انتهى عصر الاستشهاد بمنشور ميلان اللي أصدره الملك قسطنطين و فيه الحرية الدينية للكل ... لكن الكنيسة لم تهنأ كثيراً، سرعان ما انتشرت البِدَع و الهرطقات من جوة الكنيسة ... و أوّلها و أخطرها بدعة أريوس اللي بينكر لاهوت السيد المسيح
تعالوا نشوف مبن أريوس ده و إزاي انتشرت بدعته و إزاي الكنيسة تصدّت لها
طبعاً جزء من السبب إن كتير من اللي آمنوا بالمسيحية كانوا بيؤمنوا بالفلسفة اليونانية القديمة ... و دي بتؤمن ب(لوغوس) لكنه أقل من الله ... للأسف هم حاولوا يوفّقوا بين اعتقاداتهم القديمة و بين المسيحية، عشان كده بدعة أريوس لاقت صدى عندهم
البابا ألكسندروس جَمَع الكهنة كلهم (حتى أريوس) و شرح الثالوث بطريقة صحيحة ... و أريوس اعترض بغرور لأنه كان متقوّي بأتباعه ... البابا ناقشه لكنه لم يقتنع، و استمر يعلّم تعاليمه الفاسدة ... فحرمه البابا ألكسندروس
قسطنطين قال لازم نعمل مجمع من أساقفة العالم كله
مش بس في كنيستنا ... فيه كنايس تانية كتير اقتنعت و تمسّكت بالإيمان السليم سواء قبل أو بعد المجمع
ربنا تدخّل في هذا المجمع بمعجزات واضحة جداً
أثناسيوس كان صاحب تعبيرات لاهوتية دقيقة جداً ... قدر بيها يكشف زيف و ضلال الأريوسيين
صمّم على جملة: "إن الابن مساوي للآب في الجوهر" ... و الآريوسيين ماقدروش يوافقوا عليها و يحتالوا ... و يبدّلوا كلمة
مساوي (أوموسيوس)
بكلمة
مشابه (أومويسيوس)
... فارق حرف كان يبوّظ الدنيا كلها ... البابا أثناسيوس الوحيد اللي رفض الكلمة دي
بعد شرح أثناسيوس كانت نتيجة المجمع: حَرم أريوس و وَضع قانون الإيمان
للأسف الأريوسية لم تنتهي هنا ... استمرّت كبِدعة تلاقي استحسان ناس كتير رغم رَفضَها من الكنيسة