يوم الجمعة من الأسبوع الرابع
القراءات
رو3: 27-31، 1يو4: 1-6، أع5: 34-36، يو10: 34-38
1أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟
لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ. 2بِهذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ. 4أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ. 5هُمْ مِنَ الْعَالَمِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ يَتَكَلَّمُونَ مِنَ الْعَالَمِ، وَالْعَالَمُ يَسْمَعُ لَهُمْ. 6نَحْنُ مِنَ اللهِ. فَمَنْ يَعْرِفُ اللهَ يَسْمَعُ لَنَا، وَمَنْ لَيْسَ مِنَ اللهِ لاَ يَسْمَعُ لَنَا. مِنْ هذَا نَعْرِفُ رُوحَ الْحَقِّ وَرُوحَ الضَّلاَلِ."
قصة: الراهب رجل الأعمال
روي أحد الآباء القصة الرمزية التالية فقال:
-
طلب راهب بإلحاح من الله أن يرشده إلي بقعة يحيا فيها بعيداً عن الناس، فأرشده إلي مكان منعزل فوق هضبة قي جبال لبنان، فصنع له كوخاً من فروع الأشجار وسكن فيه .. وما أن حل الشتاء حتي شعر بالبرد وتلفّت حوله من أعلي فلمح بعض أكواخ الرعاة، فنزل إليهم متوسلاً أن يعيروه غطاءا ففعلوا بفرح، فعاد إليهم بعد عدة أسابيع يشكو لهم من الفئران التي أتلفت الغطاء، فتأسفوا لذلك وأعطوه غطاءا آخر ..
-
وتكرر الأمر، وعندئذ اقترحوا عليه أن يدع قطاً يعيش معه لعله الفئران تهابه ! فوافق وحدث بالفعل أن تحولت عنه الفئران، ولكن ظهرت مشكلة أخري لم ينتبه لها ألا وهي طعام القط ذاته !، ومن ثم نزل إليهم طالباً بعض اللبن ففعلوا وأعطوه، وكلما فرغ قسط اللبن حصل منهم علي غيره، وعادوا من جديد فاقترحوا عليه أن يعطوه شاة يحلبها كل صباح لكي يطعم القط الذي يطرد الفئران والتي كانت تتلف له الغطاء !.
-
ولكنه نسي أن الشاه نفسها تحتاج إلي الطعام فطلب هو من الأعراب فأعطوه فأساً وبعض البذور، وبدأ في استصلاح مساحة صغيرة من الأرض حوله لعله يحصل منها علي طعام الشاة المسكينة، والعجيب أن الأرض أعطت ثمرا وفيرًا جداً، مما شجعه علي استصلاح مساحة أكبر. ونجح مشروع الاستصلاح نجاحا مذهلاً، فتحول إلي مشروع ضخم يضم مساحة شاسعة من الأرض وما يلزم المشروع من مبان وأجهزة مستوردة ..
-
وجاء زائر ذات يوم ليطّلع علي منتجات (الشِركة!) وراح الراهب يرحب به كثيرا وينتقل به من مكان الي آخر، ويطلعه علي أنواع البقر المحلي والمهجن وعشرات الأنواع من الجبن ومنتجات الألبان الأخرى! ثم عاد أخيراً إلي (مكتبه الفاخر!). ولما جلس الضيف تفحّص الراهب طويلاً ثمّ قال له: ألأجل هذا أتيت بك إلي هنا !!. والذي حدث أن السيد المسيح كان يفتقده، بينما ظن الراهب أنه يستقبل مستورد كبير ..
القصة رمزية طريفة .. ولكنها تبين كيف أن الإنسان كثيراً ما ينحرف عن هدفه ليتسع أفقياً، أو ليتحول الهدف الرئيسي إلي أهداف صغيرة متساوية !! وهكذا يبدأ شخص ما بالروح ثم يكمل بالجسد.
خطاب من عدو الخير
-
لقد رأيتك بالأمس وأنت تبدأ مشغولياتك اليومية . أنت استيقظت دون أن تركع لتصلى. والحقيقة أنك لم تشكر قبل الطعام . وكذلك لم تصلى قبل أن تذهب الى فراشك لتنام مساءً .
-
وهكذا أنت حقيقة غير شاكر . وأنا أحب ذلك فيك جداً .
-
وأنا غير قادر أن أعبر لك عن ابتهاجى بك ، لأنك لم تغير نمط حياتك هذا. أيها الساهي والغافل ! أنت لى . تذكر أنك وأنا لنا علاقة ثابتة لسنوات ، ومع ذلك ما زلت لا أحبك . وفى الحقيقة أنا أكرهك ، لأنى أبغض الله . وأنا أستخدمك فقط لأسوى حساباتى مع الله . لقد طردنى الله من السماء ، وأنا أنوى استخدامك أنت ، طالما استطعت فى توجيه الضربات ضده .
-
هل تعلم أيها الغافل ، أن الله يحبك ، ولديه خطط عظيمة من أجلك . ولكنك كرست حياتك لى ، وأنا أنوى جعلها جحيم حى . وهكذا سنكون معا أنا وأنت مرتين . وهذا فى الحقيقة سيؤلم الله!! . فشكرا لك . فأنا أريه من هو سيد حياتك .
-
أنك تذكر جميع الأوقات الطيبة التى كانت لنا معا .. فى مشاهدة الأفلام الإباحية، و لعن الآخرين ، و الحفلات ، و الاستيلاء على ما للغير، و الكذب ، و النفاق ، والفسق ، والشره فى الأكل ، والنكت الخارجة ، ومسك السيرة ، وطعن الآخرين فى ظهرهم ، والاستهزاء بالشيوخ والذين فى مواقع القيادة ، وعدم احترام الكنيسة ، و المواقف الخاصة السيئة : بالتأكيد أنت لست تريد أن تتخلى عن كل هذا !! فهيا أيها الخاطي ، ودعنا نحترق معا الى الأبد . فأنا لدى خطط ملتهبة لك. وهذا هو مجرد خطاب تقدير لك . فأنا أحب أن أقول لك شكراً لسماحك لى لاستخدامك فى خططى أغلب حياتك الفارغة . ها ها ها .. انك تجعلنى أحس بالسقم !!
-
لقد بدأ الإثم يترك بصماته على حياتك . فأنت تبدو أكبر من عمرك بعشرين عاماً . وأنا أريد دماء جديدة . لذلك استمر وعلم الأطفال كيف يعملون الخطية . كل ما عليك فعله ، هو أن تدخن أمامهم ، وتشرب الكحوليات ، وتغش ، وتقامر ، تمسك السيرة ، وتزنى ، وأن تصغى وترقص مع أحسن عشرة أغانى . لتفعل كل هذا فى وجود الأطفال ، وهم سيفعلون ذلك أيضاً ، فالأولاد يحبون ذلك.
-
نعم أيها العديم الذكاء ، أنا لا بد أن أتركك تذهب الآن . وسأعود لك بعد ثانيتين لأجربك . ولو كنت ذكيًا لهربت منى لمكان ما . أعترف بخطاياك، ولتحيا للرب فى القليل الذى بقى لك من الحياة . ليس من طبيعتى أن أحذر أحد ، ولكن أن تصل الى عمرك هذا وتظل تخطئ، شئ سخيف بعض الشئ . أرجو ألا تفهمنى خطأ ، فأنا لا زلت أكرهك ..
-
استمر في خطاياك، فانت من الذين يقول عنهم الكتاب... "انتم من اب هو ابليس و شهوات ابيكم تريدون ان تعملوا ذاك كان قتالا للناس من البدء و لم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب و ابو الكذاب" (يوحنا 8 : 44 ).
تأملات من أقوال الآباء:
-
يقول العلامة اوريجانوس :
المسيح هو نورالعالم الذى يضئ الكنيسة بنوره.. كمـا يسـتمد القمر نوره من الشمس فيضىء الظلام هكذا تستمد الكنيسة النور مـن المسيح لتضىء على الذين هم فى ظلمة الجهل.
-
يؤكد القديس مارآفرام إن المسيح هو النورالحقيقى الذى يضـئ لكل إنسان فى العالم، فيقول:
فلما ظهرت كلمة النور صار النور والنهار معروفين ومنفصليـن عن الظلمة والليل، لأن قبل ظهور المسيح كلمة الله بالجسـد كـانت ظلمة الشيطان بالخطيئة والمعصية موجودة فى جميع الأرض بغـير نور.. فلما تجسد المسيح كلمة الله النور المولـود مـن الآب بغـير إنفصال منه كالشعاع من الشمس، وأعطانا بالمعمودية الروح القـدس، أضاء لنا وحرك بنا مخافته وأشهر فى قلوبنا نور مواعيـده إشـهاراً حقيقياً، حتى صدقناه وحفظناه وحبيناه وحفظنا وصاياه.
فبحفظ وصاياه هكذا صيرنا نوراً ونهاراً روحانياً حقيقياً..
والذين لا يؤمن أن به والذين لا يحفظون وصاياه هم ظلمـة وليـل حقيقى روحانى.
-
قال الأب مارتيروس:
بدون نورالكتاب المقدس نعجز عـن رؤيـة الله ” الذى هو النور ” (1يو 1: 5) وعن إدراك عدله المملوء نوراً.