<h1 class="text-center">يوم الجمعة من الأسبوع الثالث</h1>

<h2 class="text-success"><i class="fas fa-bible me-2"></i>القراءات</h2>
<p>
    رو2: 25-29، 1يو3: 2-3،أع5: 5-11، يو8 31-39
</p>
<blockquote class="blockquote bq-primary mx-3 mt-3 mb-1">
    <p>
        أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ.
        <span class="font-weight-bold">
            وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ،
        </span>
         لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ. 3وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ."
    </p>
    <footer class="blockquote-footer mb-3">يوحناالأولى 3 : 2 و 3</footer>
</blockquote>

<hr class="my-3">

<h2 class="text-success"><i class="fas fa-lightbulb me-2"></i>قصة : الرجل الفقير والخادم التقي </h2>
<ul>
    <li class="mt-4">
        ذهب أحد الخدام الأتقياء إلي الكنيسة ليلا لحضور قداس العيد .. و عند دخوله الكنيسة و جد إنسانا فقيرا متواضع الحال… بسيط المظهر …ووجد الخدام يحاولون منعه من الجلوس في المتكآت الأولي لأنها مخصصة لكبار الدولة وكبار الزوار الذين يحضرون لتهنئة الكنيسة في الأعياد……و لمــــا فشلــــوا فــــي إقــــناعــــــــــه …….تدخل هذا الخادم التقي و نجح في إقناعه و اصطحبه إلي آخر المتكآت و جلسا وسويا وصليا القداس.
    </li>
    <li class="mt-4">
        ثم بعد القداس……استأذن هذا الإنسان الفقير من الخادم التقي و تظاهر بالانصراف إلي حال سبيله .و لكن الخادم التقي أشفق عليه ورقت له أحشاؤه …..ففكر أن يأخذ بركة بسببه ، فعرض عليه بإلحاح أن يفطرا العيد سويا و امسك به بشدة…..و قال في داخله :” ما الفائدة أن أفطر العيد بمفردي أو مع الأهل و الأصدقاء. ؟! ؟! ؟!البركة و السعادة و الشبع الحقيقي أن أشبع الجوعان …. و تذكر قول المسيح له المجد…..” جـــعــــــت فــــأطـــعمتمــــو نـــــي ” ( مت 25 :35 ) 
    </li>
    <li class="mt-4">
        اصطحب الخادم التقي هذا الإنسان الفقير في فرح و سعادة إلي منزله …ولكن سرعان ما وجدت هذه السعادة الروحية ما يحاول إطفاؤها…….إذ اعترض أهل هذا الخادم التقي علي تصرفه بشدة!!!و اتهموه بعدم الحكمة إذ كان يكفي أن يعطيه صدقة و يتركه يمضي …..و ليس من الضروري دخول إنسان لا يعرفونه إلي منزلهم… و بعد إصرار و مباحثات نجح هذا الخادم التقي أن يستضيف ضيفه الفقير فيبدروم المنزل…… و لأن هذا الخادم غير متزوج لذلك فضل أن لا يترك ضيفه الفقير يفطر بمفرده ……فقام بإعداد مائدة صغيرة تسعهما هما الاثنان معا.ثم جلسا معا الفقير و الخادم لتناول إفطار العيد سويا .
    </li>
    <li class="mt-4">
        + ويقول هذا الخادم التقي الذي ترهب بأحد الأديرة عقب هذه الحادثة مباشرة….. معلقا علي ما حدث علي المائدة…يقول….” كنت متوقعا منطقيا من هذا الإنسان الفقير البسيط أحد تصرفين علي المائدة: إما أنه يخجل في البداية و ينتظر من يقدم له الطعام كأحد الضيوف. أو أنه ينقض علي المائدة ليفترسها دون أي مقدمات كأحد الفقراء البسطاء أمام إغراء المأكولات و أمام جوعه و حرمانه..ويضيف الخادم التقي …..” و لكن الذي حدث عكس هذا و ذاك….و إذ بهذا الإنسان الفقير يمد يديه في منتهي الرضي و الاتزان و يمسك رغيف عيش (خبز) و في هدوء يرفع عينيه الي فوق …. و في وقار يكسر الخبز…….. 
    </li>
    <li class="mt-4">
        و يا للعـجــــب و الـروعــــــــــة إذ أنني أفاجأ بوجود ثقبين في يديه …. و الدهشة أنه بعد كسر الخبز اختفي عني في التو و الحال …..
    </li>
</ul>

<hr class="my-3">

<h2 class="text-success"><i class="fas fa-cross me-2"></i>تأمل </h2>
<span class="fw-bold">انه المــســيـــــح…</span>
<p>
الذي يريد أن يتكئ علي موائدنا و نحن نرفض في قسوة و غباوة و عجرفة…إن أردت فلتقبله بهيئته البسيطة و منظره المتواضع. إن كنت تريد أن يكسر المسيح لك الخبز فلا تمد يديك الى مائدتك إلا بعد أن تكسر للفقير خبزك.
</p>
<p>
    نعم هو الرب الذي عرفنا بذاته قائلا:” الحق أقول لكم ما فعلتموه بأحد أخوتي الأصاغر فبي قد فعلتم “( مت25 :40 )
</p>
<p>
    هب لى يارب أن أكون أصغر الكل وخادمهم بالمحبة أنحنى، لأحمل بالحب كل اخوتى هب لى يارب ان أكون خادما للجميع.
</p>

<hr class="my-3">

<h2 class="text-success"><i class="fas fa-pen-to-square me-2"></i>الخدمة والعمل </h2>
<ul>
    <li class="mt-4">
        الخدمة مهمة، والعمل أيضًا مهم..  ولا ننسى أن السيد المسيح كان يعمل مع القديس يوسف خطيب العذراء مريم في مهنة النجارة..  وكان بولس الرسول يصنع الخيام..  إلى غير ذلك من مئات الأمثلة في الكتاب المقدس..
    </li>
    <li class="mt-4">
        الخدمة وزنة..  وينبغي علينا أن نعمل ما دام نهار..
    </li>
    <li class="mt-4">
        وهناك العديد من مجالات الخدمة، حتى مع ضيق الوقت..وإليك تلك الأفكار:
        <ul>
            <li class="mt-2">
                فإن كنت أميناً في عملك، وكانت علاقاتك جيدة حسب المستطاع مع رفقائك ورؤسائك ومرؤوسيك، فأنت تكون شهادة حية لله..  ويرون الله فيك من خلال تعاملاتك وأسلوبك ووجهك البشوش..  فتستطيع أن تكون كرازة حية بدون أن تفتح فمك..
            </li>
            <li class="mt-2">
                هناك يوم أو يومان إجازة، تستطيع أن تستفيد منهم في أي من الخدمات التي من الممكن الانتهاء منها في نفس اليوم، بدون روابط باقي الأسبوع..  مثل خدمات الافتقاد، أو خدمة الميكروباص (توصيل الأطفال إلى الكنيسة لحضور مدارس الأحد)، أو خدمات لأخوة الرب، أو خدمة المساهمة في تنظيف الكنيسة، أو مساعدة أمين/أمينة المكتبة في تنظيف المكتبة أو جرد الكتب أو تنظيم الدواليب أو متابعة الكتب المتأخرة.. إلخ..  
            </li>
            <li class="mt-2">
                هناك أيضًا مساهمات عدة تستطيع أن تساهم فيها من خلال الإنترنت..
            </li>
            <li class="mt-2">
                تستطيع الاستفادة من مجال عملك في الخدمة..  فإن كنت طبيبًا تستطيع تخصيص جزء معين تحدده بنفسك من وقتك لعلاج الغير القادرين مجانًا..  وإن كنت مدرسًا تستطيع أن تساعد أحد المحتاجين لخبرتك..  وإن كنت مهندسًا، فهناك مجالات استشارية أو تساعد الكنائس على الوصول لأفضل العاملين في المجال بأنسب الأسعار..  وإن كنت تقف في محل، تستطيع أيضًا مساعدة المحتاجين بصورة منظمة تدرسها...  وهكذا في باقي الأعمال..
            </li>
            <li class="mt-2">
                من الممكن كذلك أن تسأل الأب الكاهن في الكنيسة التابع لها، أو حتى الكنيسة القريبة من عملك، عن مجالات متاحة للخدمة تناسب ظروف وقتك..  فيستطيع الاستفادة منك في بعض الأمور التي قد يحتاجها..
            </li>
        </ul>
    </li>
    <li class="mt-4">
        وهناك نصيحتان أخيرتان بخصوص هذا الأمر:
        <ol>
            <li class="mt-2">
                كن حكيمًا!  فالوقت أيضًا وزنة وهبة من الله..  وتعلم ألاّ تضغط نفسك لا في العمل ولا في الخدمة، لئلا يكون أحدهما على حساب الآخر، أو بالأكثر على حساب صحتك..  وتعلم كيف تقول "لا" عندما يحتاج الأمر..  فلا تضغط على نفسك من خدمة لأخرى، لئلا تكون ملومًا..  فالطريق الوسطى خلصت كثيرين كما يقول الآباء القديسين.
            </li>
            <li class="mt-2">
                ولا تنسى الصلاة من أجل أن يبارك الله الوقت..  فاحذر بعدما كرزت للآخرين أن تصير أنت نفسك مرفوضًا، وتجرك طاحونة الخدمة بعيدًا عن الله، ويظن الإنسان نفسه أنه في عمق العلاقة مع الله، وهو بعيدٌ عنه..  فالله هو صانع الوقت، وهو القادر أن يباركه ويقدسه لمجد اسمه القدوس.. 
            </li>
        </ol>
    </li>
</ul>