يوم الأربعاء من الأسبوع الرابع
القراءات
أف2: 13-18، 1بط4: 8-13، أع20: 1-6، يو7: 14-29
8وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا. 9كُونُوا مُضِيفِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِلاَ دَمْدَمَةٍ
10لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً، يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ. 11إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ. وَإِنْ كَانَ يَخْدِمُ أَحَدٌ فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ، لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.
12أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ
لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ،"
قصة: الزهايمر
-
ذهب أحد الآباء الكهنة الى إحدى السيدات المسنات ليصلى لها ويناولها من الأسرار المقدسة بناء على طلب إحدى بناتها، وعندما وصل الأب الكاهن الى المنزل أكدت له بنتها أن أمها تعاني من مرض الزهايمر، وهو مرض يصيب بعض الناس في سن الشيخوخة، وفيه يعاني المريض من نسيان كل شئ، وكل الأشخاص المحيطين به مهما كانت درجة القرابة، فالمريض لا يتذكر أبنائه أو شريك حياته أو حتى أسمه. وبناء على ذلك طلبت البنت من الأب الكاهن أن لا يحزن على والدتها لأنها تنساه، وقد تفهم الأب الكاهن هذا الموقف.
-
وفجأة عندما دخل الكاهن الغرفة وبدأ بماولة المرأة المسنة وجدها تنظر إليه وتصلى :"الرب يرعاني فلا يعوزني شئ، في مراعى خضر يربضنى الى مياة الراحة يوردني، يرد نفسي...".
-
وقف الأب الكاهن في مكانه ونظر الى إبنتها وسألها مندهشاً: (ما هذا! إنها تُصلي! كيف هذا!)
-
وهنا أجابت إبنتها: (لقد كانت أمي وهي صغيرة تحفظ المزامير عن ظهر قلب، وترددها دائماً، وتُصلي بها طوال الوقت. وعندما بدأت بفقدان الذاكرة لم تترك مزاميرها، والعجيب حقاً يا أبونا لقد نسيت أمي كل شئ ماعدا مزاميرها. فهي طوال النهار تُصلي بها).
-
وهنا أبتسم الكاهن وبدأ بمناولة السيدة العجوز من الأسرار المقدسة، وهو يقول:
(اذكريني يا أمي في صلواتك عندما تذهبين الى الرب يسوع، فأنتِ فعلاً نور للعالم، تمجدين الرب من خلال حياتك )
ما أعجب أعمالك يا رب، فمن يحفظ كلماتك تحفظه يا رب في يوم الضيق، وتجعله نوراً للعالم يمجدك في كل أعماله
صلاة
ربى يسوع، نور الحياة
انر يا رب بنور وجهك على حياتى،
اشرق يا شمس البر على قلبى
اضئ بنورك حياتى، فتطهر من ظلمات العالم الفاسد، وتراك انت يا مخلص نفسى
أراك انت يا مخلصى ... فأشكرك
أشكرك على عطاياك التى لا تحد
أشكرك على نور الصباح الذى آراه
أشكرك على إنى ما زلت أتنفس وأتنسم هواء جديدأ لأمجد إسمك فى حياتى
أشكرك على وقوفى وجلوسى وحركتى وعملى
أشكرك وتشكرك عنى كل خليقتك التى سخرتها لى للتمتع
أشكرك وأشكرك وأشكرك.
قومى اسنيرى
-
يتأمل القديس اكليمنضس الإسكندرى فى الإصحاح الستون من سفر أشعياء الذى فيه يتكلـم عن المدينة المنيرة التى فيها يقدم لنا أشعياء النبى صـورة رائعـة لكنيسة العهد الجديد كمدينة الرب، صهيون المنيرة، أيقونة السماء...
-
فيقول أشعياء النبى عن هذه المدينة : "قومى استنيرى لأنـه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك. لأنـه ها هى الظلمة تغطى الأرض والظلام الدامس الأمم. أما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يـرى" (أش 2:60)
-
وقال أيضاً: ( حينما عاد اليهود من السبى حسبوا أنفسهم كمن قام من الموت، وتمتعوا بنور الحياة والحرية بعد سبعين عاماً من المذلة كما فى ظلمة القبر ).
-
أما كنيسة العهد الجديد فقد تمتعت بما هو أعظم.. إتحادها بـالنور الحقيقى كعريس أبدى يقيم منها عروساً تحمل نوره وبهاءه ومجـده..
-
وكما قال الرب عن نفسه "أنا هو نور العالم" (يو 8 : 12) ودعا تلاميـذه أيضاً نور العالم (مت 14:5). إذ يحملونه فيهم.
-
ويتساءل القديس اكليمنضس ” ما هو سر استنارة الكنيسة؟ ” ويجيـب: (إنها قيامة الرب التى قدمت لنا الحياة الجديدة التى لن يغلبها الموت ولا تقدر الظلمة أن تقتنصها أو القبر أن يحطمها).
-
لذلك يقول بولس الرسـول: "استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح" (أف 14:5).
-
لذلك لما كان العماد هو تمتع بقيامة المسيح لذا دعـى هـذا السـر ”استنارة”. إذ نعتمد نستنير، وإذ نستنير نتبنى، وإذ نتبنى نكمل.