يوم السبت من الأسبوع الأول
القراءات
كو1: 12-23، 1يو1: 1-7، أع4: 19-31، لو9: 28-35
19فَأَجَابَهُمْ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا وَقَالاَ
إِنْ كَانَ حَقًّا أَمَامَ اللهِ أَنْ نَسْمَعَ لَكُمْ أَكْثَرَ مِنَ اللهِ، فَاحْكُمُوا. 20لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا
». 21وَبَعْدَمَا هَدَّدُوهُمَا أَيْضًا أَطْلَقُوهُمَا، إِذْ لَمْ يَجِدُوا الْبَتَّةَ كَيْفَ يُعَاقِبُونَهُمَا بِسَبَبِ الشَّعْبِ، لأَنَّ الْجَمِيعَ كَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ عَلَى مَا جَرَى، 22لأَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي صَارَتْ فِيهِ آيَةُ الشِّفَاءِ هذِهِ، كَانَ لَهُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
23وَلَمَّا أُطْلِقَا أَتَيَا إِلَى رُفَقَائِهِمَا وَأَخْبَرَاهُمْ بِكُلِّ مَا قَالَهُ لَهُمَا رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ. 24فَلَمَّا سَمِعُوا، رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتًا إِلَى اللهِ وَقَالُوا:«أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَنْتَ هُوَ الإِلهُ الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، 25الْقَائِلُ بِفَمِ دَاوُدَ فَتَاكَ: لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ بِالْبَاطِلِ؟ 26قَامَتْ مُلُوكُ الأَرْضِ، وَاجْتَمَعَ الرُّؤَسَاءُ مَعًا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ. 27لأَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ اجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ، الَّذِي مَسَحْتَهُ، هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ، 28لِيَفْعَلُوا كُلَّ مَا سَبَقَتْ فَعَيَّنَتْ يَدُكَ وَمَشُورَتُكَ أَنْ يَكُونَ. 29وَالآنَ يَارَبُّ، انْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَامْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، 30بِمَدِّ يَدِكَ لِلشِّفَاءِ، وَلْتُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ».
31وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ.
قصة: كفن السيد المسيح معجزة كل العصور
إن الكفن المقدس يشرح تفاصيل الآلام التي قبلها الرب من أجلنا كما لو كنا واقفين عند الصليب مع التلميذ يوحنا والعذراء نتابع الأحداث الخلاصية لحظة بلحظة.
-
الكفن المقدس:
-
وهو كفن الرب يسوع الذي اشتراه يوسف الرامي وكفن به السيد المسيح، وعند القيامة ظلت الأكفان بالقبر فاحتفظ بها التلاميذ، ثم حمل تداوس الرسول الكفن إلى أبيجار الخامس حاكم أودسا. وانتقل الكفن عبر القرون من أودسا إلى القسطنطينية إلى فرنسا، وأخيرا استقر بتورينو في إيطاليا.
-
والكفن مصنوع من قطعة واحدة ما عدا شريحة واحدة عرضها 9 سم بطول الجانب الأيسر للقماش ومحيطة به خياطة يدوية بسيطة.
-
المظهر العام للكفن:
-
بدأت الأبحاث في الكفن في يوم 22/11/1973 واتضح أن قماش الكفن طوله 4,35 متر وعرضه 1,09 متر، وهى صورة مزدوجة (على هيئة ظلال ساقطة على القماش تشبه طبع باهت) للظهر والوجه لشكل رجل من الأمام والخلف له بنية قوية والشعر مسترسل واللحية طويلة والكفن يلف من تحت الجسم إلى فوقه ولونه عاجى لمرور الزمن وهذه كانت طريقة التكفين.
-
وإذا تأملنا الصورة الموجودة بالكفن وجدنا أن الوجه يشبه قناعاً بعينين واسعتين، ويبدو الوجه مفصولاً عن باقي الجسد لعدم وضوح الكتفين، بينما تجد تقاطع اليدين فوق الحقوين واضحاً جداً. ووجد علي الكفن دماء في الجبهة نتجت عن إصابة الجمجمة في مواضع مختلفة وكذلك توجد هذه الدماء أيضاً في الصورة الخلفية (الكفن عند الجسم من الخلف) تتدفق من الجزء الخلفي للرأس وهناك دماء تنزف من القدمين والرسغين، وجرح الحربة بالجانب الأيمن مثقوباً وهناك كمية غزيرة من الدماء سالت من الجرح وكمية أخرى تسيل من الجانب الأيمن في الصورة الظهرية الخلفية ناتج عن نفس الجرح.
-
احتراق الكفن:
تعرض الكفن لحريق عام 1516م وملابساته غير معروفة، ولحريق آخر عام 1532م في كنيسة تشامبري وامتدت ألسنة اللهب إلى الكفن ولكن أمكن إنقاذه في آخر لحظة عن طريق حمل الصندوق المحتوي على الكفن وهو مشتعل إلى خارج الكنيسة التي أتت عليها النيران بالكامل ولكن نقطة من الفضة المنصهرة سقطت على الكفن وأدى ذلك إلى حرق جزء من أطراف القماش.
-
أبحاث الكفن:
كشفت أول أبحاث للكفن أن النيجاتيف أكثر وضوحاً، وبقع الدم ظهرت بيضاء.
-
طول المسيح 181 سم والأطراف جميلة وله بنية متناسقة والكتف الأيمن منخفض عن الأيسر نظراً لعمل النجارة ولحمل الصليب، وسن صاحب الكفن يتراوح بين 30 و 45 سنة.
-
وجود انتفاخات في حاجبي العين وتمزق جفن العين اليمنى، وانتفاخ كبير تحت العين اليمنى وانتفاخ في الأنف، وجرح على شكل مثلث على الخد الأيمن وقمته جهة الأنف. وانتفاخ في الخد الأيسر وفى الجانب الأيسر للذقن. وهذا ما توضحه البشائر من لطم وضرب كثير على الوجه من خدم رئيس الكهنة وجنود بيلاطس البنطي وهذا ما يقوله البشير متى: "حينئذ بصقوا على وجهه ولكموه وآخرون لطموه" (مت 26 : 67) كما يتضح من الكفن نتف شعر اللحية في الجزء الأيمن لأنه أقل من الأيسر.
-
كما يوجد خلف الرأس علامات داكنة وانسكاب الدماء من 8 قنوات ناجمة عن جروح ثقبية منفصلة في الجمجمة بسبب طاقية الشوك لحد الرقبة مثلما يقول الكتاب المقدس على لسان التلميذ متى "وضفروا إكليل شوك ووضعوه على رأسه" (متى 27 :29).
-
كما توجد مجموعة جراحات الظهر (90 - 120) نقط سوداء في مجاميع ثلاثية من محور أفقي إلى أعلى بشكل مروحي نتيجة عملية جلد السياط "أما يسوع فجلده" (مت27 : 26) وفى إنجيل يوحنا يقول "أخذ بيلاطس يسوع وجلده" (يو19 : 1).
-
السوط المستخدم في الجلد سوط روماني معروف باسم (flagrun texeilaty) وهو رهيب يتكون من 3 سيور جلدية وكل سير ينتهي بكرتين من الرصاص أو العظم (الكرة 12 مم).
-
من الواضح أن المسيح جُلِد وهو منحني الظهر إلى الأمام، لأن هذه الحالة تنساب فيها الدماء من جروح الكتف في الاتجاه العرضي (الواضح بالكفن) ثم انتصب بجسمه إلى فوق الذي نرى اتجاهاً رأسياً للدماء النازلة ويداه ممتدتان للأمام ومرتكزتان على عمود قصير طوله 64 سم ومن الظهر نعرف أن الجلد تم بواسطة رجلين. والرجل الذي على اليمين كان أطول وحبه للانتقام أشد وأكبر.
-
كما نلاحظ أن الجلاد الأيسر ركز ضرباته على الجانب الأيمن للجزء العلوى من الظهر. بينما وجه الأيمن أغلب جلداته على الساقين وجزء من الكتف الأيسر. ولاحظ العلماء أن مساحة الجلدات في منطقة الكتفين داخل مساحتين أكبر من اللحم المتهرئ نتيجة لحمل شيء ثقيل وخشن. وفى ذلك يقول الكتاب المقدس "وخرج وهو حامل صليبه" (يو19 :17).
-
كما لاحظ العلماء أن الرب حمل الصليب ولم يكن ظهره عارياً، والكتاب يقول أن الرب قد ارتدى ملابسه بعد أن جلد وقبل أن يحمل الصليب (مت27 : 20،31).
-
تحت قمة الكتفين وجود شكل رباعي 10 سم × 8.5 سم على الكتف الأيمن وأقل منها في المنطقة الأخرى ويمثل تسلخات من جراحات السياط.
-
وجود تسلخات عميقة في ركبتي صاحب الكفن وكدمات في الركبة اليسرى وأصغر منها في الركبة اليمنى، تسلخات في صابونة الركبة نتج عن ارتطامها نتيجة سقوط المسيح تحت الصليب عدة مرات (مت27: 32)، (مر15: 21) و (لو23: 26).
-
لاحظ العلماء وجود مساحة مميزة اللون في الوجه واتضح أنه البصاق.
-
اتضح للعلماء وجود ركيزة سفلية للرجلين لانثنائهما لكي لا يموت سريعاً ويستطيع رفع الجسم للتنفس.
أدلة من الكفن المقدس تؤكد موت وقيامة السيد المسيح
-
يدل الكفن أن الرب لم يمت بالاختناق والدليل على ذلك أن البطن بارزة للأمام والكتف الأيسر أعلى من الأيمن وهذا دليل على أنه مات في الوضع الأعلى. والاختناق لا يتم إلا في الوضع الهابط للجسم.
كما أن تنكيس الرأس لا يحدث للجسم في الوضع السفلي وهذا يطابق الكتاب إذ يقول "ونكس رأسه وأسلم الروح" (يو20: 30)
-
المسامير:
-
كانت المسامير في اليدين في الرسغ وليس في راحة اليد حتى يتحمل ثقل الجسم. ويتضح عدم ظهور الإبهام بالكفن نتيجة انقباضه بسبب لمس المسمار للعصب الأوسط (الميديان) وهو أكبر الأعصاب. وتم وضع المسمار في المعصم في الفراغ الذي يعرف طبياً (بفراغ ديستوت) وهو الفراغ المحاط بالعظم. وبالتالي لا يكسر أي عظم منه كما يقال الكتاب "وعظم لا يكسر منه" (يو 19: 36).
-
والمسمار طوله 18 سم وتم تسمير الرجلين بمسمار واحد بوضع الرجل اليسرى فوق اليمنى، ومسمار القدم يأخذ شكل متوازي مستطيلات. ويخترق مشط القدم بين عظام السليمات الثانية والثالثة وكما قلنا استندت الرجلين على ركيزة سفلية حتى لا يموت سريعاً ويستطيع رفع الجسم للتنفس.
-
طعن الحربة:
-
يقول الكتاب "لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء" (يو19: 34).
-
طعن الحربة تم في الجانب الأيمن وطوله حوالي 4.6 سم وارتفاعه 1.1 سم بين الضلع الخامس والسادس على شكل تمزقات دائرية يتخللها مناطق خالية من الدماء مع سائل صاف (دم وماء).
-
معجزة صورة الكفن:
وهى طبعت بطريقة معجزية نتيجة لقوة الحرارة والضوء الشديد المنبعث من الجسد المقدس لحظة قيامته المقدسة ويرى علماء اللاهوت أن القوة التي خرجت من الجسد مثلما حدثت خلال خدمته على الأرض والتى كانت تشفى الأمراض مثلما حدث مع المرأة نازفة الدم.
-
طريقة الدفن:
-
هى بسط الكفن (الكتان) من أسفل الجسم إلى أعلى بالطول، وبسبب هذه الطريقة في التكفين انطبعت الصورتان (الأمامية والظهرية بالكفن).
-
المسيح لم يُغسل قبل التكفين نظراً للوقت الذي استغرقه يوسف الرامي في مقابلة بيلاطس قبل بدأ الاستعداد للسبت ووضع الحنوط.
-
أدلة تؤكد حقيقة معجزة الكفن المقدس:
توصل علم الحفريات أن هذا الكفن هو للمسيح له المجد عن طريق الآتى:
-
اللحية وخصلة الشعر الطويل تدل على أن المصلوب يهودي وهو المسيح.
-
السياط عبارة عن ثلاثة أفرع في سوط واحد، كل فرع من السوط به كرتين معدنيتين مثبتتين به (يتضح أنه سوط روماني).
-
الحربة رومانية واسمها (لانسيا) وهى المستخدمة في طعن جنب المخلص لأنها تصنع نفس جرح الحربة الموجود بالكفن وهو القوس الناقص.
-
يتضح عمر صاحب الكفن تراوح ما بين 30 و 45 عاماً كما تظهر عضلات جسمه تدل على أنه كان يعمل عملاً يدوياً، وبذلك يكون المسيح هو صاحب الكفن لأن عمره 33 سنة ويعمل بالنجارة كما جاء بالأناجيل.
-
الكتان المستخدم نقى وغالي الثمن فعلاً كما ذكر الإنجيل (يو19: 40) والكتان نسيج نباتي يمتاز بالنقاوة والقوة والاحتمال..والسيد المسيح الذي استخدم الكتان لتكفينه هو القدوس الكلي النقاوة والذى احتمل الصليب. والكتان المستخدم للتكفين مثل المستخدم في صناعة الحرير فهو عبارة عن ثلاثة خطوط وخط واحد فوقه. مما يدل على أنه غالي الثمن فعلاً، كما تم نسجه بنفس طريقة القرن الأول وهو زمن مولد السيد المسيح، كما أن الكتان يحتوى على آثار قطنية مما يؤكد أنه جاء من الشرق الأوسط.
-
صورة الكفن ليست نتيجة لاستخدام الصبغات، ولا يتدخل فيها أي عنصر بشري ولا توجد فيها أي مواد تلوين (كالزيت أو الشمع) ولا توجد بالكفن أي أماكن مشبعة أكثر من غيرها باللون مثل الرسم العادي. ولا توجد أثار لأي حركة يد الرسام. كما أن صورة الكفن ثلاثية الأبعاد، وبلغة الهندسة نقول أن كل الصور ثنائية الأبعاد. ولكن صورة الكفن ثلاثية الأبعاد أي أن كل نقطة فيها لها ثلاثة أبعاد من المحاور الرئيسية الثلاثة المتعامدة.
-
عدم وضوح الصورة عن قرب تؤكد عدم رسمها باليد.
-
ثبات الصورة في الحرارة والماء حيث لم يحدث اختلافات في كثافة اللون.
-
ثبات الصورة كيميائياً لأن العلماء استخدموا الأحماض والمذيبات العضوية لإزالة اللون الأصفر من الشعيرات ولكن دون جدوى.
-
حبوب اللقاح العالقة بالكفن تدل على أنه كان موجوداً بفلسطين وأوضح العالم ماكس فرى أن قشور هذه الحبوب تؤكد على أن الكفن هو من القرن الأول الذي ولد فيه المسيح.
-
الدماء حقيقية (أي دماء بشرية) لأسباب وجود البروتين والحديد وهو إحدى مكونات الدم، وهو واضح باستخدام الأشعة السينية.
-
المحمول من الصليب هو الخشبة العرضية فقط (هى التي حملها المسيح) أما جذع الصليب أو الخشبة الطولية تبقى مثبتة في مكان الصلب. ويصل وزن الخشب العرضية 45 كجم تقريباً، ولكن المسيح سقط تحته عدة مرات نتيجة الآلام.