الأسبوع الثانى : خبز الحياة
عهد الإيمان من خلال التناول من المسيح خبز الحياة
-
نأتى الى الأسبوع الثانى فى الخماسين المقدسة، فبعد أن يكون إيماننا قد ثبت فى قيامة الرب يسوع، وعشنا طوال الأسبوع الأول من الخماسين نسمع ونقرأ عن قيامة الرب وإثباتاتها. تبدأ قراءاتنا عن بركات الإيمان بالقيامة، فبالقيامة صارت لنا حياة جديدة فى شخص الرب يسوع.
-
ومن أعظم بركات القيامة هى الإتحاد بالرب يسوع من خلال تناولنا من جسد الرب ودمه.
-
وخلال هذا الأسبوع سنتحدث عن سر التناول من جسد الرب ودمه، وذلك من خلال القراءات اليومية، والقصص التى تحكى عن عظمة هذا السر، والمواضيع التى تبحث فى هذا السر الذى يُسمى فى كنيستنا الأرثوذكسية سر الأسرار، وكيفية الإستعداد له. ثم الصلوات والتأملات اليومية.
ولكن ما هى أهمية سر التناول؟
يجيب عن ذلك قداسة البابا شنودة الثالث، فيكتب في كتاب (الوسائط الروحية) عن أهمية التناول وفائدته
-
إن التناول من السرائر الإلهية من أهم الوسائط الروحية وأعمقها أثرًا في الإنسان. سواء من جهة مفعول هذا السر بذاته كما شرح الرب، أو فائدته الروحية الواضحة في الاستعداد له، أو من جهة نتائجه الواضحة وتأثيره الروحي في المتناول.
-
أول أهمية له هي الثبات في الرب
وذلك حسب قول الرب في إنجيل يوحنا " من يأكل جسدي ويشرب دمى، يثبت في وأنا فيه" (يو 6: 56). وهنا لا يتحدث عن الحياة مع الله فقط، وإنما بالأكثر الثبات فيه.
-
كذلك التناول هو الخبز الروحي
قال عنه الرب في (يو6) إنه الخبز الحي النازل من السماء، هو خبز الحياة " إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد " وهو " الواهب الحياة للعالم" (يو 6: 33، 48، 50، 51). ولذلك فإن الذين يترجمون الخبز في الصلاة الربانية بعبارة "خبزنا الذي للغد" يركزون على الطعام الروحي اللازم لأبدية الإنسان، وبخاصة هذا الخبز السماوي الذي للغد أي للحياة الأبدية. كما قال الرب "من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية.، وأن أقيمة في اليوم الأخير" (يو 6: 54).. "من يأكل هذا الخبز، فإنه يحيا إلى الأبد" (يو 6: 58). إنه خبز الحياة، لأنه سبب حياة روحية للإنسان.
-
نذكر في التناول أيضًا بركاته التي نسمعها في القداس الإلهي في الاعتراف الأخير، إذ يقول الكاهن:
"يُعْطَى عنا خلاصًا، وغفرانًا للخطايا، وحياة أبدية لمن يتناول منه"... من منا يستطيع أن يستغنى عن هذه البركة الثلاثية: الخلاص والغفران والحياة الأبدية؟! إن المغفرة التي نستحقها بالتوبة والاعتراف، ننالها في التناول. لأنه "بدون سفك دم لا تحدث مغفرة" (عب 9: 22). وسر الافخارستيا هو استمرارية لذبيحة المسيح الذي نتناول دمه الكريم. وكما قال القديس يوحنا الرسول عن هذا الدم إنه "يطهرنا من الخطية، يعدنا للحياة الأبدية.
يا قليل الإيمان لماذا شككت؟
-
فى بداية الأسبوع الثانى من الخماسين المقدسة (إنجيل عشية وباكر يوم الإثنين). يبدأ رب المجد يسوع فى تأكيد دعوته الى كل واحد منا، ويصرخ له قائلاً كما قال لبطرس قديماً: "يا قليل الإيمان لماذا شككت؟".
-
لقد شك القديس بطرس فى الرب يسوع وفى الوهيته وبدأ يسقط، وها نحن نشك كثيراً فى حضور رب المجد يسوع وفى جسده ودمه المقدس.
-
إن الرب يسوع يدعونا الى أن نثق فيه وفى عمله، وأحد مظاهر ثقتنا فى قوة الرب يسوع هو التناول من جسد السيد المسيح فى سر التناول.