كلمة عن الأنبا ساويرس من نهضة العدرا 2019 لأبونا يشوع تيمور
قديس عظيم بنقول اسمه كل قداس مرتين: مرة في تحليل الخدام و المرة التانية في المجمع (بعد القديس مارمرقس على طول و قبل أبطال إيمان كنيستنا المصرية زي أثناسيوس و ديوسقورس)
أنبا ساويرس اتولد حوالي سنة 459م في مدينة اسمها سوزوبوليس في بيسيدية (في آسيا الصغرى اللي هي بين تركيا و سوريا دلوقتي)
و بعد ميلاده، أسقف أفسس في الوقت ده (كان اسمه الأنبا ساويرس الكبير) سمع في رؤيا نبوة عن الأنبا ساويرس:
إن ساويرس سيثبت أركان الإيمان المسيحي، ويثبت صخرة الأرثوذكسية بكلامه الحق، لكنه سيقاسي تعباً عظيماً، ويرد كثيرين عن الضلال
و لما كبر شوية، بعتته والدته (كان والده مات ساعتها) هو و اخواته ال 2 يكمل دراسة في العلوم والفلسفة واللغة في إسكندرية (إسكندرية كانت واحد من أهم مراكز الثقافة في الوقت ده) ... بعد كده راح بيروت يدرس قانون
كان الأنبا ساويرس معروف عنه اجتهاده و ذكائه و اهتمامه بالدراسة
و كان معجب جداً بأقوال القديسين الأنبا باسيليوس و غريغوريوس و اهتم بقراية كتبهم
يا ريت نتعلّم النقطة دي ... نتتلمذ على الكتاب المقدس و على أقوال الآباء اللي بتشرح لنا الإيمان الصحيح و السكة اللي نمشي فيها
و هو في بيروت قابل زميل له كان معاه في إسكندرية برضه اسمه زكريا ... صلّوا مع بعض و اتكلّموا عن الكتاب المقدس و الخلاص
لحد الوقت ده كان لسة الأنبا ساويرس ماتعمّدش ... بعديها اتعمّد ... و تقدّم في الروحيات و العلم الروحي
رجع بلده بعد ما خلّص دراسة القانون، و اشتغل محامي شوية ... و بعد كده قرّر يروح أورشليم يزور الأماكن المقدّسة ... و هناك اشتاق للرهبنة و قرّر يسيب العالم و يترهبن ... اترهبن في دير بفلسطين بالقرب من طرابلس الشام سنة 488م
بعد الرهبنة اشتاق لحياة الوحدة ... راح اتوحّد في الصحرا ... كرّس وقته للعبادة والدراسة وإذ أتعب جسده بالصوم والسهر مرض ... فرجع الدير تاني
و في يوم كان فيه راهب شاف رؤية و هو بيصلي ... 2 رجالة بكرامة و مجد عظيمين رايحين للقديس ساويرس. و شرحوا له سرّ الإيمان الأرثوذكسي
و شاف الراهب ملاك، فسأله: مين الرجلين العظيمين دول؟ جاوبه الملاك: باسيليوس الكبير و غريغوريوس الناطق بالإلهيات ... بيرشدوا ساويرس إلى قواعد الإيمان لأنه هيكون حارساً للإيمان المستقيم يرعى شعباً عظيماً في أنطاكية وفي المسكونة كلها
و في الفترة دي ذاع صيت ساويرس في الشرق والغرب وجاء كثير من الكهنة والرهبان يسألونه في تفسير الكتاب المقدس والعقيدة. وكان يهتم باستقامة الإيمان ويبعث رسائل للرد على الذين يضلون عن الايمان المستقيم ويبين لهم اخطاءهم فيما يتعلق بالعقيدة
اتصل مقدونيوس أسقف القسطنطينية برهبان الأديرة يعلم بينهم بأن الذي صلب هو يسوع الإنسان، الذي لم يقدر أن يخلص نفسه، ورفض القول "أيها المصلوب ارحمنا" مما أثار انقساماً في الشعب
بناء على دعوة الإمبراطور انطلق الراهب ساويرس وأفحم مقدونيوس. وانعقد مجمع الأساقفة في حضور القديس ساويرس وحكموا بقطع مقدونيوس ونفيه، وكان ذلك عام 511 م
للأسف الوقت ده كان وقت هرطقات كتير في الكنيسة ... و بطريرك أنطاكية (كان اسمه فلافيان) مشي في سكة الهرطقة ... لكن المجمع و الشعب في أنطاكية رفضوا هرطقته و أقالوه
و اجتمع رأيهم إن القديس ساويرس هو اللي يمسك البطريركية ... و وافق الإمبراطور و فعلاً أصبح ساويرس بطريرك أنطاكية
و فرحت به المدينة كلها
اهتم الأنبا ساويرس جداً بالترانيم و الألحان ... لأنه عرف إن تبديل الأغاني المُعثرة بالترانيم و الألحان هيثبّت الشعب و يؤسس الإيمان عندهم كبار و صغار
و كان القديس ساويرس يجول يصنع خيرًا كسيده، كان يحث الكهنة على الاهتمام بالرعية. ووجّه رسائل كثيرة للإكليروس والشعب يثبتهم على الإيمان المستقيم وتعاليم المجامع المسكونية الثلاثة
العالم وقتها كان فيه 4 كنائس رئيسية: إسكندرية، أورشليم، أنطاكية، و روما
و بفضل هذا القديس استمر إيمان كنيسة أنطاكية مستقيماً مثل كنيسة الإسكندرية ... و رفض هو كمان تعاليم مجمع خلقيدونية
و كان فيه صداقة بينه و بين بطريرك الإسكندرية (الأنبا ديوسقورس) و حافظ أبطال الإيمان على الإيمان المستقيم في كنيستيهما
للأسف وقتها مات الإمبراطور الصالح أنسطاسيوس و تولّى الملك واحد اسمه يوستينوس ... أمر بالاعتراف بمجمع خلقيدونية (اللي قال إن السيد المسيح له طبيعتين)
طبعاً إحنا عارفين إن السيد المسيح له طبيعة واحدة (من طبيعتين) من بعد الاتحاد (منذ حلول الروح القدس في أحشاء العدرا مريم) ... لاهوت متّحد بالناسوت
مات يوستينوس لكن جه واحد أسوأ حتى منه اسمه جوستينيانوس ... ده عمل مجمع في القسطنطينية لإلزام الأرثوذكس بقبول مذهب الخلقيدونيين ... و ألزم حضور الأنبا ساويرس
الأنبا ساويرس رغم التهديدات مخافش و راح للملك ... اللي قال له: هل أنت ساويرس الذي يحتقر كنائس الله؟
رد عليه القديس: لا لست أنا لكنك أنت الذي تركت الإيمان المستقيم
و قال للملك: انت اللي سبت الإيمان المستقيم اللي كان عند أجدادك و اتبعت هرطقة نسطور و عملت اضطراب في العالم
و بعد كده استمر على إيمانه و في مرة كان فيه حوار عنيف بين القديس و الامبراطور، فاغتاظ الإمبراطور وأمر بالقبض عليه وقطع لسانه
أحد الأردياء أشار على الامبراطور و قال له: اقتل ساويرس عشان الكنيسة ترتاح ... حذّرت الامبراطورة ثيؤدورا اللي كان إيمانها مستقيم القديس و ترجّته إنه يهرب
و فعلاً راح مصر تاني
ظل في ديار مصر حتى نهاية حياته، وكان لشدة تواضعه يجول متنكرًا من مكان إلى آخر، ومن دير إلى دير في شكل راهب بسيط وأجرى الله على يديه آيات وعجائب كثيرة
ربنا حب يظهر عظمة و تواضع القديس ده، ففي مرة راح كنيسة المعلقة يصلي قداس زي أي واحد من الشعب
و لمّا جه أبونا يرفع الإبروسفارين بعد صلاة الصلح، لم يجد الصينية ولا الكأس
بكي أبونا و بكي الشعب و صرخوا لربنا و افتكروا إن حد عمل خطية كبيرة
فظهر ملاك لأبونا و قال له: الموضوع يا أبونا إنك ماينفعش طقسياً انت اللي ترفع الحمل في حضور البطرك ... و شاور له على الأنبا ساويرس في ركن في الكنيسة
جاء إليه أبونا وأدخله بكرامة إلى الهيكل وصعد إلى الهيكل فوجد الصينية والكأس كما كانا أولاً
يوم 14 أمشير سنة 538م افتقد الرب القديس بمرضٍ فرأى قبل نياحته القديسين اللي سبقوه اللي كان يردد كلماتهم المقدسة ويتذكر تعاليمهم بمنظر باهر قد حضروا إليه
و فعلاً تنيح بسلام و اتدفن في دير الزجاج غرب الإسكندرية
فى الكنيسة شجرة الحياة الحقيقية، أى جسد المسيح و دمه، الذين قال المسيح عنهما أن: من يأكل جسدى و يشرب دمى يحيا الى الأبد
الطفل الموضوع فى المذود والصغير بين المساكين: ترتعد منه صفوف النار بعساكرها
.مريم حملت الطفل فى حضنها .. هذا الذى يحمل كل الأشياء. وحملته الأذرع، و هو الجالس على مركبة الكاروبيم وأرضعته لبناً، وهو هيّأه فيها. وأعطته طعاماً، هو صنعه كإله
عندما كان يَرضع اللبن من أمه كان يُرضع الكل بالحياة، هذا الذى كل الخليقة ترضع صلاحه وتطلب منه الطبائع أن يعطيها قُوتها ويعطى المطر والظل لمزروعات الأرض
النار ملفوفة بالاقمشة .. واللهيب يرضع حليب العذراء
له المجد .. قوته عظيمة .. من يقدر أن يجدها؟ لكنه أخفى قياسها تحت الثوب الذى كانت أمه العذراء تغزله له وتُلبسه إياه إذ أخلى نفسه من ثوب المجد
انفجرت أبواب الجحيم أمامه، فكيف احتوته أحشاء مريم؟ والحجر الذى على القبر تدحرج بقوة، فكيف اشتملته ذراعا مريم العذراء؟
حينما أريد أن أنظر إلى العذراء والدة الإله وأتأمل فى شخصها .. يبدو لى لأول وهلة أن صوتاً من الرب يأتى صارخاً بقوة فى أذنى: لا تقترب إلى هنا .. إخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذى انت واقف عليه أرض مقدسة
تعالوا نسمع المديحة الجميلة دي
نقدر نشوف تفاصيل أكتر في حياة الأنبا ساويرس في الفيلم ده
صلاته تكون معنا أمين