لكن برغم كده ربنا حريص إنه يدّيهم فرصة للتوبة ... و نفسه يتوبوا
و يقول الكتاب هنا عن يونان إنه نزل 3 مرات:
مرة ليافا (جمال العالم) لأنه اختار يسيب ربنا و يروح الدنيا
و بعدين السفينة ... و البحر المالح اللي كل من يشرب من ماء العالم كأنه بيشرب من ماء البحر ... يعطش
أيضاً
و بعدين قاع السفينة حيث نام نوماً عميقاً ... يعني حتى حواسه الروحية انطفت و صوت الروح القدس اللي
جواه طفاه
و ده اللي بتعمله فينا الخطية ... رحلة نزول مستمر للقاع
لكن ربنا من رحمته بعت تجربة صعبة عشان بونان يفوق
رمى الملّاحون ما كان غالياً عليهم ليشتروا حياتهم الجسدية ... هل نقبل نحن أن نلقي ملذّاتنا العالمية لنشتري الحياة الأبدية و هي الأهم؟
المفروض إن يونان في الموقف ده كان يصلّي مش ينام
و بالإيمان ده، بدل ما يقاوم بكل قوته عشان البحّارة مايرموهوش، قال لهم بكل هدوء: ارموني في البحر و العاصفة تنتهي
طَرَح البحّارة يونان في البحر بكل احترام و إكرام، فهدأ البحر ... هل نُلقي نحن عنّا خطايانا فتهدأ حياتنا؟
الله لا يريد أن ينتقم من يونان بل أن يصلحه كي يرسله من جديد ... و ده هدف أي تجربة لينا
صلّى يونان و قدّم توبة ... و مع معرفته برحمة ربنا و رعايته و غفرانه ليه، تحوّلت الصلاة في الآخر لتسبيح ... زي ما كان بيحصل مع داود في المزامير ... و زي ما المفروض يحصل و الممكن يحصل مع كل واحد فينا
الكتاب لم يذكر الحوت رمى يونان فين؟ قريب من نينوى ولا بعيد؟ و لم يذكر كمان إحساس يونان و
استعداده و قبوله للمهمة: هل رأيه ساعتها تغيّر ولا لأ؟
لكن أكيد كان حاسس بفرحة كبيرة جداً إنه عدّى و نجى من ظروف ماحدّش عدّى بيها قبل كده
و حتى لو كان لسة مش مقتنع بالحاجة اللي ربنا عايزها، أكيد كان مصمم إنه يعمل اللي ربنا عايزه
ربنا خططه لا تفشل ... و شايف لكل واحد فينا رسالة مهما بِعِدنا برضه لينا رسالة مستنيانا نعملها
ربنا رحمته عظيمة جداً ... حتى لو قصّرنا في وقت في خدمتنا، هو بيدّي نعمة عشان ده شغله ... دي مش دعوة لينا للتقصير لكن رجاء إننا حتى لو ماقدرناش نعمل أحسن حاجة، ربنا هايكمّل بنعمته العظيمة
و تحوّلت نينوى من مدينة عظيمة في الشر إلى مدينة تائبة في المسوح ... منظر مختلف تماماً و رائع جداً
يا لعظمة رحمتك يا رب!! بقى أجيال ورا أجيال من الشر المتزايد و تسامحهم عشان 3 أيام صوم و توبة حقيقية ... دي عظمة الصوم المقترن بالتوبة الحقيقية عند ربنا
طبعاً التاريخ يقول لنا إن بعد كده للأسف التوبة دي لم تستمر طويلاً ... و نينوى رجعت للشر تاني ... و ربنا استنى عليهم 100 سنة لكن بعد كده متابوش فتم عقابهم
دي حاجة غلط جداً ... يا يونان لو ربنا مكانش رؤوف و بطيء الغضب كان أفناك انت على هروبك و عصيانك!! احنا بنقول: كرحمتك يا رب و ليس كخطايانا!!
لكننا هنا تاني بنشوف رحمة ربنا ... حايل يونان بالهداوة و قال له: هل اغتظت بالصواب؟ يعني راجع نفسك و تفكيرك يا رجل الله
مرة تانية نشوف رحمة ربنا هنا ... بدل ما يعاقب يونان أو يكلّمه بقسوة، أعطاه درس عشان يورّيه و يورّينا كلنا ربنا قد إيه هو بيحب كل الناس
و تاني نشوف يونان يتغاظ من ربنا و يطلب الموت
اللي انت شايفهم مافيهمش أمل و يستحقوا الهلاك ... ربنا دفع دمه عشانهم ... و ممكن يتوبوا و يبقوا قديسين كمان
ربنا يدّينا نتوب توبة حقيقية صادقة زي أهل نينوى
الكتاب قصير (32 صفحة) و موجود في ال link اللي فوق ... يا ريت كلنا نقراه و نستمتع بيه