السنة
و اللحن ده غير روعة موسيقاه ... هو أكتر لحن بيعرّفنا مين هو ربنا يسوع المصلوب قدامنا ... و إيه طبيعته
أيها الابن الوحيد الجنس و كلمة الله الذي لا يموت. الأزلي و القابل كل شيء من أجل خلاصنا. المتجسد من القديسة والدة الإله الدائمة البتولية مريم
أول حقيقة نعرفها عن ربنا يسوع إنه ابن الله الوحيد ... لكن برضه هو قال عن نفسه إنه ابن الإنسان ... و بالتالي طبيعة ربنا يسوع (لاهوت كامل متحد بناسوت كامل ما خلا الخطية وحدها بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير) ... دي طبيعة خاصة بربنا يسوع وحده
الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر
و طبعاً الجملة دي بنكرّرها في القداس الغريغوري في مقدمة القسمة
ده الوصف اللاهوتي لربنا يسوع: أقنوم الكلمة
في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله.
طبعاً اللقب ده (أثاناطوس) أخدته الكنيسة من يوسف و نيقوديموس اللي ربنا أظهر لهم إنه حيّ و هم بيكفّنوه فنطقوا بالتسبحة اللي بنقولها في كل قداس: أجيوس
و بيتكرّر المعنى ده في الرُبع التالت: قدوس الذي لا يموت
تعبير دقيق جداً إن ربنا قَبِلَ الآلام بإرادته من أجل خلاصنا (بيقولها أبونا في ختام البسخة) ... دي خطة و إرادة ربنا مش سلطان بيلاطس أو هيرودس
لم يكن لك علي سلطان البتة، لو لم تكن قد أعطيت من فوق.
طبعاً دي الحاجة اللي يصعب على كثيرين استيعابها بالعقل: إزاي الله العظيم يتجسد؟
لكن السؤال المهم مش إزاي؟ بل ليه؟ و السبب بسيط، لأن مافيش طريقة تانية لخلاصنا
لكنه أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس
وبالإجماع عظيم هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد
طبعاً اللقب ده (ثيئوتوكوس) كان مثار مقاومة من هرطقات كتير ... لكن عقيدتنا واضحة من الإنجيل: أمنا العدرا هي أم الله
الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله
لقب تاني مافيهوش نقاش: (بارثينوس انسيو نيفين) ... أمنا العدرا بتول قبل و أثناء و بعد الولادة
افقال لي الرب: هذا الباب يكون مغلقا، لا يفتح ولا يدخل منه إنسان، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا
بغير استحالة المتأنس المصلوب المسيح الإله. بالموت داس الموت. أحد الثالوث القدوس. الممجد مع الآب و الروح القدس. خلّصنا
استحالة هنا مش معناها كلمة مستحيل ... بل معناها تحوّل أو تغيير ... و المقصود هنا إن اللاهوت هو لاهوت كامل و الناسوت هو ناسوت كامل ... مافيش طبيعة حوّلت و غيّرت و غلبت التانية
واحد هو عمانوئيل وغير مفترق من بعد الإتحاد، وغير منقسم إلى طبيعتين
و بيتكرّر المعنى ده في الرُبع التالت: قدوس الله الذي من أجلنا صار إنسانا بغير استحالة وهو الإله
حقيقة تانية: لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين ... يعني اللي بنشوفه قدامنا على الصليب هو الله
طبعاً مش معنى كده إن اللاهوت مات ... اللاهوت لا يموت ... لكن اللاهوت المتحد بالناسوت حفظه من الفساد و التحلّل
موت المسيح معناه انفصال روحه عن جسده. وليس معناه انفصال لاهوته عن ناسوته.
و العبارة العبقرية التشبيهية هي:
الحديد المتحد بالنار
... لو خبطنا عليها، اللي بنسمع صوته و بيتخبط هو الحديد أن النار لا تُطرَق
هكذا بالحقيقة تألّم كلمة الله بالجسد و ذُبح و إنحني بالصليب و انفصلت نفسه من جسده. إذ لاهوته لم ينفصل قط لا من نفسه ولا من جسده
و بيتكرّر المعنى ده في الرُبع التالت: وصبر على موت الصليب وقبله في جسده وهو أزلي غير مائت
الجملة دي مثار احتفالنا في الخماسين المقدسة: ثاناتو ثاناتون باتيساس ... ده سبب موت المسيح، إنه زي ما مات و قام، صار باكورة الراقدين و أعطانا قوة قيامته
الذي أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت، إذ لم يكن ممكنا أن يُمسك منه
طبعاً جملة الممجد مع الآب و الروح القدس ... هي من أساسيات المسيحية ... فالله واحد مثلث الأقانيم ... و مافيش أقنوم يزيد عن آخر في المجد
نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم. آمين
عشان كده بنطلب في ختام اللحن في الربع التالت: أيها الثالوث القدوس ارحمنا
عقيدة تانية مهمة جداً: مافيش خلاص من غير ذبيحة ربنا يسوع ... هي اللي تبرّرنا، مع أعمالنا مهما كانت ... الفكر ده استفاض فيه القديس بولي كتيير في رسايله
وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص
قدوس الله الذي من أجلنا صار إنسانا بغير استحالة وهو الإله
قدوس القوى الذي اظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة
قدوس الذي لا يموت الذي صلب من أجلنا وصبر على موت الصليب وقبله في جسده وهو أزلي غير مائت.أيها الثالوث القدوس ارحمنا
معنى تاني مهم جداً يبيّن بُعد فكر العالم عن فكر ربنا ... الناس بالنسبة لها لو يسوع كان قوي، كان هايكسّر الصليب و ينزل من عليه و ينزّل نار من السماء
... بينما القوة هنا هو إن ربنا من محبته قَبِل كل هذه الآلام لكي يخلّصنا
لأن جهالة الله أحكم من الناس! وضعف الله أقوى من الناس!
ربنا يدّينا نسبّح بالروح و الذهن و القلب ... نفهم عظمة ألحان كنيستنا اللي بتعلّمنا العقيدة بألحان رائعة و ألفاظ دقيقة جداً