يوم الاثنين من الأسبوع السادس
القراءات
رو8: 2-5، 1يو5: 9-13، أع9: 23-31، يو16: 15-23
15كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي. لِهذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ. 16بَعْدَ قَلِيل لاَ تُبْصِرُونَنِي، ثُمَّ بَعْدَ قَلِيل أَيْضًا تَرَوْنَنِي، لأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى الآبِ».
17فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:«مَا هُوَ هذَا الَّذِي يَقُولُهُ لَنَا: بَعْدَ قَلِيل لاَ تُبْصِرُونَنِي، ثُمَّ بَعْدَ قَلِيل أَيْضًا تَرَوْنَنِي، وَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى الآبِ؟». 18فَقَالُوا:«مَا هُوَ هذَا الْقَلِيلُ الَّذِي يَقُولُ عَنْهُ؟ لَسْنَا نَعْلَمُ بِمَاذَا يَتَكَلَّمُ!». 19فَعَلِمَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ كَانُوا يُرِيدُونَ أَنْ يَسْأَلُوهُ، فَقَالَ لَهُمْ: «أَعَنْ هذَا تَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَكُمْ، لأَنِّي قُلْتُ: بَعْدَ قَلِيل لاَ تُبْصِرُونَنِي، ثُمَّ بَعْدَ قَلِيل أَيْضًا تَرَوْنَنِي 20اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ، وَلكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ. 21اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ، وَلكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الْفَرَحِ، لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي الْعَالَمِ. 22فَأَنْتُمْ كَذلِكَ، عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ. وَلكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ 23وَفِي ذلِكَ الْيَوْمِ لاَ تَسْأَلُونَنِي شَيْئًا. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ.
إنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ
من نفاسير أبونا أنطونيوس فكرى
-
فى الفصل السابق لم يتركهم السيد المسيح التلاميذ في حيرتهم بل بدأ يشرح لهم أن العالم يحزن ويفرح بطريقة مختلفة عن حزن وفرح أولاد الله.
-
فالعالم يحزن بسبب الخسائر المادية ويفرح للمكاسب المادية وبكل ملذات العالم. والمسيحي الذي لم يدخل إلى العمق حينما تصيبه التجارب والأحزان يتصور أن المسيح تركه وقد يتهم الله أنه تخلى عنه.
-
ولكن المسيحى الحقيقى الذي عرف المسيح بعمق، فهذا يفهم أن الله لا يترك أولاده، وهو قد يتضايق ولكن سرعان ما يشرق نور المسيح مبدداً ظلمات الحزن والكآبة مالئاً قلبه تعزية وفرح.
-
لكن ما يسبب الحزن الحقيقي لأولاد الله هو الخسائر الروحية حينما لا يحقق مشيئة الله في حياته أو يخطئ إلى الله وهو يعرف أن الخطية تحزن قلب الله وأن عواقبها سيئة.
-
والمسيحي يفرح إذا ما شعر برضى الله، ولكن هذه الأشياء الروحية لا تفرح أهل العالم.
-
والسيد المسيح هنا يخبر تلاميذه بأنهم سيبكون وينوحون، بينما العالم يفرح لأنه تخلص من المسيح وصلبه فتصور نفسه قوى. وهم سيبكون ويحزنون بسبب إضطهاد العالم لهم.
-
وما قاله الرب لتلاميذه هنا هو موجه لكل مسيحي الآن. نحن عندنا الآن حزن بسبب خطايانا أولا، وبسبب أي ضيقة أو تجربة أو خسارة أو بسبب آلام العالم وإضطهاده لنا، وكراهيته وإهاناته للمسيح الذي نحبه ونعبده. بينما أن العالم حولنا يتمتعون بملذات العالم ومراكزه، ويتفاخرون بقوتهم هكذا العالم يفرح .
-
ولكن كل ذلك الحزن سيتحول إلى فرح بالنسبة للتلاميذ فهم سيفرحون قريباً بقيامة المسيح، ويوم حلول الروح القدس وبدء ظهور ثمار فداء المسيح. وبحلول الروح القدس رأى التلاميذ المسيح رؤية روحية حقيقية فإمتلأت قلوبهم فرحاً والفرح من ثمار الروح القدس.
-
وبالنسبة لنا ، فكل تجربة مادية فيها حزن، ولكن حين نلجأ لله نجد أن الروح القدس يكشف لنا وسط أحزاننا عن وجه المسيح المحب فيتحول حزننا إلى فرح. وأيضاً أحزان التوبة المقدسة هكذا تتحول إلى فرح. فالمسيح بدمه يغفر وبقوته يحول الخسارة لمكاسب روحية. والروح القدس يعطى للمتألم الرؤية لوجه المسيح المملوء حنانا ومحبة فيتعزى.
-
بل كل ما نخسره إن كان مرض/ ألم/ خسارة/ تجربة.. فبينما نجد أن العالم يحزن بسبب هذه الخسائر، ستكون هذه سبب فرح للمسيحى الحقيقى، فالمسيحي يعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير. وأن التجربة التي سمح بها الله هي الطريق للتنقية وبالتالي طريق السماء. فالحزن تحول إلى الفرح بالنسبة للمسيحي.
-
والأبرار الذين فهموا هذا طلبوا التجربة كما قال داود النبي "أبلنى يارب وجربنى، نقى قلبى وكليتى" (مز26: 2)، ويقول القديس يعقوب "إحسبوه كل فرح يا إخوتى حينما تقعون في تجارب متنوعة" (يع1: 2).
وهكذا إختار المسيح آلام الصليب بإرادته (وهي كانت لفترة ساعات) ولكن أعقبها فرح المسيح بولادة كنيسته. ومهما زادت فترة آلامنا في طريق القداسة الذي إخترناه ، فهي لن تزيد عن أيام عمرنا، وهي قليلة ، ولكن يعقبها فرح أبدي.
-
إن حياة النصرة في المسيحية ليست في إنتهاء الألم بل الفرح وسط الألم. فالكنيسة كمسيحها (عريسها) تتألَّم لتلد إبناً لله. هذه هي آلام الخدام.
-
فى نهاية الإنجيل يقول رب المجد يسوع: (في ذلك اليوم) وهو فى ذلك يقصد يوم حلول الروح القدس، يوم ينفتح عهد جديد من العلاقات فوق الطبيعة. حينما يَسْتَعْلِن الروح القدس مجد المسيح المقام لتلاميذه.
-
وسيفتح عيونهم الروحية فيروا ما لم تره عين ويدركوا أن لهم الميراث السماوي كأبناء لله (رو17:8) فيصبح لسان حالهم "ومعك لا أريد شيئًا في الأرض" (مز25:73) ولن يطلبوا أي أشياء مادية.
-
أمّا فعل اطلبوا الذي تكرر هنا فيشير لشعور الإنسان أنه في المسيح يتمتع بحب الآب وهنا يطلب بدالة البنوة وسيستجاب له فيكون فرحه كاملًا.
قصة كتبها طبيب كان يعمل فى وسط افريقيا
-
"فى ليلة كنت اعمل بجهد كبير لإنقاذ حياة أم و لكن بالرغم من كل المحاولات المضنية، توفيت الأم تاركة مولود مبتسر (لم يكتمل نموه بعد ) و أبنة ذات عامين تبكى ، كانت منتهى الصعوبة الاحتفاظ بالطفل على قيد الحياة حيث لا توجد اى حضانات ، فليس لدينا كهرباء لتشغيل الحضانات وايضا كان لدينا صعوبة فى توفير الغذاء الخاص لهذا الطفل.
-
أيضاً نحن نعيش على الخط الاستوائى ، دائماً الجو صقيع ليلاً ، . زوجة شابة ذهبت الى الصندوق الذى نضع به هؤلاء الرضع المبتسرين و تأكدت من لف الرضيع بالقطن والصوف ليبقى دافئاً طول الوقت، و أخرى ذهبت لإيقاد النار للتدفئة و ملىء قربة مطاطية بالماء الساخن ولكنها رجعت سريعا منزعجة تخبرنى بأن القربة مطاطية قد انفجرت اثناء ملئها بالماء الساخن و قد كانت أخر قربة مطاطية لدينا من النوع الذى يتحمل الماء الساخن !
-
و كما يقولون فى الغرب" لا نفع من البكاء على اللبن المسكوب" وهنا فى وسط افريقيا لا جدوى من البكاء على القربة المطاطية المنفجرة حيث انها لا تنمو على الاشجار و ايضا لا يوجد مستودع ادوية اسفل طريق الغابة
قلت: حسناً ، ضعوا الرضيع بجوار النار فى مكان أمن وناموا بينه و بين الباب لجعلة دافئاً بقدر الامكان، عملكم الأن هو المحافظ على الرضيع دافئاً.
-
كما أفعل دائماً بعد الظهر قمت بالصلاة مع الأطفال ، اعطيت اختيارات كثيرة للأطفال عن موضوع صلاه اليوم ، و حكيت لهم عن الطفل الرضيع الضئيل الحجم، و شرحت لهم مشكلتنا كيفية الحفاظ علية دافئاً كفاية من خلال قربة الماء الساخن و ان هذا الطفل بسهولة ممكن ان يموت اذا ارتجف من البرد وايضاً حكيت لهم عن الأبنة ذات العامين التى تبكى لفقدانها امها.
-
و خلال وقت الصلاة ، احد الفتيات ذات العشرة اعوام (روث) صلت بطريقة الاطفال الافارقة :
لو سمحت ، إلهى ارسل لنا قربة مطاطية للماء الساخن اليوم ، لن يكون جيداً غداً ، إلهى هذا الرضيع سيموت ، فأرجوك ارسل لنا هذه اليوم بعد الظهر " و أثناء تركيزى روحياً فى الصلاة ، أضافت " و ايضاً ارجوك إلهى ارسل دمية للفتاة الصغيرة و بذلك ستعرف كم انت حقاً تحبها !!
و كعادتى مع صلاه الاطفال ، كنت مركز جداً ، تحدثت مع نفسى هل حقاً استطيع ان اقول ببساطة " أمين" انا لم اكن معتقداً ان الله يستطيع ذلك ، نعم أعلم انة يستطيع كل شىء كما قال الكتاب، و لكن هناك حدود، أليس كذلك؟
-
الطريق الوحيد لإستجابة الله لهذة الصلاة الخاصة جداً هو ارسال طرد لى من بلادى...أنا فى أفريقيا منذ اربع سنوات وطيلة هذا الوقت لم يصلنى ابدا أى طرد من بلدى !!!
-
على اى حال ، لو أى انسان ارسل لى طرد ، هل سيضع قربة مطاطية للماء الساخن ؟! انا أقيم على خط الاستواء!!
-
بعد الظهر وعندما كنت أدرس فى مدرسة التدريب على التمريض، جائتنى رسالة تخبرنى بأن هناك سيارة أمام باب منزلى، وعندما وصلت المنزل كانت السيارة قد انصرفت ولكن كان هناك فى البلكون طرد كبير وزنة يبلغ 22 رطل ، شعرت بالدموع تنحدر من عينى ، لم استطيع فتح الطرد وحدى ..
-
طلبت الايتام و بدأنا جميعا ننزع الحبال بعناية و طوينا الورق بعناية ، كانت لحظات حاسمة ، هناك ثلاثين او اربعين زوجاً من العيون يركزون بنظرهم على الصندوق الكبير. فى اعلى الصندوق كان هناك قميص مصنوع من الصوف اخرجته من الصندوق واعطيتهم اياه ، ثم كانت بعض الضمادات المنسوجة لمرضى الجزام ، ظهر على الاطفال قليل من الملل، ثم ظهر صندوق به خليط من الزبيب و العنب ، بهذا سنصنع كيكة بالزبيب فى نهاية الاسبوع ، ثم وضعت يدى مرة أخرى ، و شعرت!!! ، لا هل من الممكن!!
-
نعم !!! إنها قربة مطاطية !!!! صرخت ، انا لم أطلبها من الله !!!!! أنا لم اكن أعتقد حقيقة انه يستطيع !! كانت روث فى الصف الأول من الاطفال ، و صرخت قائلة إذا ارسل الله القربة المطاطية ، أذاً من المؤكد انه ارسل الدمية أيضاً!! وبدأت رووث فى البحث اسفل الصندوق وأخرجت دمية رائعة الملابس!!! اظهرتها للجميع !! لم تكن تشك أبداً ،ثم نظرت إلى وقالت : ممكن أذهب لهذة الفتاة واعطيها الدمية، لتعرف ان يسوع حقاً يحبها ؟ أجبت: بالطبع
هذا الطرد كان فى طريقه منذ خمسة أشهر، و تم تعبئته بواسطة أطفال فصول مدارس الأحد و التى سمع امين الخدمة بها صوت الرب بإرسال قربة مطاطية للماء الساخن حتى ولو كانت مرسلة الى المنطقة الاستوائية !! وإحدى الفتيات وضعت دمية للأطفال الأفارقة ، هذا كان من خمسة أشهر مضت !! و إستجابة لأيمان الفتاة ذات العشرة أعوام تم وصول هذا الطرد اليوم بعد الظهر!!
"قبل أن تطلبوا ، أنا سوف أعطى" (أشعياء 24:65)
-
اعطنى يا رب روح البنوة الحقيقية، اجعلنى أشعر بالفعل بحضورك الحى فى حياتى.
-
الهى الصالح ... ليكن لى روح البنوة، فاصرخ لك يا إلهى الصالح طالباً حضورك فى حياتى
مشتاق الى الوجود فى حضرتك، مشتاق أن القاك يا إلهى الحبيب
طالباً وقوفك بجانبى
طالباً أن تحيا فى داخلى، أتمتع بك وفيك ومعك.
أطلبك فأجدك.
-
أدعوك فتستجيب لى.