يوم الأحد من الأسبوع السادس
في انتظار الروح القدس
-
أوصى الرب يسوع تلاميذه قبل صعوده أن لا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب (أع 1: 4) أي حلول الروح القدس.
-
وأطاع التلاميذ الوصية فمكثوا في العلية يصلون صلوات حارة بنفس واحدة طالبين سرعة حلول الروح القدس عليهم، وإنجيل القداس يقول اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملًا، لأن الله يعطي حتى الروح القدس للذين يسألونه (لو11: 13) وفعلًا استجاب الرب لصلوات رسله الأطهار وأرسل لهم الروح القدس بعد عشرة أيام من الصلوات الحارة فحل عليهم مثل ألسنة نار منقسمة على كل واحد منهم".
-
وأعطاهم قوة غلبوا بها الخوف والشيطان وكل الأعداء، لذلك يقول البولس في هذا اليوم: "شكرًا لله الذي أعطانا الغلبة بربنا يسوع المسيح". والرب يسوع المسيح يشجعنا في إنجيل القداس أن نغلب الخوف والضيق بقوله "في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم. ومتى غلبنا العالم وكل شهواته بربنا يسوع المسيح وقوة روحه القدوس يكون لنا فيه سلام وراحة وفرح لا ينطق به ومجيد.
القراءات
1كو15: 57-16: 8، 1بط1: 1-12، أع20: 1-16، يو16: 23-33
1بُطْرُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى الْمُتَغَرِّبِينَ مِنْ شَتَاتِ بُنْتُسَ وَغَلاَطِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَأَسِيَّا وَبِيثِينِيَّةَ، الْمُخْتَارِينَ 2بِمُقْتَضَى عِلْمِ اللهِ الآبِ السَّابِقِ، فِي تَقْدِيسِ الرُّوحِ لِلطَّاعَةِ، وَرَشِّ دَمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: لِتُكْثَرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ.
3مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، 4لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ، 5أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ. 6الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ ¬ إِنْ كَانَ يَجِبُ ¬ تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، 7لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 8الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ، 9نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ. 10الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ، 11بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ، وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا. 12الَّذِينَ أُعْلِنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ لَيْسَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لَنَا كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهذِهِ الأُمُورِ الَّتِي أُخْبِرْتُمْ بِهَا أَنْتُمُ الآنَ، بِوَاسِطَةِ الَّذِينَ بَشَّرُوكُمْ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُرْسَلِ مِنَ السَّمَاءِ. الَّتِي تَشْتَهِي الْمَلاَئِكَةُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهَا.
التفسير
-
يدعونا القديس بطرس فى رسالته الأولى لميراث روحى سماوى مقدس، وهذا الميرات مُعد لنا محفوظ فى السماويات.
-
ولكى ننال هذا الميراث علينا أن نجاهد ولكن باطمئنان أن قوة الله تحرسنا حتى لا يضيع منا هذا الميراث المعد لنا.
والوسيلة لهذا هي الإيمان، فبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه. والله الذي حفظ الكنيسة رغم كل الاضطهادات قادر أن يحفظنا ويحفظ كل نفس متكلة عليه من الخطايا المحيطة بنا.
-
إن
السيد المسيح
بدأ عمله الخلاصي بالصليب والروح يعيننا الآن حتى نكمل، ولكن عمل الخلاص ينتهي بحصولنا على الجسد الممجد ودخولنا إلى الميراث الأبدي. ولكن كيف نكون محروسين؟
-
برجوعنا وتوبتنا المستمرة. وهذا يكون بالاستجابة لصوت تبكيت الروح القدس فينا.
-
الاتكال الكامل على المسيح وعدم الشك فيه ولا في قدرته
-
رفض كل إغراءات إبليس والهروب من كل أماكن الشر.
-
الاهتمام بتنفيذ وصايا الله والسهر الدائم على تنفيذ مرضاته.
-
الشركة مع الله في صلاة دائمة بهذا نكون كمن في حصن.
-
أما بالنسبة عن التجارب فيشير قول القديس بطرس
(إن كان يجب تحزنون)
أن للتجربة هدف وقصد معين، فهي تطهر وتنقى المؤمن من أي شوائب. فالنيران
(آية 7)
هي نيران مطهرة، والله لا يلقى أحد في تجربة إن لم يكن قادرا على احتمالها (1كو13:10). بل أن الله يظهر وسط الضيقة مساندا للمتألم (كما حدث مع الثلاثة فتية في
أتون النار
) ووجود الله وسط الضيقة يعطى تعزية عجيبة للمتألم. هنا نرى شركة الصليب إذ نحمل صليبنا مع المسيح المصلوب، ونرى شركة الفرح مع المسيح الذي يحمل معنا صليبنا.
-
كما أن التجارب المتنوعة
تشير لتعدد أشكال التجارب، واستخدمت كلمة متنوعة ثانيةً في (10:4) لوصف نعمة الله، فبنعمة الله فقط نستطيع أن نواجه التجارب. وهي متنوعة لأن لكل خطية أو مرض روحي علاج مختلف (اش28: 23-29). والله يعلم طريقة علاج كل مرض.
-
وكل ذلك لكى نتزكى وننال إكليل المجد السماوى من خلال خلاص نفوسنا، فهدف إيماننا هو خلاص نفوسنا كما أجسادنا في يوم الرب.
-
والْخَلاَصَ
ليس معناه الحياة في السماء بعد الموت، بل في جعل نفوسنا سليمة كاملة، وحصولنا على طبيعة جديدة سليمة ونحن ما زلنا على الأرض، وإستبدال الفساد بالحياة الأبدية.
فهو نصرة كل يوم على الخطايا التي تأتى من داخل أو من إبليس. وهو حياة كلها فرح وتعزية وسط ضيقات العالم.
تدريب
تطلع إلى يسوع إذا هوجمت من تجربة وقل له أنا أثق في قوتك ولا تتطلع إلى ضعفك أو قوة أعدائك، فبطرس غرق في الماء إذ نظر إلى شدة الريح ولم ينظر إلى قوة يسوع (مت30:14). فإنها لخطية شنيعة أن يظن أحد أن القدير غير قادر على حمايته، وأيضا هو جهل وخطية أن نظن أننا نحن الذين نحمى أنفسنا.
قصة: ذراعه معى وأنا أعمى
-
كان هذا المعلم الذى يقود الألحان فى الكنيسة كفيفاً و قد تعود أن يذهب وحده من بيته إلى الكنيسة التى على أسم (بلامون) لأنه أعتاد هذا الطريق فيسير فيه دون أن يبصر .
-
فى أحد الأيام بينما هو ذاهب إلى الكنيسة وحده ضل الطريق واصبح فى خطر، فصلى متشفعاً بالقديس بلامون و قال له يا أنبا بلامون أين كنيستك فوجد شخصاً مقبلاً عليه قال له (( إلى أين أنت ذاهب يا معلم ؟)) فقال له (( إلى الكنيسة )) فقال ((وأنا أيضاً ذاهب إليها . تعالى معى )) فسأله المعلم(( ما أسمك ؟)) فقال(( بلامون ))و سارا الاثنان يتحدثان فى الطريق إلا أن و صلا إلى الكنيسة و قال المعلم لرفيقه (( هيا نصلى القداس)) فلم يرد عليه فناده بصوت عالى و لكنه لم يرد فأقبل على المعلم بعض المصلين و قالوا له (( مع من تتكلم؟ )) فقال مع رفيقى بلامون و لكنهم بحثوا فلم يجدوا أحداً , فعلموا أنه القديس بلامون أرسله الله ليرشد المعلم إلى الكنيسة .
-
أن كنت تريد أن تحيا مع الله فلا تقلق من أى معطلات تقابلك فى الطريق فالله سيزليها و يسهل طريقك إليه و يشجعك حتى ترتبط به .
-
أبدأ فى صلواتك و فراءاتك من الكتاب المقدس و لو قليلاً و سينمو مع الوقت، ولا تخجل من الأعتراف بخطاياك حتى تتحرر منها و تتخلص من كل نتائجها.