مثل الابن الضال هو أروع أبواب الرجاء و التوبة لكل خاطئ ضل طويلاً، و ذهب بعيداً، و لكنه يجد حضن الآب السماوي مفتوحاً دائماً مرحّباً بكل من يعود


فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا!
أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ.
فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ.
وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ .
فَقَالَ لَهُ الابْنُ:يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا.
فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ.

شخصيات المثل


المثل

ثم انتهت الأموال ... و بحث الابن عن أصدقاء الخطية فوجدهم أصدقاء مزعومين و غير حقيقيين ... كلهم تنكّروا له ... و مع الكساد الذي أصاب البلاد لم يجد له مكان إلا وسط القمامة و بين الخنازير ... يتمنى أن يجد قوت يومه مثلها
و جاءت اللحظة الحاسمة : كرامتي حتى إذا امتهنت فالأفضل أن تمتهن أمام أبي و ليس أمام الخنازير ... و أبي مع بعض التوسل قد يقبل أن أعيش مثل أحد أجراءه ... فرغم أنه عادل جداً إلا أنه رحيم و محب جداً ... فكيف سيحسم الصراع بين رحمته و عدله؟
و بينما يحضّر الابن كلمات الاستعطاف لأبيه ليجعله أحد أجراءه ... أعلن الأب عودته ابناً كما كان ... أميراً لابساً الحلة الأولى و الخاتم و الحذاء ... و ذبح الأب من أجل الابن الذي كان ضالاً العجل المسمن (الذي لم يفعل خطية)

يا رب ... أيها الأب الحقيقي الكامل الدائم الرحمة ... الذي لا يشاء موت الخاطي مثلما يرجع و يحيى ... يا من بذلت ابنك الوحيد على الصليب من أجلنا نحن الضالين ... خلّينا دايماً عارفين إن الراحة و الغنى و الأمان هم في وجودنا معك و طاعتنا لك ... إذا ضللنا افتقدنا بمحبتك ... و توّينا لنتوب و نرجع إلى حضنك و لا نفارقه أبداً ... بل يكون قلبنا رحوماً مثل قلبك و نصلي من أجل كل قلب ضل طريقه عنك ... أن يعود إلى حضنك و حبك