يوم السبت من الأسبوع الخامس
القراءات
عب10: 1-13، 1يو5: 11-21، أع23: 6-11، يو14: 1-11
11وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. 12مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ.
13كَتَبْتُ هذَا إِلَيْكُمْ، أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ، لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ.
14وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا.
15وَإِنْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا يَسْمَعُ لَنَا، نَعْلَمُ أَنَّ لَنَا الطِّلِبَاتِ الَّتِي طَلَبْنَاهَا مِنْهُ. 16إِنْ رَأَى أَحَدٌ أَخَاهُ يُخْطِئُ خَطِيَّةً لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ، يَطْلُبُ، فَيُعْطِيهِ حَيَاةً لِلَّذِينَ يُخْطِئُونَ لَيْسَ لِلْمَوْتِ. تُوجَدُ خَطِيَّةٌ لِلْمَوْتِ. لَيْسَ لأَجْلِ هذِهِ أَقُولُ أَنْ يُطْلَبَ. 17كُلُّ إِثْمٍ هُوَ خَطِيَّةٌ، وَتُوجَدُ خَطِيَّةٌ لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ. 18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ. 19نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ. 20وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 21أَيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ. آمِينَ
قصة: الموت ... طريق الى الحياة
-
قفزت سالي من مكانها، عندما رات الطبيب يخرج من غرفة العمليات. قالت:" كيف طفلي؟؟ هل سيتحسن؟ متى سأراه؟"
-
قال الطبيب الجراح: "انا اسف، لقد عملنا كل ما بوسعنا، لكن الطفل لم يستطع ان يحتمل..."
-
قالت سالي:" لماذا يمرض الاطفال بالسرطان؟ الا يهتم بهم الرب بعد؟ اين كنت يا رب عندما كان طفلي محتاج اليك؟"
-
سالها الجراح:"هل تودين توديع طفلك بضع دقائق قبل ان يتم ارسال جثته للجامعة؟ ساطلب من الممرضة الخروج من الغرفة"
طلبت الام من الممرضة ان تبقى معها في الغرفة بينما كانت تودع طفلها للمرة الاخيرة...
-
"هل تريدين خصلة من شعر ابنك كذكرى؟" سالت الممرضة، اجابت سالي بالايجاب، فقصت الممرضة خصلة من شعر الطفل ووضعتها في كيس صغير واعطتها للام...
-
قالت الام: انها كانت فكرة جيمي بالتبرع بجسده الى الجامعة من اجل الدراسات، قال: انه يمكن ان يساعد شخصا اخر. انا رفضت بالاول لكن جيمي قال:"امي انا لن استعمله بعد ان اموت، لكن يمكنه ان يساعد طفل صغير اخر في عيش يوم واحد اخر مع امه"...
-
اكملت الام حديثها قائلة: لقد كان يحمل قلبا من ذهب... دائما يفكر في الاخرين، دائما اراد مساعدة غيره اذا استطاع.
-
خرجت سالي من قسم الاطفال في المستشفى بعدما قضت به اخر 6 اشهر، وضعت حقيبة طفلها جيمي على الكرسي الامامي بجانبها في السيارة، وقد ساقت السيارة نحو البيت بصعوبة بالغة.
-
انه كان من الصعب جدا الدخول الى البيت الخالي من جيمي، حملت الحقيبة والكيس الذي بداخله خصلة الشعر، ودخلت غرفة جيمي... وبدات بترتيب العابه بالشكل الذي كان طفلها متعود ان يرتبها به...
ثم نامت على سريره، تقبل وسادته بحزن ودموع حتى نامت... وما هي الا منتصف الليل حتى استيقظت ووجدت بجانبها على الوسادة رسالة...
-
كانت تقول الرسالة:
لى الحياة هى المسيح
من تفاسير القمص تادرس يعقوب ملطى
-
من داخل السجن كتب القديس بولس الرسول تلك الآية، معبراً عن مدى الفرح بالرب يسوع، وموكداً على معنى الحياة الحقيقية فى شخصه.
-
إن الحياة هنا بالنسبة للرسول فرصة للكرازة بفرحٍ وسط الآلام. والموت فرصة للانطلاق للقاء مع السيد المسيح وجهًا لوجه. ففي حياته أو موته كل ما يشتهيه الرسول هو اقتناء السيد المسيح بكونه حياته.
-
إن الموت بالنسبة للجسدانيين خسارة وتحطيم، أما بالنسبة للإنسان الروحي فهو مكسب. ففيه انطلاق من العالم بكل شروره إلى الحياة الأخرى بأمجادها الفائقة.
-
إذ صرنا أمواتًا بالخطية لم نعد في حاجة إلى وصايا لكي ننفذها بل بالحري نحتاج أولًا إلى من يقيمنا من الأموات. فالسيد المسيح هو الحياة والقيامة، من يقتنيه يتمتع بالحياة؛ جاء لكي يقدم نفسه لنا، لذا نسمعه كثيرًا ما يردد: "أنا هو..."
-
يسألنا أن نقتنيه، فهو خبز الحياة المشبع للنفس، وهو العريس السماوي نتحد به فلا نعاني من الشعور بالعزلة، بل تصير حياتنا عرسًا دائمًا، وهو المخلص واهب المجد الأبدي. إنه المدرب والكنز والنور والشبع، هو كل شيء بالنسبة لنا.
رجل الأعمال يقول: "لي الحياة هي الغنى"، والدارس يقول: "ليّ الحياة هي النصرة". والإنسان الشهواني يقول: "لي الحياة هي الملذات"، والمتعجرف يقول: "لي الحياة هي الشهرة"، وأما المؤمن: "لي الحياة هي المسيح"، فبالنسبة لي الحياة ليست غنى ولا معرفة ولا شهرة ولا كرامة زمنية، بل المسيح. هو الأول والطريق والنهاية بالنسبة لي.
-
تنظر المسيحية للحياة على أنها بركة،
وتستحق أن تُعاش مادامت مع المسيح، كما أن الموت ربح عظيم مادام في الرب.
من أقوال الآباء
-
يقول القديس يوحنا ذهبى الفم:
-
ما يقصد هو: بالموت لا أموت، فإن حياتي هي في داخلي، لهذا إن أرادوا بحق أن يقتلوني، فلتكن لهم قوة أن يرعبوني بنزع الإيمان من نفسي. لكن مادام المسيح معي، فالموت نفسه لن يهزمني، إذ أبقى حيًا.
-
حياتي ليست هي الحياة الحاضرة بل المسيح نفسه. هكذا يليق بالمسيحي أن يكون! يقول: "لا أحيا الحياة العامة" (غل 20:2) بل المسيح يحيا فيٌ.
-
تدريب للقديس أمبروسيوس:
-
إننا نري أن هذا الموت هو ربح، والحياة عقوبة...
-
ما هو المسيح إلا موت الجسد ونسمة الحياة؟
-
فلنمت معه لنحيا معه.
-
ليكن هذا فينا كتدريبٍ يوميٍ وميلٍ نحو الموت، بهذا ننفصل عن الملذات الجسدية التي نتحدث عنها، وتتعلم نفوسنا أن تنسحب منها، كما لو كانت قد صارت في العلى، حيث لا تقدر الشهوات الأرضية أن تقترب منها وتلتصق بها. تحمل شبه الموت فلا تسقط تحت عقوبة الموت.