صلاة نحميا
إصحاح 1
-
يبدأ الإصحاح بزيارة أحد إخوة نحميا من أورشليم إلى شوشن عاصمة فارس .. نحميا بيسأله على أحوال أورشليم و كله اشتياق أن يسمع الخير عن مدينة الآباء و الأجداد .. أرض الموعد و الهيكل الذي تجدّد
-
لكنه يجد إجابة صادمة: الشعب في حالة عار و شر عظيم، و المدينة سورها منهدم (أي حد يدخل و يخرج و يعمل اللي هو عايزه)
-
مع الصدمة يبان معدن نحميا كرجل إيمان وصلاة و أفعال لا أقوال .. نجده يجلس و يبكي و يصوم و يصلّي صلاة رائعة فيها كل مقومات الصلاة زي ما نقرأ في التأمل تحت
الإصحاح ده يعلّمنا إننا في مشاكلنا نرفع قلوبنا لربنا في تواضع و انسحاق و ثقة في رحمته
يبان هنا في نحميا القائد صفة
تحمل المسئولية
: حسّ إن له دور ناحية شعبه (لم يكتفِ بالصلاة من أجلهم و لم يستصغر نفسه، بل صلّى و فكّر في تنفيذ حل)
طموح نحميا الروحي
إصحاح 2
-
بعد الصوم و الصلاة و التفكير، جاءت الفرصة لنحميا لمّا الملك سأله عن سبب حزنه .. نحميا بحكمة قال له إنه عايز يروح يبني مدينة (مقابر آبائه) .. و الملك وافق و أيّد نحميا بالمعدّات و كمان بحماية عسكرية و رسائل تؤكد موافقة الملك
-
نحميا وصل أورشليم، و بمنتهى الحكمة أخفى خطته لحد ما عمل دراسة ميدانية تامة للمدينة و السور و كوّن خطة محكمة .. ساعتها جمع الرؤساء و قال لهم خطّته وقال لهم إن ربنا يعطيهم النجاح .. و هم اتحمّسوا جداً
-
طبعاً رؤساء المدن المحيطة بهم بدأوا المقاومة لأنهم بيكرهوا أورشليم و مش عايزين مصالحهم تقف .. لكن نحميا لم يهتم بسخريتهم من ضخامة المشروع ولا تلميحاتهم
الإصحاح ده يعلّمنا إننا لا نيأس مهما كانت الحروب و التجارب ضدنا!! ده شغل ربنا و هو هاينجّحه حتى لو بالمنطق مش ممكن .. إله السماء يعطينا النجاح (إحنا متأكدين، و عشان كده) نحن عبيده نقوم و نبني
يبان هنا في نحميا القائد صفة
الإعداد الجيد
: نحميا صلّى الأول (مباركة ربنا) و موافقة الملك ... و وضع خطة محكمة بعد دراسة أوضاع المدينة
بناء السور
إصحاح 3
الخطة الجميلة بتاعة نحميا إنه يوزّع بناء السور على كل فئات الشعب (كهنة ولاويين و عظماء و عمّال بكل أنواعهم) .. كل واحد يبني قدام بيته أو منطقته فقط لحد ما السور يتّصل .. والناس معظمهم استجاب و تحمّس و أنجز في العمل
نتعلم هنا إن أحسن خطة لبناء الكنيسة هي إن كل واحد يبقى مسئول عن بيته و أسرته و أولاده .. المجتمع المسيحي كان كده زمان قبل ما يكون فيه في الكنيسة اجتماعات و مدارس أحد، كان الدور على البيت
يبان هنا في نحميا القائد صفة
القدرة على تكوين فريق
: 44 عائلة اشتغلت على بناء السور بناء على خطة و أدوار واضحة من نحميا ... نحميا كان مؤمن إن كل واحد له دور في الخدمة، و جمّع الكل على هدف واحد واضح يشتغلوا عليه بروح التعاون و المحبة
كان في منتهى الذكاء و الابتكار في الخطة دي عشان يخلص السور بالسرعة دي
الحرب الروحية
إصحاح 4
نشوف هنا حربين من الحروب المشهورة للشيطان في صورة طوبيا و سنبلط و جشم:
-
السخرية والاستهزاء:
"أكيد مش هيقدروا يبنوا و أكيد محدش يسمح لهم .. ده لو طلع تعلب هيهدّ لهم السور بتاعهم ده" .. و نحميا على طول رفع الموضوع بالصلاة لربنا، و حمّس الشعب اللي كان بيشتغل بروح واحدة و لم يؤثر فيهم كلام الأعداء
-
التخويف:
عن طريق جواسيس يندسّوا وسط الشعب و يضعفوا عزيمتهم بالكلام عن خطة لقتلهم و الهجوم عليهم (و ممكن يكون فعلاً بدأ تنفيذ هجمات على تجمعات صغيرة) .. والشعب فعلاً بدأ يخاف .. لكن نحميا حمّسهم و عمل حلّ (يد تبني و يد تحمل السلاح): نوبات حراسة عشان لو حصل هجمات يقدروا يصدّوا و يجمعوا بعض بالبوق
اللي بيعمل شغل ربنا هيقابل مقاومة من الشيطان .. لو استسلم لها هيخاف و يرجع .. لكن لو عمل زي نحميا و رمى على ربنا بالصلاة و كان له همّة و قلب على الشغل، ربنا مستحيل هيخذله بل هيقدر يغلب الشيطان و كل ألاعيبه
يبان هنا في نحميا القائد صفة
القيادة بالقدوة
: نحميا أول واحد يشتغل مع الناس و يشاركهم و قدوة لهم ... دايماً بيقول (نحن) و يفكر في حلول مبتكرة تلهم الناس (يد تبني و يد تحمل السلاح)
leader حقيقي ... و أهم حاجة إنه قائد روحي معتمد على الصلاة لأنه عارف إن ربنا هو القائد الحقيقي
محبة الفقراء
إصحاح 5
-
بعد ما بناء السور مشي كويس، بدأت تظهر على السطح
مشكلة الطبقية
في الشعب ده .. ناس معظمها غلبان و راهن أرضه، و اضطر يبيع أولاده و بناته عبيد عشان يقدر يدفع الضرائب للملك الفارسي و يعيش .. بينما السادة (اللي خالفوا الشريعة اللي بتقول مافيش استعباد بين الشعب نفسه) مافيش في قلبهم رحمة تجاه إخوتهم بل يقرضوهم بالربا بدل ما يساعدوهم
-
نحميا وبّخ هذا السلوك بشدة و قال لهم: ده إحنا في السبي كنّا بنحاول نشتري و نُطلِق إخواتنا من العبودية تقوموا انتم مستعبدينهم كده؟! كل الناس ترجّع الأراضي للفقراء و بلاش ظُلم و ربا، انتم كده كده أغنياء و مش محتاجين
-
قدام قوة منطقه و تصرّفه هو الشخصي (عطفه على الفقراء و تنازله عن كل حقوقه المادية)، الأغنياء استجابوا و تابوا، و سبّح الشعب كله ابتهاجاً
نحميا يعطينا مثل للقائد العفيف اللي بيعطي شعبه بمحبة كل ما عنده بدل ما يستفيد مادياً من وظيفته (و ده حقه) .. و كل ده في سرية بينه و بين ربنا عشان خاطر ربنا بس
يبان هنا في نحميا القائد صفة
القدرة على التأثير
: عنده نعمة (كاريزما) من ربنا لأنه رجل صلاة و أمين و نزيه و مستعد يتعب عشان الناس ... و كان بيتكلم بشجاعة و قوة و مصداقية و اختصار و وضوح
شائعات وافتراءات
إصحاح 6
الإصحاح ده فيه مزيد من الحروب على نحميا .. لكن ينتهي بانتصار نحميا و إكمال بناء السور
-
حرب التعطيل:
حاول أعداء نحميا يعطّلوا الشغل و يقولوا له: طيب تعالى نتفاوض و نتكلم ونشوف النتيجة إيه .. و هم مافيش في نيّتهم غير الشر لنحميا (إنه قدام الناس يسيب الشغل .. و لمّا يوصل لهم يقتلوه) .. لكن نحميا كان فاهم إنه يعمل عمل ربنا اللي ماينفعش يتعطّل ولا يضيع فيه وقت
-
حرب الشائعات:
هدّدوا نحميا إنهم يعملوا فتنة و يقولوا إنه عايز يتمرّد على ملك فارس و إنه يبني المدينة و يحصّنها عشان يحكمها .. طبعاً الهدف من كده إرباك نحميا و محاولة تعطيله عن العمل .. لكن نحميا صلّى و لم يعطِ هذه الشائعات أي اهتمام
-
حرب (خَف على نفسك):
دي حرب داخلية من أحد رجال العدو في صفوف إسرائيل: قال لنحميا ادخل الهيكل و امسك قرون المذبح عشان تبقى في أمان من خطر الأعداء .. طبعاً لو عمل كده الشعب كله هيخاف و يتوقّف الشغل تماماً .. لكن نحميا ردّ بطريقة رائعة: أرجُل مثلي يهرب؟
-
حرب (دول ناس كويسين):
دي حرب داخلية برضه من رجال العدو في صفوف إسرائيل: ناس بتقول لنحميا كلام خير على الأعداء عشان نحميا يلين من ناحيتهم فيجدوا طريقة للكلام معاه و إقناعه بإيقاف العمل .. لكن نحميا كان عنده تمييز و لم يلتفت لهذه الأكاذيب
نوع جديد من الحروب في الخدمة بيبيّنه لنا الإصحاح ده: حروب من الداخل .. عدو الخير أحياناً بيحاول يحطّم الكنيسة من داخلها .. و قادة الكنيسة محتاجين إفراز و تمييز عشان يفرّقوا بين كلام الحق و الكلام الباطل اللي شكله حق
يبان هنا في نحميا القائد صفة
الشجاعة و الثبات
: و ده عمل فارق كبير جداً أكيد مع الفريق اللي معه
نحميا كان ثابت لأنه كان رجل صلاة يخاف الله فقط، و كان الهدف واضح أمامه، و رفض أي مهادنة مع الأشرار
تدبير الخدمة
إصحاح 7
الإصحاح ده فيه 3 دروس:
-
تعيين مسؤولين عن النظام:
نحميا لم ينفرد بالقيادة، بل استودع مسئولية نظام فتح الأبواب و الحراسة لبعض من إخوته صفتهم الرئيسية هي الأمانة .. بتعليمات واضحة عشان يعمل نظام في المدينة
-
تسجيل بيانات الشعب:
بعد بناء السور ييجي وقت التركيز على النظام الداخلي وبناء البيوت .. نحميا قرّر يعمل إحصاء كده لعائلات المدينة بأنسابهم عشان يشوف توزيعهم و احتياجاتهم .. و لمّا ظهر أن بعض الكهنة مش من نسل هارون، أوقفهم نحميا عن الخدمة
-
جمع تبرُّعات للخدمة:
طبعاً الكهنة و اللاويين المفروض مايشتغلوش غير في خدمة ربنا و يعيشوا على عُشور باقي الأسباط .. فبدأ نحميا بنفسه و عمل حملة تبرُّعات للكهنة و اللاويين عشان يركّزوا في الخدمة و يعرفوا يعيشوا .. و اشترك الرؤساء والشعب كله
دروس جميلة في الخدمة و تدبيرها بيعطيها لنا الإصحاح ده .. و كلمة (أمين خدمة) هي اسم حقيقي لأن أهم معيار في تدبير النظام هو الأمانة
يبان هنا في نحميا القائد صفة
إعداد صف تاني
: سلم مهام الأبواب و الحراسة لناس أمناء عشان يحضّر قادة
سلّم الأمور و هي ناجحة و هادية و جمع تبرعات كبيرة عشان يخليهم شغالين بأريحية و بقي متاح للمشورة و المساعدة