يوم الثلاثاء من الأسبوع الثالث
القراءات
رو2: 8-13، 1يو2: 18-23، أع4: 27-31، يو8: 12-16
27لأَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ اجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ، الَّذِي مَسَحْتَهُ، هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ، 28لِيَفْعَلُوا كُلَّ مَا سَبَقَتْ فَعَيَّنَتْ يَدُكَ وَمَشُورَتُكَ أَنْ يَكُونَ.
29وَالآنَ يَارَبُّ، انْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَامْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ،
30بِمَدِّ يَدِكَ لِلشِّفَاءِ، وَلْتُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ». 31وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ.
قصة: صلوات حركت القلاية
-
ما ان خيم الظلام علي الدير و دخل كل راهب الي قلايته يتلو مزاميره و يرتل تسابيحه حتي خرج الراهب الامي بهدوء من قلايته و تسلل خارج منطقه القلالي و عند الطافوس جلس يبكي و هو يعاتب ربه انه غير قادر علي حفظ المزامير ولا حتي علي تلاوه الصلاه الربانيه و اخيرا بقي يردد المقطع ابانا الذي في السموات وهو يفكر في ابوه الله و يلهج بالشكر من اجل عمل الخلاص.
-
ما ان طرق الراهب باخوم باب قلايه رئيس الدير حتي فتح الرئيس الباب
الراهب باخوم:
سلام يا ابي … جئت اعاتبك في محبه
الرئيس: خيرا
الراهب باخوم:
لعلك تعرف الراهب الجديد
الرئيس:اعرفه تماما…انسان بسيط و محب
الراهب:
هذا لا شك فيه لكن كيف يلبس زي الرهبنه وهو لا يعرف القراءه في الكتاب المقدس ولا يحفظ المزامير ولا حتي الصلاه الربانيه
الرئيس:من قال لك هذا
الراهب:
سامحني يا ابي و اغفرلي…فقد شدني منظره في الصلاه كنت اشعر انه قائم في السماء …تطلعت اليه فوجدت حركات شفتيه رتيبه.وقفت الي جواره فوجدته يكررالعباره ابانا الذي في السموات دون سواها
صمت الرئيس قليلا ثم قال:اترك لي هذا الامر
و انصرف الراهب باخوم
-
ارتبك رئيس الدير بسبب هذا النقاش و لم يعرف ماذا يفعل فانه يحب الراهب البسيط ولا يريد ان يطرده وفي نفس الوقت لا يقدر ان يكسر قانون الدير حتي لا يهمل الرهبان التامل في كلمه الله و الصلاه بالمزامير و التسبيح
-
و في اليوم التالي التقي الرئيس بالراهب و بعد حديث ليس بطويل ساله الرئيس :هل تحفظ المزامير يا ابي؟ارجوك عرفني كم مزمور تحفظه عن ظهر قلب؟
الراهب البسيط:
سامحني يا ابي فاني اردد في صلاتي ما حفظته
الرئيس:لابد لي ان اعرف لان قانون الدير يستوجب حفظك اجزاء من الكتاب المقدس و المزامير و التسبحه
الراهب البسيط:
اني حفظت قدر ما استطعت يا ابي
الرئيس:ان كنت لا تحفظ فساضطر اطلب منك مغادره الدير حتي لا تسبب بلبله في الدير
الراهب البسيط:
هل تسمح لي ان اخذ معي قلايتي؟
الرئيس:هل تمزح؟
الراهب البسيط:
لا يا ابي فاني اود الا افارقها
و لكي ينهي الرئيس الحديث قال له :خذها ان اردت
-
عندئذ صنع الراهب ميطانيه امام رئيس الدير وفعل ذات الشىء امام الراهب …و ذهب الراهب الي المخزن و احضر حبلا طويلا طوق به قلايته…و صار يسحبها وهويقول:”سيري يا مبروكه”..و كم كانت دهشه الاباء حين راوا المبني يتحرك وراؤه حتي خرج الي اميال.و استقر ليعيش فيه الراهب البسيط المتوحد الذي لم يقدر ان يحفظ شيئا عن ظهر قلب؟
هل قرأت القصة جيدا.. هل تعرف ان هذة القصة قد حدثت بالفعل وليست قصة خيالية.. اخى عند زيارتك لدير الانبا انطونيوس بالبحر الاحمر لاتنسى ان تسال احد الرهبان الشيوخ عن قلاية الراهب حنا الزمار الذى نقل قلايتة… نعم فذلك الراهب الذى نقل قلايتة يدعى الراهب حنا الزمار.
تأمل
اللة ينظر دائما الى القلب فقط ويعطيك بحسب نقاوتة… فهل قلبك نقى!!! اذا لم يكن نقى لاتتضايق بل اشكر الله انة مازال يعطيك وقت حتى الان لانك قرأت هذة الرسالة وتستطيع الان وليس غدا ان تقدم توبة حقيقية لكى يعطيك اللة قلب نقى لانك تملك اللحظة الان اما ان اجلت توبتك فانت لا تضمن ان تستمر فى الحياة للغد .
كثيرا ما نقول غدا أتوب وينتهي كل شيء .. حسنا.. ولكن ماذا يحدث لو مت قبل غد ؟ إن الذي وعدك بالغفران اذا تبت لم يعدك بالغد اذا أجلت
حياة القداسة
الأنبا سيرافيم أسقف الإسماعيلية: كتيب (حياة القداسة)
-
القديسون أُناس سلكوا طريق القداسة ووصلوا إلى السماء. وطريق القداسة
مطلوب من الجميع.
يقول معلمنا … بطرس الرسول فى رسالته الأولى: "كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوس" (1بط16:1).
-
والقداسة هي الحالة الأولى التى خُلق عليها آدم وحواء ثم فقداها بالخطية. إذًا
القديس هو الإنسان الذى يجاهد بمؤازرة النعمة الإلهية للرجوع إلى حالة القداسة الأولى التي فُقدت بالخطية.
أي أن القداسة هي الوضع الأساسي والصحيح للإنسان، وأما الخطية فهي الدخيلة عليه.
-
والقداسة ليست شكلاً من الخارج أو مجرد مجموعة ممارسات روحية أو إلتزامات أخلاقية، إنما هي أساسًا
نقاوة القلب من الداخل.
أي تنقية القلب من الخطية ومن آثارها المدمرة. وكلما يتنقى القلب كلما تزداد رؤيته لله بوضوح. لذلك يقول معلمنا بولس:
"اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ."
(عب14:12). ويفسر السيد المسيح هذا الأمر بوضوح عندما يقول: "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ" (مت8:5).
-
إذًا نقاوة القلب هى غسله من أوزار الخطية باستمرار بالتوبة، وكلما يتنقى القلب، فإنه يتعامل مع الله بوضوح أكبر ويتمتع بمحبة الله بقدر أعظم، وهذه هي القداسة. القديس إنسان يجاهد ليملأ قلبه بمحبة الله وبالتالي بمحبة الناس، ثم يعبر عن هذه المحبة
بأشكال كثيرة جدًّا مختلفة،
لكن تبقي القداسة أساسًا هي نقاوة القلب من الداخل.
-
إن جوهر القداسة واحد، ومطلوب من الجميع، أما مظاهرها الخارجية فتختلف كثيراً من إنسان لآخر. جوهر القداسة، أو جوهر نقاوة القلب، هو المحبة، الاتضاع، الصوم، التوبة والاعتراف، الجهاد الروحي، الصلاة، قراءة الإنجيل، التناول من الأسرار…. وهذه أمور لايستطيع إنسان أن يصل الى القداسة بدونها.
-
أما كيف تظهر هذه القداسة من الخارج فهذا نتيجة وليس هو أساس القداسة. لذلك يوصي الآباء الحاذقون أن لا نقلد القديسين فى مظاهرهم الخارجية إنما نتمثل بجوهر الفضيلة الذى يتحلون به، وهذا هو أساس القداسة. ربما يختلف القديسون في المظاهر الخارجية من ملبس أو أكل أو تصرفات أو أماكن اقامة أو خلافه، إنما جوهر الفضيلة في أعماقهم واحد، وهو السعي وراء نقاوة القلب ومحبة الله والناس.
-
ونقاوة القلب تأتي من نقاوة الأفكار، وهذه تأتي بدورها من تقديس الحواس. "وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ (القديسين)، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ" (عب14:5).
-
إذًا القداسة لا تُقتنى في يومٍ وليلة. إنما هي طريق العمر كله، وكلما صعد الإنسان درجة يجد أمامه درجات ودرجات. القديسون يقدمون لنا نماذج حية للسعي فى طريق القداسة، وللنمو المستمر فى هذا الطريق.
-
لذلك أصبح من المهم جدًّا أن نطَّلع على سيَر القديسين لكيما نتعلم منهم كيف سلكوا هذا الطريق. أن هدف القراءة ليس التشبه بهم من الخارج أو تقليد طريقة حياتهم، إنما البحث عن أعماق الفضيلة الداخلية والتدرب على اقتنائها، ثم يأتي الشكل الخارجي بما يتناسب مع الشخص وظروفه.
-
الشكل الخارجي مظهر زائل إنما جوهر الفضيلة هو الخالد والباقي. لذلك لا نتعجب عندما نجد قديسين من مختلف طبقات الشعب ومن مختلف المستويات العلمية أو الثقافية أو الوظيفية. السماء تذخر بكل أنواع القديسين وليس فقط من نعرفهم أو من نقرأ سيَرهم. الكنيسة تقدم لنا مجرد نماذج من القديسين وليس كل القديسين.
ربما يكون هناك إنسان عادي جدًّا في مظهره الخارجي أو في حياته المنظورة، ولكن تكون له درجة قداسة عالية في عين الله. وأبرز مثال لذلك لعازر المسكين الفقير المريض في مثل لعازر والغني.
-
إن آباء الاعتراف الحاذقون يضعون الاطلاع على سيَر القديسين جزءًا هامًّا جدًّا من القانون الروحي لأولادهم الروحيين.