بدعة صعبة جداً تنسف إيماننا كلّه بطلها بطريرك لواحدة من الكنائس ال4 الكبار و معاه كمان قوة و تأييد سياسي ... تصدّى لها واحد من أبطال الإيمان من كنيستنا المصرية

تعالوا نشوف من الناحية العقيدية إيه سبب و خطورة الخلاف, و نعرف إيه اللي حصل في المجمع و نتعلّم منه دروس مهمة

بطاقة المجمع


المصدر الرئيسي: وعظة أبطال الإيمان - الجزء الثامن - البابا شنوده الثالث

بدعة نسطور

  • ماينفعش الإله تجوز عليه الآلام ...
  • و بالتالي فيه انفصال بين لاهوت السيد المسيح و ناسوته ... و اللاهوت انفصل عن الناسوت وقت اللآلام و الصليب
  • و بالتالي العدرا لم تلد الله بل ولدت إنسان عادي حَلّ اللاهوت عليه بعد كده من غير اتّحاد (سمّاه حلول المشيئة و الإرادة)
  • و بالتالي طبيعة المسيح من طبيعتين منفصلتين

رد القديس كيرلس

  • طبيعة السيد المسيح طبيعة واحدة: لاهوت متّحد بالناسوت .. بغير اختلاط و لا امتزاح و لا تغيير
  • و شبّهها لهم: قال: زي اتحاد الحديد بالنار .. لو ضربت: الضربة في الحديد ... لكن النار لم تترك الحديد ... و ربنا يسوع لاهوته لم يفارق ناسوته أبداً
  • و العدرا ولدت الله الظاهر في الجسد ... و لقبها (ثيئوتوكوس) يعني والدة الإله
  • و الدليل من الكتاب المقدس:

    فأجاب الملاك و قال لها: الروح القدس يحلّ عليك، و قوة العلي تظلّلك، فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله.

    (لوقا 1 : 35) - بشارة الملاك للعدرا

    فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ؟

    (لوقا 1 : 34) - استقبال أليصابات للعدرا

    ولكن يعطيكم السيد نفسه آية: ها العذراء تحبل و تلد ابناً و تدعو اسمه . «عمانوئيل»

    (إشعياء 7 : 14) - عمانوئيل يعني الله معنا

    لأنه يولَد لنا ولد و نُعطَى ابناً، و تكون الرياسة على كتفه، و يُدعَى اسمه عجيباً، مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام

    (إشعياء 9 : 6) - نبوة واضحة عن السيد المسيح

العقيدة الصحيحة واضحة

  • نسطور اتأخر في الوصول للمجمع (وصل بعد كل الأعضاء) ... و حضر مع جنود و قوة عسكرية و نائب الإمبراطور (عشان يُظهر إن له سُلطة) ... لأن القسطنطينية كانت هي مقرّ الحكم
  • الإمبراطور ثيئودوسيوس ماحضرش (عشان الموضوع يُحسَم من الناحية الدينية الصحيحة من غير تأثير منه) ... لكن للأسف نائبه حضر و كان بيضغط جامد في صالح نسطور

التدخّل السياسي

  • للأسف بدأ نائب الإمبراطور بسلطته يمنع الأساقفة من الخروج من أفسس عشان يوقّف القرار ... و بدأ يحاول يؤثر على الإمبراطور و خبّى عليه نتيجة المجمع
  • و بدأ يوصّل له رسائل فيها اتّهامات للقديس كيرلس و أساقفة مصر إنهم عملوا شغب في المجمع
  • كمان في الوقت ده كان وصل يوحنا الأنطاكي (بطريرك أنطاكية) متأخر و مالحقش المجمع ... غضب لكرامته و عمل مجمع تاني مع 32 أسقف و حضره نسطور و وافقوا على رأي نسطور و قرّروا حرم القديس كيرلس!!

إخفاء الحق

  • وصلت للإمبراطور قرارات المجمع التاني مش الأول
  • في الوقت ده كان القديس كيرلس بيعظ في كنائس أفسس ... و الناس في أفسس صدّقته و صدّقت إيمانه و رفضت دخول نسطور و يوحنا الأنطاكي للكنائس
  • جه وفد من روما عشان يعرفوا إيه الموضوع ... ناقشوا القرارات تاني و عرفوا اللي حصل، و أقرّوا بصحة رأي البابا كيرلس و قرارات مجمع أفسس

الباطل ينتصر في جولة

  • الإمبراطور بعد ما تاه الحق وسط الشائعات و الكذب، حبّ ياخد موقف وسط، فقرّر سجن نسطور و كيرلس و ميمنون أسقف أفسس اللي أيّد بشدّة القديس كيرلس ... كيرلس اتسجن بينما نائب الإميراطور ماسجنش نسطور
  • بدا أن الباطل قد انتصر في الوقت ده: الأساقفة ممنوعين من مغادرة أفسس ... و القديس كيرلس في السجن ... الإمبراطور واصل له قرارات خاطئة

بطولة الشعب تنتصر للحق

  • الشعب ثار في أفسس! من أجل الدفاع عن الإيمان و عن أبطاله ... من أجل توصيل الصورة الصحيحة للإمبراطور و اختراق حاشيته اللي بتضلّله
  • لجأوا لحيلة ذكية: راهب عجوز قديس يجوّفوا عصاه و يضعوا فيها نسخة من قرارات المجمع و هو يتنكّر في صورة شحّات مسكين عشان يعرف يخرج، و يروح لكنيسة القسطنطينية
  • خرج الراهب من أفسس فعلاً و راح القسطنطينية و وصّل القرار لكهنة و أساقفة القسطنطينية ... و وافقوا على قراراته
  • بعد كده دلماتيوس (راهب متوحّد عجوز كان بيزوره الإمبراطور و ياخد بَرَكته) وصّل القرارات للإمبراطور
  • الإمبراطور جاب مندوبين من الطرفين للقسطنطينية عشان يفهم اللي حصل ... اجتمعوا في قرية خلقيدونية القريبة من القسطنطينية (عشان شعب القسطنطينية كان كاره لنسطور و بدعته بعد ما عرف قرارات مجمع أفسس)
  • عرف الإمبراطور الحقيقية ... و اعتمد حرم نسطور و نفيه إلى مصر (أخميم) جنب دير الأنبا شنودة رئيس المتوحّدين اللي كان أحد أعضاء مجمع أفسس ... عشان يضمنوا إنه مش هايعرف ينشر سمّه في بلد الإيمان فيها قوي و سليم زي مصر
  • خرج كيرلس من السجن
  • خلف نسطور راهب اسمه مكسيموس كبطريرك للقسطنطينية ... و كان على إيمان كيرلس
  • مات نسطور، و الناس كانت بترمي زبالة على قبره
  • فضلت مشكلة واحدة: يوحنا الأنطاكي و الخلاف بينه و بين القديس كيرلس ... لكن حصل الصلح بعدما وقّع على قرارات مجمع أفسس
  1. تدخّل السُلطة المدنية (نائب الإمبراطور) في أمور الإيمان صليب تحمله الكنيسة و هي سائرة في طريق الملكوت ... و ده استمر بعد كده في حياة البابا ديوسقوروس البطريرك 25 (مجمع خلقيدونية)

  2. التصرّفات غير الروحية اللي حصلت من بعض رؤساء الكنائس عشان كرامتهم (زي يوحنا الأنطاكي) ممكن تضرّ الكنيسة جداً ... ماينفعش كل واحد يكون عايز يُثبِت سُلطِته

  3. أهمية موقف الشعب (شعب أفسس و القسطنطينية) اللي كان واعي بالأمور الإيمانية و متحمّس لآبائه أبطال الإيمان ... هو اللي بقوّته أخرجهم من السجن و ضغَط على الإمبراطور

  4. الوداعة لا تمنع الشجاعة و الغيرة على الإيمان ... الوداعة لا تعني التنازل في الإيمان ... للحمامة وقت و للأسد وقت

  5. يقظة الكنيسة ... العظات الموجودة على منابر الكنيسة و الرسائل الإيمانية كانت تشرح الإيمان و توعّي الشعب للإيمان الصحيح ... عندما أُلقي الكبريت في السجن بقيت النار مشتعلة

  6. حتى المتوحّدين و الرهبان ليهم دور في خدمة الكنيسة ... وقت اللزوم، زي البابا شنودة رئيس المتوحّدين و الراهب اللي راح القسطنطينية و الراهب اللي راح للإمبراطور

  7. أهمية الذكاء ... الوداعة لا تعني إن الإنسان مايفكّرش (زي الحيلة اللي بيها خرج الراهب من أفسس)

رقد القديس كيرلس و جاء بعده القديس ديوسقوروس ... بطل آخر من أبطال الإيمان في ظروف أصعب كتير ... لم يجد من ينصفه أو يخرجه من السجن ... هانعرف بطولته مرة تانية