يوم الاثنين من الأسبوع الثالث
القراءات
رو2: 4-7، 1يو2: 15-17، أع4: 23-27، يو7: 39-42
39قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ،
لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ.
40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هذَا الْكَلاَمَ قَالُوا:«هذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ». 41آخَرُونَ قَالُوا:«هذَا هُوَ الْمَسِيحُ!». وَآخَرُونَ قَالُوا:«أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مِنَ الْجَلِيلِ يَأْتِي؟ 42أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ ،الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا، يَأْتِي الْمَسِيحُ؟»
قصة: أقوياء فى الروح القدس.
-
قرر غلام عمره عشرة سنوات ان يتعلم رياضة الجودو رغم كونه قد فقد ذراعه الأيسر فى حادثة سيارة مروعة . وبدأ تدريباته مع مدرب للجودو يابانى كبير فى السن.
-
كان الغلام يشعر بأنه يتقدم ولذا كان من الصعب عليه أن يفهم لماذا بعد ثلاثة أشهر من التدريب لم يعلمه المدرب غير حركة واحدة .
-
وأخيرا قال الغلام : سينساى ، اليس من المفروض أن أتعلم حركات أخرى ؟
فرد عليه السينساى قائلا " هذه هى الحركة الوحيدة التى تعرفها ، ولكنها هى الحركة الوحيدة التى ستحتاج ان تعرفها طوال عمرك " . لم يفهم الغلام الأمر جيداً ولكن لإيمانه بمدربه ، استمر الغلام فى التدريب .
-
بعد بضعة شهور ، أشرك المدرب الغلام فى مسابقة رياضية . وقد اندهش الغلام نفسه أنه ربح المبارة الأولى ثم الثانية فى سهولة . ولكن المباراة الثالثة ثبت أنها أصعب ، ولكن بعد فترة من الوقت فقد منافسه صبره وهاجمه ، وفى رشاقة استخدم الغلام حركته الوحيدة ليكسب المباراة . وهو لا يزال مندهشاً ، وجد نفسه يصل للدور النهائى . وهذه المرة كان منافسه أضخم منه ، وأقوى وأكثر خبرة . ولوهلة بدا الغلام كأنه فى وضع من عدم التكافؤ مع منافسه . وخوفا عليه من الأذى أوقف الحكم المبارة فى وقت مستقطع . وكان على وشك أن ينهى المبارة حينما تدخل السينسيناى باصرار قائلا " لا ، دعوه يكمل المباراة " . وفعلا بعد اعادة بدأ المباراة أخطأ المنافس خطأ قاتلا ، فقد ترك وضعه الدفاعى ، واستخدم الغلام حركته ليفوز عليه . وهكا ربح الغلام المباراة و البطولة .
-
وصار هو البطل ، وفى طريق العودة للمنزل راح الغلام والسينسيناى فى مراجعة كل حركة فى كل مباراة .وعندها استجمع الغلام شجاعته ليسأل ما يدور حقيقة بذهنه . " سينسيناى ، كيف تسنى لى أن أفوز بالبطولة بحركة واحدة ؟ " .
-
فأجابه السينسيناى قائلا " لقد ربحت لسببين ، اولهما أنك تقريبا قد أجدت واحدة من أصعب الرميات فى الجودو . وثانياً أن الدفاع الوحيد المعروف لهذه الحركة هو أن يمسك منافسك بذراعك اليسرى !!! " . وهكذا صارت نقطة ضعف الغلام هى بذاتها أقوى نقط قوته .
أحيانا نشعر نحن بأنه لدينا ضعف ما ونبدأ فى لوم الله ، والظروف ونفوسنا بسببه ، ولا ندرك أن ضعفنا يمكن أن يصبح نفسه قوتنا فى أحد الأيام .
كل ما هو فريد ومهم فى ذاته ، لذا كف عن أن تفكر أنك ضعيف ، لا تفكر فى خيلاء او تفكر فى الألم ، لكن عش حياتك لأقصى مدى واحصل على الأفضل منها
تأمل
-
لماذا نسلك فى هذه الحياة كفقراء... مع أن إلهنا غنى ، سدد الدين عنا ، وفاض علينا بالنعم السماوية.
لماذا نسلك كفقراء، نستجدى من هذا محبة، ومن هذا شفقة، ومن هذا عطف، ومن هذا مال! ... مع أن إلهنا غنى.
-
إن إلهنا مذخر فيه كل كنوز الحكمة والمعرفة.
إنه إله عظيم غنى فى العطاء، سخى فى التوزيع.
يُعطى المُعي قوة، ولعديم القوة يكثر شدته.
-
فلنذهب إليه ونطلب منه....
فهو لا يرد سائل، ولا يغلق أبوابه أمام طالبيه.
فهو مُرسل الروح القدس الى أولاده، هذا الروح النارى ...
روح الحق، روح القوة، روح المعرفة، روح الفرح، روح الغنى.
-
اسكب يا رب بروحك القدوس على أولادك
لنعيش فى غناك.
الروح القدس
مقتطفات من كتاب الروح القدس وعمله فينا لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث
-
من هو الروح القدس؟
هو روح الله، الأقنوم الثالث في الثالوث. وقد سمي روحًا لأنه مبدع الحياة، ودعي قدوسًا لأن من ضمن عمله تقديس قلب.
-
أعمال الروح القدس
-
من ضمن أعماله الروح القدس أنه يهب القوة والحكمة والفهم والمعرفة، كما أنه يهب قلبًا جديدًا وروحًا جديدًا (حز 36: 26 و27) ويبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة. ويعلم كل شيء ويذكر بكل ما قيل (يو14: 26)، ويعزى، ويهب روح التبني، ويحي المائتين بالخطايا والآثام ويقدسهم ويطهرهم وهكذا يؤهلهم لتمجيد الله والتمتع به إلى الأبد (رو 5: 5).
-
ولما كتب الاباء والأنبياء والرسل أسفار الكتاب المقدس كانوا مسوقين من الروح القدس الذي أرشدهم فيما كتبوا وعضدهم وحفظهم من الخطأ وفتح بصائرهم في بعض الحالات ليكتبوا عن أمور مستقبلة (2 بط 1: 21 و2 تي 3: 16 بط 1: 21).
-
الروح القدس هو الحي ومعطي الحياة
ولذلك يسمى "روح الحياة" (رو8: 2). وقد ورد في سفر حزقيال النبي، أنه هو الذي يحيى الموتى (حز37: 9، 10). ومن الذي يستطيع أن يحيى الموتى ويقيهم، إلا الله وحده. الروح القدس هو أقنوم الحياة. هو مصدر الحياة في العالم كله، سواء الحياة بمعني الوجود أو البقاء، أو الحياة مع الله. وبصفه قانون الإيمان بأنه " الرب المحيى".
-
عمل الروح القدس فينا
-
يقول بولس الرسول " أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16) وأيضًا "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم" ( 1كو6: 19). وسكنى الروح في كل المؤمنين، في كل أقطار الأرض، يدل على وجوده في مكان، وبالتالي على لاهوته.
-
إذن روح الله في كل مكان، يعمل في المؤمنين ويحل فيهم.
-
أيضًا الروح القدس عالم بكل شيء.
كما يقول القديس بولس الرسول "... لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" ( 1كو2: 10). " وهكذا أيضًا أمور الله، لا يعرفها أحد إلا روح الله " (1كو2: 11). ويقول لنا الرب عن الروح القدس "يرشدكم إلى جميع الحق" ( يو16: 13) "يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو14: 26).
-
الروح القدس مانح المواهب الفائقة
يقول الكتاب " كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة، هي فوق، نازلة من عند أبي الأنوار" (يع1: 17). ومع ذلك فإن كل المواهب ينسبها الكتاب إلى الروح القدس كما ورد في إصحاح المواهب (1كو12)، إذ يقول الرسول: " فأنواع مواهب موجودة، ولكن الروح واحد".. (1كو12: 4). وبعد أن ذكر أنواع المواهب ومنها الحكمة، والإيمان، ومواهب الشفاء، وعمل القوات، والنبوة وتميز الأرواح، والألسنة وترجمتها، وقال "ولكن هذه كلها يعمل الروح الواحد بعينه، ٌاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو12: 11). وطبيعى لا يمكن أنت يمنح كل هذه المواهب، إلا الله.