و يظل سؤال: لماذا؟ بلا إجابة ... و الأمل راح ... فلم يُسمع في التاريخ منذ الدهر أن أحداً فتح عيني مولود أعمىلم يكن يدخل إلى ساحة الهيكل. فذوو العاهات لا مكان لهم وسط من يعتقدون أنهم أبرار، ليظل الداخل و الخارج يتسائلون:
من أخطأ: هذا أم أبواه حتى ولد أعمى؟
و كان البعض يؤكد أن الطفل المولود لم يخطئ داخل رحم أمه ... و بالتالي في رأيهم أخطأ أبواه طبعاً ... مستشهدين بالآية:
"لأني أنا الرب إلهك إله غيور، أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث و الرابع من مبغضي" (خروج 20 : 5)
بينما المقصود بهذه الآية أن الله يظل صابراً على خطايا الشعب و يفتقدهم بمراحمه جيلاً بعد جيل. فإذا أصروا على التمسك بالخطأ يبدأ في العقاب لكي يؤدبهم و يعيدهم لطريق التوبة ... والآية الواضحة هي:
"بل كل واحد يموت بذنبه. كل إنسان يأكل الحصرم (العنب المر) تضرس أسنانه (يصيبها الأذى)" (إرميا 31 : 30)
و ببساطة ندرك من عدل الله و رحمته أنه يستحيل أن يعاقب أحد بذنب أبويه أو ذتب أي شخص
أعمال الله؟؟!! ترى ماذا تعني هذه الإجابة؟"لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه" (يوحنا 9 : 3)
ما هذا الكلام الكبير؟ نهار و ليل؟ و نور العالم؟ بالتأكيد ملأت هذه الجملة الأعمى بالتفاؤل و الترقب لهذه "الأعمال" ... و على العكس بالتأكيد تذمر الفريسيون فيما بينهم عن ذلك الذي يقول عن نفسه "نور العالم" و يتكلم عن الأعمال في يوم السبت"ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار. يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل. ما دمت في العالم فأنا نور العالم" (يوحنا 9 : 4 - 5)
"نعلم أن هذا ابننا، وأنه ولد أعمى. وأما كيف يبصر الآن فلا نعلم. أو من فتح عينيه فلا نعلم. هو كامل السن. اسألوه فهو يتكلم عن نفسه" (يوحنا 9 : 20 - 21)
كانوا يريدون أن يجعلوه يعترف أن يسوع خاطئ ... فأجاب الإجابة التي يراها أي شخص ذو عقل: كل ما أعرفه أنه فتح عيني ... هذا الشيء لا خلاف عليه مهما حاولتم"وقالوا له: «أعط مجدا لله. نحن نعلم أن هذا الإنسان خاطئ»" (يوحنا 9 : 24)
"فأجاب ذاك وقال: «أخاطئ هو؟ لست أعلم. إنما أعلم شيئا واحدا: أني كنت أعمى والآن أبصر»" (يوحنا 9 : 25)
و كان مصيره الشتيمة و اللعن و الطرد ممن يفترض أنهم رجال دين!!!"قد قلت لكم ولم تسمعوا. لماذا تريدون أن تسمعوا أيضا؟ ألعلكم أنتم تريدون أن تصيروا له تلاميذ؟" (يوحنا 9 : 27)
إجابة تلقائية و واضحة ... لكن للأسف بعض الناس يصرون أن يبقوا عميان البصيرة و لا بروا الحق ... اتهموه بالخطية و طردوه"إن في هذا عجبا! إنكم لستم تعلمون من أين هو، وقد فتح عيني. ونعلم أن الله لا يسمع للخطاة. ولكن إن كان أحد يتقي الله ويفعل مشيئته، فلهذا يسمع. منذ الدهر لم يسمع أن أحدا فتح عيني مولود أعمى. لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئا" (يوحنا 9 : 30 - 33)
"فقال: «أومن يا سيد!». وسجد له." (يوحنا 9 : 38)
فقال يسوع: «لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم، حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون».
فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين، وقالوا له: «ألعلنا نحن أيضا عميان؟»
قال لهم يسوع: «لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية. ولكن الآن تقولون إننا نبصر، فخطيتكم باقية."
لقد أيقنت الآن أن من ينكر يسوع لا ينكره لأنه لم يقتنع به، بل يرفض ذلك عمداً مع سبق الإصرار.
هؤلاء القوم الذين يبدأون الحوار بأنه إنسان خاطئ لا يبحثون عن الحقيقة بل يبحثون عما يثبتوا به لأنفسهم أنهم على حق حتى و لو على حساب الحقيقة.
فالحقيقة أوضح من نور الشمس. و لكن من ينكرها لغرض ما في نفسه يغمض عينيه و يتعامى و يتسائل: أين هي الشمس؟
من ينكر الحقيقة لن يعترف يها حتى لو نال 10 ضربات موجعة ثم رأى البحر ينشق.
لقد كنت أعمى و لكني لم أنكر تلك الحقيقة. أما هؤلاء فيدّعون أنهم يبصرون و لكن بصيرتهم عمياء مظلمة.
كنت أعمى و أتمنى أن أبصر. أما هؤلاء فهم عميان و يتمنون ألا يبصروا أبداً...
لن أستطيع أن أفعل مثلك يا سيد فأعيد البصر للعميان ، لكن أعدك يا من شفيتني أن أساعد عميان البصيرة أن تعود لهم بصيرتهم المفقودة ...
إن كانوا يريدون ...