يوم الخميس من الأسبوع السادس
خميس الصعود
-
بصعود المسيح إلى السماء انتهت الزيارة الملكية إلى الأرض، وانتهت حالة "أخلى ذاته" وتحقق كلامه الإلهي "خرجت من عند الأب وأتيت إلى العالم، وأيضًا اترك العالم وأذهب إلى الآب" (يو 16: 28).
-
كل قراءات هذا اليوم تتكلم عن صعود الرب.
-
مزمور عشية: رتلوا لله الذي صعد إلى السماء.(مز67: 31)
-
إنجيل عشية: ولما تمت الأيام لارتفاعه (صعوده) ثبت وجهه للذهاب إلى أورشليم.(لو9: 51)
-
مزمور باكر: صعد إلى العلا وسبي سبيًا.(مز67: 18)
-
إنجيل باكر: وبعد ما كلمهم الرب يسوع ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله.(مر16: 19)
-
البولس: بالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد. تبرر في الروح. تراءى لملائكة. بشر به بين الأمم. أومن به في العالم وصعد بالمجد.(1تى 3:16)
-
الكاثوليكون: الذي صعد إلى السماء فخضعت له الملائكة والسلاطين والقوات.(1بط3: 22)
-
الإبركسيس: ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون وأخذته سحابة ثم توارى عن عيونهم.(أع 1: 9)
-
مزمور القداس: ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد. (مز23: 9،10)
-
إنجيل القداس: ثم أخرجهم إلى بيت عينيا ورفع يديه وباركهم، وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد إلى السماء. (لو24:50،51)
-
إنه ترتيب عجيب وعميق وفي نفس الوقت يبين عمق معرفة الآباء القديسين الذين وضعوا قراءات القطمارس بالكتاب المقدس بعهديه. فكل مناسبة ينتقون لها القراءات المناسبة جدًا لها من المزامير والأناجيل والرسائل بكل دقة.
-
كان الصعود تتويج للقيامة كما أن القيامة تتويج للصلب. إن صعود المسيح هو تمهيد لصعودنا نحن كما يقول معلمنا بولس الرسول "أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات". (أف 2: 6). فقد صعد الرب لكي يرسل إلى الكنيسة الروح القدس المعزي يمكث فيها إلى الأبد (يو 15: 16) يعمل في أسرارها ويقدس كل إنسان وكل شيء فيها.
القراءات
36وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسْطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ:«سَلاَمٌ لَكُمْ!» 37فَجَزِعُوا وَخَافُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحًا. 38فَقَالَ لَهُمْ:«مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ، وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». 40وَحِينَ قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ، وَمُتَعَجِّبُونَ، قَالَ لَهُمْ:«أَعِنْدَكُمْ ههُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءًا مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ، وَشَيْئًا مِنْ شَهْدِ عَسَل. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.
44وَقَالَ لَهُمْ:«هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ». 45حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. 46وَقَالَ لَهُمْ:«هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذلِكَ. 49وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي».
50وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ.
51وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ،
انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. 52فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، 53وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ.
وفيما هو يباركهم....
-
ليس من العجيب أن يقوم المسيح من بين الأموات لأنه هو الحياة، بل العجيب هو أن يقبل الموت عنا.
وليس من العجب أن يصعد الى السماء وهو الساكن فى الأعالى، بل يصعد بجسد بشريتنا، بل ويصعد بعلامات جراحه شهادة للخلاص الذى أتمه لنا.
-
صعد ليفتح لنا الطريق كيما نصعد مثله.
-
صعد ليصالحنا مع الآب وليرسل لنا روحه القدوس..
-
صعد لتظل أعين الكنيسة عالقة بالسماء ذاكرة بإشتياق الوطن الباقى والأبدية المجيدة..
-
صعد ضد قانون الجاذبية ليعلمنا أن نتحرر من كل ما يجذبنا نحو الأرض.
-
صعد رافعاً يديه بالبركة، ووعد بأن تبقى البركة الى أن يأتى على السحاب.
تدريب
تدرب على الصعود مع المسيح بالصلاة والتأمل والتوبة.
-
اذكر أن وطنك السمائى منتظرك، فارفع أنظارك نحوه.
-
فى عيد الصعود لأبد أن تصعد أفكارنا الى فوق ونتأمل فى السماء التى صعد إليها المسيح.
-
وفى تأملنا فى السماء نتذكر قول الرب حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً.
-
فليكن كنزك فى السماء.
-
كل إنسان يدرب نفسه على بركة الصعود فى حياته. يصعد من المستوى المادى الى المستوى الروحى وتصعد رغباته من مستوى الجسد الى محبة الله.
قصة: انظر الى السماء : جونى اريكسون
-
فى مياه خليج (شيزابيك)عند غروب الشمس قفزت الفتاة الامريكية(جونى ايركسون) فأصطدمت رأسها بشىء قاس وأصيبت بكسر فى عنقها سبب لها شلل كلى فى جميع أعضاء جسمها ماعدا رأسها. فأبتداء من العنق وإلى أسفل أصبحت غير قادرة على الأهتمام بأبسط حاجاتها الشخصية وكان محتوماً عليها أن تبقى بقية حياتها عالة على الآخرين فى كافة الوظائف الجسدية.
-
أن قصة هذه الفتاة نادرة من نوعها. أنها قصة صراع شابه مع المرض الذى أصابها وهى فى ريعان شبابها وربيع عمرها، اذ كانت فى ال17 من العمر أجريت لها العمليات الجراحية وأحدثوا ثقوباً فى الجمجمة وأنغرست الكماشات فى رأسها إلى اللحم والعظم، وكانت راقدة على قطعة من الخيش معلقة من زواياها الأربع وتتدلى من جسمها أنابيب لأستخراج البول وأخرى لنقل الغذاء. وكانت ترقد أما ناظرة إلى الأرض أما ناظرة للسقف فقد كانو يقلبونها كل ساعتين وتذكرت حالتها التى وصلت إليها فى غضون ثوان تغيرت حالتها من النشاط والحيوية الى العجز التام وعدم القدرة على الحركة.
-
وفى وسط كل هذه الالام والضيقات كان قلبها يناجى ربها ومسيحها، وذات يوم طلبت من والديها ان يغيبا قليلا لدى زيارتهما لها عندما تكون راقدة ووجهها نحوالارض فقد كانت تتالم كثيرا حينما تراهما يزحفان على ارض الغرفة فى مهانه تحت قطعة الخيش والدعابة على شفاههما رغبة منهما فى الترفيه عنها. وأحيانا كانت والدتها تمضى ساعات طويلة تحت قطعة الخيش وهى تمسك لها الكتاب المقدس أو الكتب الروحية مفتوحة امامها لتقرا فيها.
-
وذات مرة حضرت صديقتان لها من المدرسة لزيارتها فقالت أحداهما(اووه ياجونى) وقالت الاخرى(اووه يا الهى) فساد لفترة من الوقت صمت مربك لفترة من الوقت سمعتهما تركضان فى أتجاه الباب وسمعت أحداهما تتقيا خارج الحجرة بينما كانت الاخرى تتنهد بصوت مرتفع، فطلبت جونى بأصرار مرآة لترى وجهها وعندما نظرت صرخت (أنه مروع)أن الصورة التى رأتها فى المراة لا تشبه صورة أنسان عينين غائمتين محتقنتين قد غارتا فى محجريهما لقد هبط وزنها من 125 إلى 80 رطلاً فبدت أشبه بهيكل عظمى مغطى بجلد أصفر أصابه اليرقان، وأكد راسها الحليق غرابة مظهرها ورأت أسنانها سوداء فاحمة بتاثير تناول العقاقير..هى نفسها تملكها الغثيان وكانت نتيجة الرقاد لشهور طويلة حدوث قروح فى جسدها.
-
وذات مرة رفعت قلبها الى الله بعد أن سمعت قول الوحى الالهى وهم يقراون لها ((أحسبوه كل فرح يا اخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة عالمين أن أمتحان أيمانكم ينشىء صبراً)).
فتساءلت:ماذا يريد ان يقول لى الله أنا الفتاة السجينة المغلق عليها غير القادرة على الحركة ثم أعلنت تحديها للضعف واضعة أمامها قول المزمور :”الرب يعضده وهو على فراش الضعف”(مز3:41)
-
فقامت بتعلم الرسم والكتابة بفمها وخلال ساعات الليل كانت تتخيل يسوع واقفا بجوارها تتخيله شخصا قويا مواسيا ذات صوت عميق كثير الطمانينة يقول لها: (ها انا معك دائما).(أننى أعمل فى حياتك بصورة أفضل حتى وأن كنت مقعدة)
-
ورسمت لوحات كثيرة بفمها مستخدمة العضو الوحيد المتحرك فى جسدها وهو رأسها، وأخذت توقع على رسوماتها بعبارة (مجداً للرب) وقد وضعت فى أعتبارها أن ما وقع لها كان جزءاً من مخطط الله لحياتها. وذات مرة زار (نيل ميلر)عضو هيئة تامين والدها وأعجب بلوحاتها فأخذها وأقام لها معرضاً وفى صبيحة يوم العرض أقفل الشارع الذى به المعرض من كثرة السيارات والناس الذين أتوا لزيارة المعرض وعلى واجهة المبنى ينتشر شعار كبير يعلن عن (يوم جونى ايركسون) وكان هناك حشد من مصورى التليفزيون وطلبت إليها وكالات الانباء الحديث الى الجماهيروعقدوا معها لقاءات كثيرة وكانت تتحدث عن المسيح وتبشر بأسمه وتكلمهم عن الأبدية السعيدة ليصل حديثها إلى ملاين البشر.
-
أنطلقت وهى على كرسيها تؤلف مراجع تعتبر مصدر تعزية لكل من يجتازون الألم وتخدم الناس بقوة وهى غير قادرة على تحريك زراعيها ورجليها لكن فى داخلها قلب يتحرك بشحنات الحب المتدفق. أمسكت فرشاة ألوانها بأسنانها ترسم بها لوحات من روائع الفن العالمى عاشت حب متبادل مع زوجها وفى حب فائق للبشرية كلها. هكذا سارت على طريق البناء الجديد حتى كسبت طريقا جديداً للحياة فى بطولة فريدة من نوعها على كرسيها المتحرك وأجهزتها الصناعية المثبتة حيث الاعضاء معطلة جلست تبتسم للحياة وتعيش فى بهجة وهى ترجع كل شىء لعظمة الله و كان لجونى دورها فى الكثير من الحملات التبشيرية وطلبت إليها عشرات الكنائس والمنظمات المسيحية ألقاء بعض الاحاديث لشعبها. أن بمعرفة جونى لله صار للحياة هدف قوى فخاضت معركتها وأنتصرت .
-
ان قصة هذه الفتاة توضح امامنا ان هناك شخصا يرسم الابدية وقصة صراع هذه الشابة مع المرض الذى اصابها وهى فى ريعان شبابها وقمة نضارتها تذكرنا بقول:”لذلك لا نفشل بل وان كان انساننا الخارجى يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما” ان ولاد الله لا ينكسرون تحت الضغوط والصدمات والتجارب ولا يجعلون الياس يحطمهم عليك ايها الحبيب ان تقبل وتقتنع بحياتك من حيث هى وتبدا المسيرة من جديد التى تتفق مع ما انت فيه من حال وانت ايها الحبيب ان كان نور المسيح قد اشرق فى قلبك فاعلم انه لو انطفات شموع العالم كله فتكفى شمعة قلبك لتضىء لك الطريق.