و أمّا أنا فأقلّ شيء عندي أن يُحكَم فيَّ مِنكم، أو مِن يوم بَشَر.
بل لستُ أحكم فِي نَفسِي أيضاً. فإنّي لستُ أشعر بشيء فِي ذاتي. لكنّني لستُ بذلك مُبَرَّرَاً.
و لكن الذي يَحكُم في هو الرب.


أنا الظاهر (في عيون الناس)

الإنسان الاجتماعي بتفرق معاه النقطة دي جداً فوق أي حاجة ... كلام الناس عني و رأيهم فيّ
لكن هل ده مقياس صح؟

اللي بيبان منّي للناس 3 حاجات:

مميّزات بحاول أُظهرها

كل واحد بيحاول يُظهر الحاجات الحلوة اللي شايف إنها عنده: (ذكاء / جمال / عيلة / علاقات / غنى / معرفة ربنا ...)

عيوب مش عارف أخبّيها

بيَظهَر مني أيضاً تصرّفات سيئة بسبب عادات أنا مش قادر أبطّلها ولا أخبّيها (زي واحد عينه اتعوّدت على النظرة الشريرة / واحد متعوّد على احتقار الناس / واحد متعوّد على الشتيمة ...)

مميّزات غير موجودة

المقياس ده (أنا الظاهر) طبعاً مش مظبوط
رأي الناس فيّ ممكن يختلف كتير عند كل واحد (أهلي / إخواتي / أصحابي / شغلي أو مدرستي / كنيستي ...) حسب مقاييسهم و حسب هم شايفين إيه منّي


أنا الخفي (في عينين نفسي)

لأن مَن مِن الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه؟

الإنسان الأناني بتفرق معاه النقطة دي جداً فوق أي حاجة ... مش مهم خالص رأي أي حد، المهم أنا شايف نفسي إزاي
بيفكّر: أنا عارف جوايا إيه و باتصرّف بدافع إيه، حتى لو الناس فهمتني غلط ...
لكن هل المقياس ده فعلاً صحيح؟

أنا باتصرّف ليه؟ و إزاي؟

المقياس ده (أنا الخفي) برضه مش مظبوط
أنا كتير باقيّم نفسي غلط أو باحتار و مش باعرف أقيّم نفسي أصلاً ... فيه مشكلة في المقاييش و المعايير ... دلوقتي بقى الغلط هو المقياس مش الصح
مقياس الصدق و الطهارة و الأمانة و المحبة مابقاش مظبوط، فيه أخطاء كتير بقينا بنسمح بيها عادي... ضميرنا مابقاش حسّاس


أنا الحقيقي (في عينين ربنا)

الإنسان الروحي بتفرق معاه النقطة دي جداً فوق أي حاجة
دي الصورة الحقيقية لأن الله هو اللي يعرف عني كل شيء و صورتي عنده صورة جميلة لا تتغيّر

خاطي بس محبوب

ربنا عارف كل حاجة عني و خطاياي بس بدل ما يحكم عليّ لسة بيحبني ... شايفني مريض أحتاج علاج، مش مجرم محتاج عقاب
بيدعوني ليه عشان يشفيني و ينقّيني من عيوبي

فأجاب يسوع و قال لهم: «لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب، بل المرضى. لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة».

غالي

فداني بدمه الخاص على الصليب ... الصليب هو فخرنا و هو الصورة الحقيقية لربنا في عقولنا و قلوبنا ... ربنا اللي أُهين و تحمّل كل الآلام دي من أجلي

لي رسالة

كتير ما بتغيب الحقيقة دي عنّنا: أنا عايش ليه؟ يا ترى ربنا عنده أمَل من ناحيتي و عايزني أعمل حاجة معيّنة؟
تعالوا نطبّق على شاول الطرسوسي


لمّا أنا الظاهر (في عيون الناس) يبقى زي أنا الخفي (أنا في عينين نفسي) يبقى زي أنا الحقيقي (أنا في عينين ربنا) ...
كده الإنسان يبقى عايش صح و متصالح مع نفسه (جوة زي برّة) ... و يعرف نفسه و قيمته عند ربنا ... و رسالته في الحياة
و يعرف إجابة سؤال: أنا مين؟ ... أنا ابن ربنا اللي بيحبّني و فداني ... و خلقني عشان أعمال عظيمة عايزني أعملها