الصوم الكبير مميّز بألحانه الحزايني اللي بتزين القداسات و تعمل ليها طعم تاني ... من ضمن الألحان دي مرد الإبركسيس للأيام (من الإثنين للجمعة) ... لحن شاري إفنوتي.
لحن شاري إفنوتي معناه بالعربي: "يرفع الله هناك خطايا الشعب من قِبل المحرقات ورائحة البخور" ... كلماته معزّية و تتناسب مع روح التوبة اللي في الصوم الكبير ... و على طول بتفكّرنا بالمشهد في العهد القديم ... لمّا كان الناس بتقدم ذبائح و محرقات تستر خطاياهم ... و برضه البخور كان بيستخدمه الكهنة في العهد القديم.
لكن كلمة “هناك” بتشدّ انتباهنا للذبيحة الحقيقية ... هناك (فوق الصليب في الجلجثة) قدّم الابن الوحيد نفسه محرقة و ذبيحة واحدة حقيقية ليرفع خطايانا شعبه في كل الأزمان ... و زي ما بنقول في لحن فاي إيتاف إينف: " هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة علي الصليب عن خلاص جنسنا. فاشتمّه أبوه الصالح وقت المساء علي الجلجثة".
هذه الذبيحة الحقيقية هي اللي هنتناول منها كمان شوية (جسد و دم حقيقي يعطَى عنّا خلاصاً و غفراناً للخطايا) ... و البخور طبعاً ذبيحة تُقدَّم أمام الله ( زي ما بنعرف هنا ) و صعوده معناه أن الله يقبل صلوات الشعب المُصلِّى التائب و إستراحت أحشاؤه لهذه الرحمة ليرفع الخطايا.
و عشان كده اللحن لحن حماسي و عالي (من أول بي لاؤس) لأن رغم التوبة و الحزن على خطايانا كلّنا ثقة إن ربنا هيقبل صلواتنا و توبتنا و يرحمنا.