مشيئة
الله vs. سماح الله
-
العالم فيه شر كتير ... دي حقيقة لا يمكن إنكارها ... قتل و سرقة و ظلم و فساد و خطية ... عالم صعب جداً و فيه
تحدّيات صعبة و آلام كتيرة عموماً، و خصوصاً لأي حد عايز يمشي في سكة ربنا (الباب الضيّق)
-
و طبعاً إحنا عارفين مشيئة ربنا زي ما بيقول الكتاب المقدس إن كلها خير، و كلها خلاص و عدل و حق ... عارفين إن ربنا
بيكره الظلم
الذي يريد أن جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون
-
و عارفين كمان إن ربنا هو كلّي القدرة ... هو ضابط الكل اللي عنده كل سلطان على كل خليقته
-
يبقى السؤال المنطقي:
ليه فيه شر في العالم؟ و ربنا فين منه؟
إزاي ممكن يحصل شيء على عكس مشيئة الله الكلّي القدرة؟
طبعاً ده السؤال اللي أَبعَد ناس كتير عن ربنا، لأن في تصوّرهم طالما الشر بيحصل يبقى ربنا مش موجود
-
و تيجي الإجابة في نقطتين:
-
الشر بسماح من الله و ليس بمشيئة منه
: دي نقطة مهمة جداً، فيه فارق بين إن ربنا يسمح بحدوث شيء و بين إنه يريد أن يحدث هذا الشيء
يعني فيه حاجات كتير بتحصل عكس مشيئة ربنا لكن بسماح منه ... طيب إيه سبب الحاجات دي؟
-
حرّية الإرادة
: الحقيقة إن ربنا خلق الإنسان و عنده حرية في مشيئته
يقدر يعمل خير زي ما ربنا عايز ... و يقدر في أحيان كتير يعمل شرّ عكس إرادة ربنا
إذاً، حرية الإرادة هي اللي خلّت الشرّ ممكن
ليه الحرية؟
-
يبقى السؤال المنطقي:
طيب ليه ربنا خلقنا أحرار طالما الحرية هي سبب الشر؟
-
الإجابة ببساطة إن
الحرية كمان هي الحاجة الوحيدة اللي بتسبّب الحب و الخير و الفرح و السعادة
من غير حريّة هانتحوّل ل robots بتنفّذ البرنامج اللي هي متبرمجة عليه، و بالتالي مش هانقدر نحب ربنا بجّد
-
و ربنا لمّا حطّ قدامه مزايا و عيوب الحرية، اختار إنه يعطيها لينا رغم سابق علمه بالنتائج السيئة
و بالتالي لازم نتقبّل التَمَن ده مقابل إمكانية إننا نستمتع بحب الله و عشرته باختيارنا
و الحرية ببساطة هي بين طريقين، لازم نسلك في واحد فيهم
الاختيار الخاطئ
لا يُمكِن أن يعطينا اللّه سعادة أو سلاماً بعيداً عنه ... لأنهما موجودان فقط حيث هو موجود
الاختيار الصحيح
ربنا يدّينا الإرادة و القوة إننا نختار الاختيار الصحيح ... نتمسّك بيه و بوصاياه و بطريقه ... ننتظره و نستمتع
بالعِشرة معاه ... نقول له في القدّاس الغريغوري: أقدّم لك يا سيّدي مشورات حريّتي و أكتب أعمالي تبعاً لأقوالك