فيه أوقات الشر بينتشر و بيبقى هو القاعدة السائدة و يتزايد أمام الله ... تتغير المسميات و يصبح الشر خير و الخير شر ... ساعتها لازم ولاد ربنا يواجهوا الشر ده مع ربنا ... يظهر الله فيهم و يتمجّد بيهم في حرب نتيجتها الأكيدة هي الانتصار على الشر ...
من أشهر أبطال المواجهة الروحية هو إيليا النبي
عن إيليا
-
ممثل الأنبياء (رغم إن مالوش سفر باسمه) ... و هو اللي أسس مدرسة الأنبياء
-
صعد حياً إلى السماء و لم يذُق الموت بعد
-
لمّا ربنا أراد أن يسبقه نبي يمهّد الطريق أمامه (يوحنا المعمدان) أرسله بروح إيليا
-
و في التجلّي (أعظم مجد في حياة ربنا يسوع على الأرض) جه إيليا مع موسى
إيليا إنسان له قوة خاصة و عمل آيات عظيمة ... و زمن خدمته كان محتاج حد بالمواصفات دي
وقت إيليا
-
الملك كان آخاب (أشرّ ملك و أبعد ملك عن ربنا، ده الملك اللي عمل مذبح للبعل و عَبَده) ... و زوجته إيزابل الشريرة جداً ابنة ملك صيدون (رمز للمرأة الشريرة في سفر الرؤيا)
-
إيزابل كانت قتلت كل أنبياء الله ... يعني كان وقت فيه اضطهاد
-
بالتالي لم يعُد الشعب يخافون الله أو يحترمون الحياة الروحية بل بالعكس كانوا بيغيطوا ربنا بخطاياهم عن عَمد و بيستهينوا به
-
في أيامه اتبنت أريحا رغم اللعنة اللي مكتوبة في سفر يشوع وقت ما غلبوها عن الشخص اللي هايحاول يعيد بنائها
(ملوك الأول 16)
شبه أيامنا كده مع اختلاف الشكل ... صار أولاد الله اللي بينادوا بكلامه مصدر للسخرية و النفور في العالم ... و لم يعُد هناك خوف الله في القلوب بل الاستهانة
كان وقت شرير جداً و محتاج حد قوي روحياً جداً ... و محتاج إعداد خاص
بداية خدمة إيليا
-
إيليا مخافش يقول للملك و للشعب إنه غلطان ... الملك كان بيقول إنه بيعبد الله بينما هو بعيد جداً عنه
زي ناس مسيحيين بالاسم لكن حياتهم بتمجّد المال أو الشهوات أو ذواتهم و بعيدة جداً عن ربنا
-
كانت جملة إيليا المميزة إن إلهي مش بس حي، ده أنا كمان دايماً باخد كلامي منه:
حي هو الرب الذي أنا واقف أمامه
-
كانوا بيظنوا البعل إله الخصوبة و المطر، و ربنا كان عايز يثبت لهم خطأ اعتقادهم ... أرسل إيليا برسالة واضحة للملك و الشعب:
حي هو الرب إله إسرائيل الذي وقفت أمامه، إنه لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي
... طبعاً الناس ماصدّقوهوش و استهانوا بكلامه
بعد كده ربنا قال له: اختبئ! و اختبأ بعد ما وصّل الرسالة (و ده جزء من إعداده لمواجهة قادمة) قوية جداً
اختباء إيليا
-
اختبأ عند نهر و عالَته
الغربان
(طائر نجس عند اليهود و نذير شؤم) و أعطت له خبز و لحم صباحاً و مساءً ... 6 أشهر ... حاجة غريبة!
اشمعنى الغربان يا رب؟ و إزاي الغراب اللي بطبعه بيخطف الأكل يقدّم الأكل للشخص؟ ليه الأكل حلو بس المضيف مش حلو؟
وكان كلام الرب له قائلا: «انطلق من هنا واتجه نحو المشرق، واختبئ عند نهر كريث الذي هو مقابل الأردن، فتشرب من النهر. وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك».
وكان له كلام الرب قائلا: «قم اذهب إلى صرفة التي لصيدون وأقم هناك. هوذا قد أمرت هناك امرأة أرملة أن تعولك».
-
بعد كده النهر بدأ يجف ... و ربنا قال له يروح صرفة صيدون (الأمم! و المدينة اللي منها إيزابل) عشان الأرملة تعوله (رجل يهودي عند
أرملة أممية!
) ... اشمعنى دي!!
-
اليهود مكانوش بيحترموا المرأة
-
و دي من الأمم كمان!
-
و أرملة! يعني غلبانة و ماينفعش تضيف حد، بل المفروض الناس تعمل معاها خير
-
ربنا يسوع نفسه نبّه للنقطة دي ... كان فيه أرامل كتير بس ربنا اختار دي
وبالحق أقول لكم: إن أرامل كثيرة كن في إسرائيل في أيام إيليا حين أغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة أشهر، لما كان جوع عظيم في الأرض كلها، ولم يرسل إيليا إلى واحدة منها، إلا إلى امرأة أرملة، إلى صرفة صيداء.
كانت الدنيا عندها مجاعة فعلاً (زيت و دقيق يكفي وجبة واحدة أخيرة) ... قال لها اعملي لي الأول! ... و حصلت المعجزة إن الزيت و الدقيق لم يقلّوا ... 3 سنين!
برضه أكيد ده كان جزء من إعداد إيليا (ربنا هيبعت خير من مصدر غير متوقَّع خالص)
-
ابن الأرملة مات (رغم إن معجزة الأكل شغالة) ... أزمة كبيرة جداً و شيء غريب
فصلّى إيليا صلاة عظيمة و ربنا عمل معجزة و أقامه
كده انتهى التدريب ... إيليا بقى جاهز و الشعب بقى جاهز و اتأكد بعد السنين دي إن المطر امتنع بسبب صلاة إيليا مش بسبب أي ظروف خاصة
المواجهة الحاسمة
-
الملك فضل يدوّر على إيليا عشان يوقف المجاعة اللي حصلت بسبب غياب المطر ... و الشعب بدأوا يشكّوا إزاي البعل يبقى هو الله؟!
فالآن أرسِل و اجمع إليَّ كل إسرائيل إلى جبل الكرمل، و أنبياء البعل أربع المئة و الخمسين، و أنبياء السواري أربع المئة الذين يأكلون على مائدة إيزابل
-
ربنا قال لإيليا يروح يقابل الملك ... و إيليا قال له يجمع الشعب عند
جبل الكرمل
... و الشعب اجتمع و استنى إيليا
-
ده مكانش هيحصل غير بعد الضيقة ... غير كده ماكانش الشعب هايلتفت للّه و رجاله
-
دي خطية النسيان اللي بنقع فيها ... ننسى ربنا اللي به نحيا و نتحرّك و نوجَد ... عشان كده ربنا من العهد القديم وصيته: لا تنسى
-
الشعب كله اجتمع و الملك و إيليا و أنبياء البعل ... و بدأت المواجهة الرهيبة: إيليا وحده ضد الكل
-
إيليا مرتين تقدم و صارع روحياً:
فتقدم إيليا إلى جميع الشعب وقال: «حتى متى تعرجون بين الفرقتين؟ إن كان الرب هو الله فاتبعوه، وإن كان البعل فاتبعوه». فلم يجبه الشعب بكلمة.
-
يكلم الشعب عن الله:
انتم مين؟ إزاي شعب الله و تعبدوا البعل؟ حدّدوا موقفكم و هويّتكم ... تبع ربنا ولا البعل؟؟
-
سكتوا لمّا قال لهم كده ... هم شايفين إن البعل مش هو الله ... بس مش قادرين يمشوا في طريق الله
-
كانوا محتاجين يشوفوا قوة ربنا مش وعظ
-
و ده اللي حصل: ربنا قَبِل ذبيحة إيليا بنار من السماء بينما أنبياء البعل طبعاً ماحدش رد عليهم
فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب، ولحست المياه التي في القناة.
وكان عند إصعاد التقدمة أن إيليا النبي تقدم وقال: «أيها الرب إله إبراهيم وإسحاق وإسرائيل، ليُعلَم اليوم أنك أنت الله في إسرائيل، وأني أنا عبدك، وبأمرك قد فعلت كل هذه الأمور. استجبني يا رب استجبني، ليعلم هذا الشعب أنك أنت الرب الإله، وأنك أنت حولت قلوبهم رجوعا».
-
يكلم الله عن الشعب:
طلب إن تنزل نار و تاكل الذبيحة
-
عشان الناس تعرف إنك انت الله
-
انت اللي أرسلتني
-
يعرفوا ان انت بتحبّهم و ضيّقت عليهم بس عشان يرجعوا
فلما رأى جميع الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا: «الرب هو الله! الرب هو الله!».
-
الناس لما شافت الآية سجدوا لربنا و تابوا ... شافوا قوة و آية مش كلام
-
المواجهة لم تنتهي لأن لسة الخير ماجاش
-
بعد كده صلّى إيليا 7 صلوات (و راسه بين ركبتيه) عشان المطر يرجع (مش مرة ولا 2 كانوا كفاية) ... و كل مرة كان تلميذه يروح مايلاقيش مطر ... و في المرة ال7 ظهرت غيمة بحجم كف يد ... و إيليا أيقن إن الخير جي لأنه اختبر إن ربنا بيشتغل بالحاجات الصغيرة
وفي المرة السابعة قال: «هوذا غيمة صغيرة قدر كف إنسان صاعدة من البحر». فقال: «اصعد قل لأخآب: اشدد وانزل لئلا يمنعك المطر». وكان من هنا إلى هنا أن السماء اسودت من الغيم والريح، وكان مطر عظيم.
بمجرد توبة الشعب رجعت البَرَكة ... ربنا كان عايز من التجربة إنه يردّ الشعب ... و بالتوبة رجع الخير
حدد موقفك و هويّتك و خليك مع ربنا ... ماتعرجش بين الفرقتين ... قل له يا رب عايز أشوف إيدك معايا عشان أعرف و أتأكد إن إلهي هو الإله الحقيقي ... و أعرف أواجه الصراع الروحي زي إيليا