يوم الخميس من الأسبوع الأول
القراءات
أف1: 15-2: 3، 1بط3 :8-15، أع4: 13-22، لو7: 11-17
8وَالنِّهَايَةُ، كُونُوا جَمِيعًا مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ، 9غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرّ بِشَرّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِالْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً. 10لأَنَّ:«مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ الْحَيَاةَ وَيَرَى أَيَّامًا صَالِحَةً، فَلْيَكْفُفْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ أَنْ تَتَكَلَّمَا بِالْمَكْرِ، 11لِيُعْرِضْ عَنِ الشَّرِّ وَيَصْنَعِ الْخَيْرَ، لِيَطْلُبِ السَّلاَمَ وَيَجِدَّ فِي أَثَرِهِ. 12لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ عَلَى الأَبْرَارِ، وَأُذْنَيْهِ إِلَى طَلِبَتِهِمْ، وَلكِنَّ وَجْهَ الرَّبِّ ضِدُّ فَاعِلِي الشَّرِّ».
13فَمَنْ يُؤْذِيكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِالْخَيْرِ؟ 14وَلكِنْ وَإِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، فَطُوبَاكُمْ. وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلاَ تَخَافُوهُ وَلاَ تَضْطَرِبُوا،
15بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ.
قصة: الطبيب الملحد والطفل المؤمن
-
كان فيليب، الطفل الصغير في طريقه مع والديه إلى مستشفى القلب. كان الطفل متهلّلاَ للغاية، بينما كان والداه يحاولان دموعهما حرصًا على نفسية ابنهما الصغير.
-
في المستشفى تقدم الجراح إليهم وكان مُرّ النفس فقد عرف أن احتمالات نجاح العملية تكاد تكون معدومة. دُهش الطبيب الجراح لما رأى الطفل متهللًا للغاية.
-
بلطف شديد قال الطبيب الملحد للطفل: "سأفتح قلبك..." وقبل أن يُكمّل الطبيب حديثه إذا بفيليب يقول له: "ستجد فيه يسوع المسيح".
-
تضايق الطبيب الملحد لكنه حاول أن يشرح للطفل ما سيحدث له فقال: "سأريك خلال الفيديو ماذا سأفعل، إنني سأفتح قلبك...".
قاطعه فيليب: "عندما تفتح قلبي سترى يسوع ساكنًا فيه، يُقيم مملكته فيه!"
-
أكمل الطبيب حديثه: "بعد أن أرى ما قد حلّ بقلبك من دمار سأبذل كل الجهد لإصلاحه، وبعد ذلك سأخيط قلبك وأغلقه ثم أرد صدرك إلى وضعه السابق. وسأخبرك بما سأراه في قلبك".
-
للحال قال فيليب: "لا تخف، ليس في قلبي دمار، فإن الكتاب المقدس يقول أن يسوع ساكن هناك، وحيث يوجد يسوع لن يوجد دمار!".
-
في ندّية قال له الطبيب: "اسمع يا فيليب فإنني سأجد عضلة القلب في ضعفٍ شديد، وأن الشرايين غير قادرة على مدّ القلب بالدم... لكني سأبذل كل الجهد لتغيير بعض الشرايين ومساندة عضلة قلبك حتى تتمتع بصحة جيدة وتستطيع أن تمارس حياتك!".
-
تطلع إليه فيليب وقال له: "لكنك ستجد يسوع المسيح فيه، إنه ساكن فيه!"
أخفى الطبيب ما يحمله من مشاعر نحو هذا الطفل الغبي الذي لا يريد أن يكون واقعيًا ويدرك حال قلبه الجسماني، بل مشغول بفكرة خيالية ثبتها فيه والديه والكنيسة، أن يسوع يسكن في القلب".
-
بعد أن تمم الطبيب العملية الجراحية عاد إلى مكتبه يسجل بصوته تقريرًا طبيًا عمّا رآه وما فعله على تسجيل حتى تكتبه السكرتيرة في ملف المريض فيليب.
-
بدأ الطبيب يسجل كل ما وجده في القلب، وكيف أنه يشعر بأن الطفل لن يعيش أكثر من عدة شهور، فإن حالة قلبه خطيرة للغاية، وأنه لا يمكن نقل قلب طفل آخر إليه. قال بأنه لا رجاء في شفائه، وقال أنه يحتاج إلى راحة مستمرة...".
-
هنا أوقف الطبيب التسجيل وبدأ يقول بصوت عالٍ: "أين هو المسيح يسوع الساكن في القلب؟"
-
تطلّع حوله كمن يحدث السيد المسيح ويعاتبه: "إن كنت تسكن في قلبه، فلماذا فعلت به كل هذا؟ لماذا كل الآلام؟ لماذا تسمح بموت طفل صغير كهذا بلا ذنب من جانبه؟ لماذا؟".
-
سمح الطبيب صوتًا يقول له: "هذا الطفل هو ابني، سيعود إلى حضني، يرجع إلى بيته، إنه طفل أمين سيتمتع بإكليل أمانته. إنني لن أتركه ليصير بين قطعانك فيضيع ويفقد مجده الأبدي. إنه قادم إليّ وهو يصلي من أجل أمثالك الذين تركوا القطيع الحقيقي!.
انهمرت الدموع من عينيّ الجرّاح، وحاول بكل طاعته أن يجففها، ثم انطلق إلى حيث الطفل على السرير وحوله والده. فاق الطفل من التخدير وهمس قائلًا: "هل فتحت قلبي؟" أجابه الجرّاح: "نعم لقد فتحته". سأله: "وماذا وجدت فيه؟" أجاب الجرّاح: "وجدت فيه يسوع المسيح العجيب في حبه!".
صلاة
-
هب لي يا رب إيمان طفل بسيط،
-
أراك في داخلي يا من لا تسعك السماء والأرض!
-
أراك تسحب فكري وقلبي وكل مشاعري!
-
لن يقدر حتى الموت أن يحرمني من بهجة حضرتك!
-
من لي انشغل به غيرك يا مصدر كل سعادة؟!
دعاوى وبراهين على قيامة السيد المسيح
-
يعتقد البعض أن المسيح لم يصلب أو يمت، ويقولون أنه رفع إلى السماء قبل حادثة الصلب، وأن كهنة اليهود أخفوا جسد الإنسان الذي صلبوه، والذي كانوا يعتقدون أنه جسد المسيح، لئلا يكرمه أتباعه ويخلدوا ذكراه على ممر الأيام.
-
ولكي يؤيد هؤلاء آراءهم، ذهبوا إلى أن هناك اختلافاً بين كتبة الإنجيل بشأن قيامة المسيح، وأن هذا الإختلاف دليل على أن حادثة القيامة الواردة في الكتاب المقدس حادثة ملفقة... لذلك نرى من الواجب أن نفحص آراءهم فيما يلي لنرى مكانتها من الصواب.
الرد:
-
أولاً - فحص الرأي بإخفاء كهنة اليهود لجسد المصلوب
إن خبر قيامة المسيح من بين الأموات، كان قد أزعج رؤساء الكهنة، كما هدد سلطانهم بالإنهيار والزوال. ومن ثم لو كانوا قد أخفوا جسد الشخص الذي صلبوه (والذي كانوا يعتقدون أنه جسد المسيح) ، لكانوا قد أظهروه لتلاميذه لكي يقضوا على شهادتهم بقيامته. ولو فرضنا أنهم لم يعثروا على هذا الجسد، أو أن هذا الجسد كان قد تحلل لكانوا قد أظهروا للتلاميذ أية جثة بالية، وما كان هؤلاء ليعترضوا بأي اعتراض... وبما أن الكهنة لم يستطيعوا إسكات التلاميذ بأية وسيلة من الوسائل، إذن لا بد أنهم كانوا على يقين تام بأن المسيح قام من الأموات، كما أعلن تلاميذه أمامهم وأمام غيرهم من الناس.
-
ثانياً - فحص الرأي بوجود اختلافات بين كتبة الإنجيل
نرى من الواجب قبل أن نستعرض الإختلافات التي يقال بوجودها بين كتبة الإنجيل، أن نشير هنا إلى أنه لا يمكن أن يكتب أربعة أشخاص عن حادثة عرفوها أو شاهدوها، وتكون أقوالهم واحدة في كل لفظ خاص بها (لا سيما إذا كان أحدهم يختلف عن الآخر من جهة الثقافة والسن والنشأة، والطباع والمركز الإجتماعي) وفي الوقت نفسه كان كل منهم يكتب بالإستقلال عن غيره، كما كانت الحال مع كتبة الإنجيل، إذ من الطبيعي أنه على الرغم من اتفاقهم جميعاً على النقاط الرئيسية في الحادثة المذكورة، يستعمل أحدهم ألفاظاً غير التي يستعملها الآخر، ويذكر أيضاً أموراً لا يذكرها غيره. ومن ثم إذا وجد اختلاف بين كتبة الإنجيل، يكون اختلافاً لفظياً أو سطحياً لا يمس الجوهر في شيء. والدليل على ذلك أنهم أجمعوا معاً على خمس نقاط جوهرية.
-
أن المسيح صلب في عيد الفصح، وأن يوسف الرامي طلب من بيلاطس أن يأذن له بدفن جسد المسيح، فوافق على طلبه. ولذلك أخذه يوسف ووضعه في قبر جديد كان قد نحته لنفسه من قبل.
-
أن بعض النساء ذهبن إلى القبر في فجر الأحد، أو بالحري في اليوم الثالث لصلب المسيح، فرأين الحجر مدحرجاً عن فوهة القبر، ولما دخلن في القبر لم يجدن جسد المسيح فيه.
-
أن بعض الملائكة قالوا للنساء إن المسيح ليس في القبر بل قام من بين الأموات.
-
أن المسيح نفسه ظهر للنساء المذكورات وطلب منهن أن يخبرن التلاميذ أنه قام.
-
أن التلاميذ أنفسهم رأوا المسيح بعد ذلك وتحدثوا معه أفراداً وجماعات مرات كثيرة.
-
أما الإختلافات التي يقولون عنها عن موضوع القيامة فى الإناجيل الأربعة، فهناك أدلة متعددة تقضي قضاء تاماً على فكرة وجود تناقض بين كتبة الإنجيل، نذكر منها: :
-
إن الكاتب الذي لم يذكر حادثة في قيامة المسيح ذكرها غيره، سجل عبارة تدل على حدوثها. فمثلاً
-
مرقس لم يذكر أن بطرس الرسول ذهب إلى قبر المسيح كما قال لوقا (24: 12) ، غير أنه ذكر أن الملاك قال للنسوة أن يخبرن بطرس أن المسيح قد قام (16: 7) ، الأمر الذي يدل على معرفة مرقس أن بطرس ذهب إلى القبر، وأنه كان في حيرة من جهة قيامة المسيح.
-
ولوقا لم يذكر أن التلاميذ ذهبوا إلى القبر كما قال يوحنا (20: 3) ، غير أنه قال ومضى قوم من الذين معنا إلى القبر (24: 24)، الأمر الذي يدل على معرفة لوقا أن بعض تلاميذ المسيح ذهبوا إلى القبر.
-
ويوحنا لم يذكر أن بطرس خرج من القبر متعجباً كما ذكر لوقا (24: 12) ، ولكن جاءت في أقواله عبارة تدل على سبب هذا التعجب، فقد قال إن بطرس رأى الأكفان موضوعة، والمنديل الذي كان على رأس المسيح ليس موضوعاً مع الأكفان، بل ملفوفاً في موضع وحده (يوحنا 20: 7) .
-
ويوحنا لم يذكر أن التلاميذ خافوا عندما رأوا المسيح كما ذكر لوقا (24: 37) ، لكن وردت في أقواله عبارة تدل على سبب الخوف المذكور، فقال إن المسيح دخل إليهم والأبواب مغلقة (20: 19) .
-
ويوحنا لم يذكر أن التلاميذ ظنوا أن المسيح روح من الأرواح، كما قال لوقا، ولكنه ذكر أن المسيح أراهم يديه وجنبه (20: 20) ، الأمر الذي يدل على أنهم ظنوا في البداءة أنه روح لا جسد له.
-
ومرقس لم يذكر أن المسيح طلب من تلاميذه طعاماً، ليثبت لهم أنه هو بعينه وليس روحاً كما ذكر لوقا (24: 41) ، ولكنه ذكر أن التلاميذ كانوا متكئين وقتئذ لتناول الطعام (16: 14) ، الأمر الذي يدل على أنه طلب طعاماً للغرض المذكور.
-
ومتى ذكر أن التلاميذ انطلقوا إلى الجليل بعد قيامة المسيح، دون أن يذكر الغرض من ذلك (28: 16) ، أما بولس فذكر أن هناك ظهر المسيح لخمسمائة من المؤمنين به (1 كورنثوس 15: 16).
-
لذلك فإن الإختلافات التي يقال بوجودها بين أقوال كتبة الإنجيل، إن دلت على شيء فإنها تدل
-
على أن يد التحريف لم تمتد إلى هذه الأقوال، لأن أول ما يفعله الذين يحرفون شيئاً من كتاب، هو حذف العبارات التي تبدو أنها متناقضة.
-
على أنه لم يحدث بين كتبة الإنجيل أي توافق، لأن أول ما يفعله الذين يتفقون على كتابة خبر ما، هو حبك التفاصيل الواردة به حتى لا يبدو بينها اختلاف ما - لكن ما يسترعي الإنتباه أنه على الرغم من عدم حدوث أي إتفاق بينهم أو تحريف في أقوالهم، اتفقت الأقوال المذكورة في معناها كل الإتفاق، الأمر الذي يدل على أن كلاً منهم قد توخى الصدق والأمانة في كل ما سجله منها.
-
أخيراً نقول: إن كلاً من كتبة الإنجيل كتب عن المسيح إلى شعب يختلف عن الشعب الذي كتب إليه الآخر، من جهة الجنسية والثقافة والعادات، كما كتب عن المسيح من ناحية تختلف عن تلك التي كتب عنها غيره، ومن ثم استعمل كل منهم الأسلوب الذي يفهم به الشعب الذي كتب إليه الناحية التي قصدها من شخصية المسيح، ولذلك فإن ما يقال عنه اختلاف بين كتبة الإنجيل، هو في الواقع تنوع اقتضته الظروف الخاصة بكتابته. فإذا أضفنا إلى ما تقدم أن كتابة الإنجيل بالوضع الذي هو عليه بواسطة أربعة من أتباع المسيح يختلف أحدهم عن الآخر كل الإختلاف، أدعى إلى تصديقه مما لو كان قد كتبه شخص واحد، لا يبقى لدينا مجال للشك في صدق هذا الإنجيل، أو الإعتراض عليه.
لا يوجد حدث في التاريخ
أكثر تأكيداً وإثباتاً
من
قيامة السيد المسيح