يوم السبت من الأسبوع الثانى
القراءات
2تي2: 8-15، 1يو2: 21-25، أع9: 31-35، يو6: 1-14
1بَعْدَ هذَا مَضَى يَسُوعُ إِلَى عَبْرِ بَحْرِ الْجَلِيلِ، وَهُوَ بَحْرُ طَبَرِيَّةَ. 2وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ لأَنَّهُمْ أَبْصَرُوا آيَاتِهِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا فِي الْمَرْضَى. 3فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى جَبَل وَجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ. 4وَكَانَ الْفِصْحُ، عِيدُ الْيَهُودِ، قَرِيبًا. 5فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعًا كَثِيرًا مُقْبِلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ:«مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزًا لِيَأْكُلَ هؤُلاَءِ؟» 6وَإِنَّمَا قَالَ هذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ. 7أَجَابَهُ فِيلُبُّسُ:«لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا يَسِيرًا». 8قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ: 9«هُنَا غُلاَمٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، وَلكِنْ مَا هذَا لِمِثْلِ هؤُلاَءِ؟» 10فَقَالَ يَسُوعُ:«اجْعَلُوا النَّاسَ يَتَّكِئُونَ». وَكَانَ فِي الْمَكَانِ عُشْبٌ كَثِيرٌ، فَاتَّكَأَ الرِّجَالُ وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلاَفٍ.
11وَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وَشَكَرَ، وَوَزَّعَ عَلَى التَّلاَمِيذِ، وَالتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا الْمُتَّكِئِينَ. وَكَذلِكَ مِنَ السَّمَكَتَيْنِ بِقَدْرِ مَا شَاءُوا.
12فَلَمَّا شَبِعُوا، قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ:«اجْمَعُوا الْكِسَرَ الْفَاضِلَةَ لِكَيْ لاَ يَضِيعَ شَيْءٌ». 13فَجَمَعُوا وَمَلأُوا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ الْكِسَرِ، مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةِ الشَّعِيرِ، الَّتِي فَضَلَتْ عَنِ الآكِلِينَ. 14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا:«إِنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»
قصة: هل تؤمن بسر البركة !!؟
ليكن لك ايمان أن كل شيء مستطاع للمؤمن. إن الإيمان عطية تحيا بها في حياتك العملية اليومية فيسهل لك الرب خطواتك ويرفعك فوق كل حسابات العقل فتحيا فى معجزات كل يوم، وتثق في يد الله التي تعمل في الحاضر كما كانت تعمل في الماضي وتدبر كل احتياجاتك ثق في الصلاة وعلامة الصليب، ادخل مخدعك ضع كل مشاكلك أمام الله مهما كانت المشكلة صعبة.
المسيح فى سر الإفخارستيا
نيافة الأنبا رافائيل، بتصرف
-
المسيح ذبيحة حقيقية :
إن الرب يسوع الذى شهد عنه المعمدان قائلاً: "هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم" (يو29:1) هو الذى نتغنى به فى القداس الغريغورى: "أتيت إلى الذبح مثل خروف حتى إلى الصليب"، "احتملت ظلم الأشرار. بذلت ظهرك للسياط. وخديك أهملتهما للطم. لأجلى يا سيدى لم ترد وجهك عن خزى البصاق"، عجيب أشعياء هذا المفتوح العينين الذى سبق ورأى يوم ابن الإنسان فتهلل ووصفه كرؤيا العين فحق بذلك أن يكون النبى الإنجيلى.
-
الإفخارستيا ذبيحة غير دموية :
-
إن الإفخارستيا التى سلمها المسيح لتلاميذه هى
امتداد الصليب، ولكنها ليست تكرار للصليب
لأن السيد المسيح قد صلب مرة واحدة لأجلنا "نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة" (عب 10:10)، وصليبه لم ينته بعد ولن ينتهى بل هو فعل أبدى - كما ذكرنا.. لذلك فالصليب يحضر كل يوم على المذبح فى سر الخبز والخمر اللذين أخذا قوتهما من قول السيد المسيح: "هذا هو جسدى، هذا هو دمى". وهنا تكون طبيعة الخبز والخمر صارت بالتقديس والإيمان هى ذات المسيح المذبوح لله دون إقحام الحواس. ودون تغيير فى المادة وشكلها وطعمها فنحن نتناول جسد الرب ودمه بالحق تحت أعراض الخبز والخمر "أظهر وجهك مع هذا الخبز" (صلاة التحول).
-
والسيد المسيح أمرنا أن "اصنعوا هذا لذكرى" (لو 19:22)، وقوله: "اصنعوا" هنا يعنى "فعلاً" وليس "فكراً" للذكرى، والمعنى أن نصنع ونفعل ما عمله المسيح فى الإفخارستيا على رسم الصليب وما تم فيه، فهنا الإفخارستيا تعنى استحضار فعل الذبح وسفك الدم ليس لمجرد الذكر أو الذكرى بل الاستحضار الفعلى للاشتراك فى ذات السر، فكلما أكلنا الإفخارستيا وشربنا الكأس المقدسة فنحن نمارس الكسر الحقيقى للجسد والسفك الحقيقى للدم أى الصليب بكل أسراره الإلهية دون أن نسفك دماً جديداً ودون أن نذبح فصحاً آخر.
-
المسيح هو الكاهن الذى قدم ذاته :
فالمسيح إلهنا هو الذبيحة الحقيقية وهو الكاهن الذى قدم ذبيحة نفسه وهو الله قابل الذبيحة ومعطى الغفران بموجبها لكل من يشترك فيها بالأكل والشرب والإيمان
-
المسيح حاضر على المذبح :
هوذا كائن معنا على هذه المائدة اليوم عمانوئيل إلهنا حمل الله الذى يحمل خطية العالم كله الجالس على عرش مجده
-
ويتجلى المسيح الذبيح عندما يرفع أبونا الإبروسفارين فنرى الخبز الموضوع فى الصينية (حمل الله) ويشهد الشماس فى لحن (اسبازيستى) "ارفعوا أعينكم ناحية الشرق لتنظروا المذبح. جسد ودم عمانوئيل إلهنا موضوعين عليه"..
-
ويعلن الأب الكاهن للشعب "الرب معكم" ويطلب منهم "ارفعوا قلوبكم - اشكروا الرب".. وتصل الليتورجيا إلى قمة إستعلان حضور المسيح الإفخارستى عند حلول الروح القدس على الخبز والخمر ليحولها إلى جسد الرب ودمه.
-
حينئذ يخلع الأب البطريرك أو الأسقف تاجه ويترك عصا الرعاية (الحية النحاسية) ولا يعود الكاهن تلتفت للوراء أو يرشم الشعب أو يرشم الذبيحة لأن المسيح رئيس الكهنة الأعظم قد حضر معنا على المائدة المقدسة وهو الذى يقوم بمباركة الشعب وتقديس ذبيحة نفسه.
-
ومجىء المسيح للكنيسة يستدعى حضور مجمع القديسين معه... لأننا جميعاً - فى السماء وعلى الأرض - أعضاء جسده المقدس.. فحضوره يستلزم حضور أعضائه... لذلك ينتبه الأب الكاهن ويقدم صلوات عد ومع مجمع القديسين ويطلب سؤلاتهم عنا - علامة الشركة والاتحاد والحب مثالاً للثالوث المقدس الواحد.
-
وفى النهاية المجمع يذكر الأب الكاهن آبائنا وأخوتنا الذين سبقوا فرقدوا وتنيحوا فى الإيمان الأرثوذكسى ونحن أيضاً الغرباء أن يحفظنا فى الإيمان وأن نكمل مثلهم...
-
ثم يقسم الكاهن الجسد تمهيداً لتوزيع على المؤمنين.. والقسمة ترمز لآلام المسيح وتمزيق جسده بالصليب لذلك تكون صلواتها بلحن تذللى بخشوع..
-
وعندما يغمس أبونا (الأسباديقون) فى الدم المقدس ويرشم به الجسد إنما يعلن عن جراحات المسيح حيث يضخ الكاهن الجراحات بدم المسيح... فيظهر بالحقيقة المسيح إلهنا (حملاً قائماً كأنه مذبوح).
تأملات فى القداس ... المسيح الذبيح
-
سيدى يسوع المذبوح عنى... هوذا جراحاتك تنزف.. ودماؤك تقطر على المذبح. وها أناأقف حائراً أمام حبك.. ألتمس قطرة من نزيف نعمتك.
-
قطرة واحدة تطهر أعماقى وكل كيانى.. وتغسل وتبيض ثيابى التى لوثتها بخطيتى ونجاساتى.
-
هذا الصليب الدائم والمستمر والأبدى يتجلى كل يوم على المذبح المقدس فنرى يسوع "حملاً قائماً كأنه مذبوح".