يوم الأربعاء من الأسبوع السابع
القراءات
رو8: 28-39، 3يو1: 1-8، أع15: 4-9، يو15: 12-16
28وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.
29لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. 30وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا.
31فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ 33مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اَللهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ. 34مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا. 35مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ 36كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». 37وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. 38فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، 39وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.
قصة: كله للخير
-
يُحكى أن شيخا كان يعيش فوق تل من التلال ويملك جواداً وحيدآ محبباً إليه ففر جواده وجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر.
فأجابهم بلا حزن: وما أدراكم أنه حظٌ عاثر؟
-
وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل: وما أدراكم أنه حظٌ سعيد؟
-
ولم تمض أيام حتى كان إبنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البريه فسقط من فوقه وكسرت ساقه وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء فأجابهم بلا هلع: وما أدراكم أنه حظ سيء؟
-
وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وجند شباب القرية وأعفي إبن الشيخ من القتال لكسر ساقه ومات في الحرب شبابٌ كثر .
-
وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر الى ما لا نهاية ..
العبرة :
لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعاده طريقًا للشقاء والعكس
إن السعيد هو الشخص القادر على رؤية الله في كل الأحداث، فهو القادر على كل شئ
همسة فى الأذن
الله يعمل فى كل الاشياء للخير للذين يحبونه
من تفسير أبونا أنطونيوس فكرى
-
يقول نص الآية "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده." (رو8: 28)
-
نعم إننا نئن ولكننا من ناحية أخرى نعلم أنه بالنسبة لهؤلاء الَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ فإن كل شيء يتعاون ويتضافر ويعمل معهم من أجل خيرهم وصلاحهم ولبنيان نفس المؤمن الحقيقي وخلاص نفسه. حتى ما نراه من أمور معاكسة أو مضادة بحسب تصورنا، وحتى المؤلم منها (كشوكة بولس الرسول) فهي تعمل لأجل خلاص نفس المؤمن.
-
نَحْنُ نَعْلَمُ :
أي هذه أمور بديهية لا تحتاج إلى إثبات أن الله صانع خيرات، وهذا قد إختبرناه في حياتنا من معاملات الله معنا، والله لا يستطيع أن يعمل شراً لأولاده. وحتى ما نراه شراً فالله قادر أن يخرج من الجافي (الألم) حلاوة. فالشر والألم دخلوا إلى العالم بسبب الخطية، والله حوَّلهم للخير.
-
تَعْمَلُ مَعًا :
تعنى أن الشيء وحده قد يبدو سيئاً وغير مفهوم بسبب غرابته وقسوته (نقصد الألم) ولكن حينما يضاف إلى الأعمال الأخرى والظروف الأخرى التي أتت والتي سوف تأتى فإن كل هذه الظروف معاً تعمل لأجل هدف واحد، تعمل للخير بإنسجام، وما هو الخيرإلا خلاص نفسي.
-
وإحسانات الله هدفها جذب المؤمن لله. وإبليس حين يهاجم بتجاربه فهو يقصد أن يبعد الإنسان عن الله، لكن الله يسمح بها لينقي المؤمن:-
-
شوكة بولس هي من إبليس..... والله سمح بها ليحميه من الكبرياء (2كو7:12).
-
آلام أيوب كانت من إبليس..... والله سمح بها ليشفيه من بره الذاتي
-
خاطئ كورنثوس حَكَمَ عليه بولس بان يُسَلَّم للشيطان لهلاك الجسد... ولكن كان ذلك لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع (1كو4:5).
لاحظ أن إبليس يوجه ضرباته وتجاربه للمؤمن حتى يتذمر علي الله، ولكن الله في محبته يسمح بهذا من أجل خلاص نفس المؤمن. وكل الأمور التي تجري في حياتي (سواء ما أراه أمورا حسنة أو ما أراه مؤلما، وهذا ما تشير له كلمة معاً) هدفها أن أسير في إتجاه (المحصلة) وهي لها إتجاه واحد هو خلاص نفسي، هو الخير دائماً لمن يحبون الله.
مثال: لو كانت كل عطايا الله خيرات زمنية (مال /صحة /أمجاد زمنية..) لتعلقنا بالأرض ولرفضنا فكرة الموت. ولو كانت عطايا الله كلها خيرات روحية (تلذذ بالصلاة /مواهب شفاء..) لتكبر الإنسان وإنتفخ وفقد خلاص نفسه.
-
لذلك نقول... أن إبليس هدفه من التجارب التي يصيب بها المؤمن أن يفصله عن الله، والله يسمح بها فهو وحده الذي يعلم ما الذي يحتاجه الإنسان ليخلص، وهو وحده الذي يعلم كيف يحمي أبناءه من أي انحراف حتى لا يهلكوا.
والله وحده هو الذي يعلم تفسير كلمة معاً كيف يوجه الإحسانات والتجارب كليهما في اتجاه خلاص نفس أحباءه.
-
الَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ :
-
تعنى إن الذين لا يحبون الله هناك قانون آخر يحكمهم هو "ملعونة الأرض بسببك" فهم يعانون ويتألمون بلا فائدة كثمرة لخطاياهم، وبسبب لعنة الأرض.
-
وما يفسد عمل الله هو التذمر علي ما يسمح به الله، فهذا قد يوقف التدبير الإلهي، بل قد يرفع الله عن الإنسان التجربة التي كانت لخلاص نفسه ولبنيانه، ويرتد المتذمر إلى مشيئة نفسه، وتتخلى عنه العناية الإلهية. ويضيع من أمامه طريق الترقي لبلوغ القصد الإلهي الأسمى. فكل ما نراه في حياتنا من الأمور التي يقال عنها شر، هي إمّا تفطمنا عن العالم أو تقربنا للسماء وتؤهلنا لها.
-
الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ :
هم الذين يحبون الله، قد دعوا وأختيروا بحسب علم الله السابق، وإرادتهم الحرة التي رآها الرب بسابق معرفته
-
حَسَبَ قَصْدِهِ :
إن قصد الله نراه في آية29 "ليكونوا مشابهين صورة ابنه". فإن كان الله قد دعاهم وهذا هو قصده فكيف لا تعمل كل الأمور من أجل صالحهم وخيرهم