كل سنة و أنتم طيبين بمناسبة شهر كيهك .. شهر التسبحة و الألحان السماوية الجميلة اللي بتخلّي الواحد كأنه راح السما شوية و رجع تاني.

و التسبحة فعلاً بتغير حالة الإنسان تماماً .. من الحزن و الهمّ و القلق إلى الفرح و الشكر و الاطمئنان .. و فيه حكاية حلوة في العهد القديم تؤكد المعنى ده.

الحكاية دي حكاية شاول الملك .. أول ملك لإسرائيل اللي بدأ بداية ممتازة لكن بعد كده قلبه بِعِد خالص عن ربنا .. و بعد ما ربنا كلم صموئيل النبي إنه يمسح داود ملك بدل شاول، كره شاول داود و استمر يطارده فترة طويلة.

في صموئيل الأول إصحاح 19 نلاقي شاول حاول يفتل داود في بيته، فهرب داود منه لمدينة الرامة عند صموئيل النبي .. فلمّا عرف شاول بَعَت رسل عشان يقبضوا على داود .. تعالوا نشوف حصل إيه:

" فارسل شاول رسلا لاخذ داود ولما راوا جماعة الانبياء يتنباون و صموئيل واقفا رئيسا عليهم كان روح الله على رسل شاول فتنباوا هم أيضًا. و اخبروا شاول فارسل رسلا اخرين فتنباوا هم أيضًا ثم عاد شاول فارسل رسلا ثالثة فتنباوا هم أيضًا. فذهب هو أيضًا إلى الرامة وجاء إلى البئر العظيمة التي عند سيخو وسال وقال أين صموئيل وداود فقيل ها هما في نايوت في الرامة. فذهب إلى هناك إلى نايوت في الرامة فكان عليه أيضًا روح الله فكان يذهب ويتنبا حتى جاء إلى نايوت في الرامة. فخلع هو أيضًا ثيابه وتنبا هو أيضًا أمام صموئيل وانطرح عريانا ذلك النهار كله وكل الليل لذلك يقولون اشاول أيضًا بين الانبياء؟"

و كلمة (تنبأوا) هنا معناها كانوا في حو العبادة و التسبيح .. يعني رسل شاول لمّا شافوا جو التسبيح ده نسيوا هم جايين ليه و انضموا للناس في التسبحة (و لو نفتكر كان في الأول داود لمّا يقول تسابيح و مزامبر لشاول كان شاول بيهدا) .. و اتكرر نفس الكلام مع الرسل التانيين .. و بعدين شاول لمّا راح بنفسه ماقدرش غبر إنه يخلع الزي الملكي بتاعه و يشترك في التسبحة زي أي حد عادي.

يا ريت شاول كان استغل الجو الروحي الجميل ده إنه يقدم توبة حقيقية بدل ما كان يتأثر ساعتها بس و بعدين يرجع زي ما كان .. أكيد ربنا كان هيقبله.

عايزين نبقى أحكم من شاول .. نبقى زي داود .. نحضر التسبحة و نشارك فيها بعقلنا و قلبنا .. و نفضل في الجو الروحي ده على طول