ذيكو
السنكسار
سنكسار كل يوم (حسب دير السريان) ✏️ مع صورة لقديس اليوم و مواضيع مختلفة متعلّقة بالسنكسار من مكتبات المدرسة 📁
Loading...
استشهاد القديس الأنبا موسى الأسود

في مثل هذا اليوم من سنة 123 للشهداء (407م) استشهد القديس العظيم الأنبا موسى الأسود. وُلِدَ بإثيوبيا سنة 332م، و لمّا كبر أصبح عبداً لإنسان يعبد الشمس و كان قوى الجسم كثير الإفراط في الأكل و الشُرب و كانت أخلاقه شرسة يقتل و يسرق و يزنى و لا يستطيع أحد أن يقف أمام وجهه لقوّته، و هرب من سيده و صار رئيساً لعصابة لصوص.
و كانت الخيوط الأولى من توبته بدأت عندما كان يخاطب الشمس قائلاً: (إن كنتِ أنتِ الإله فعرّفيني و أنتَ أيها الإله الذي لا أعرفه عرّفني ذاتك)، فسمع يوماً مَن يقول له أنّ رهبان برية شيهيت يعرفون الله فاذهب إليهم، فقام لوقته و تقلّد سيفه و أتى إلى البرية، فالتقى بالقديس إيسوذوروس قس الإسقيط، الذي لما رآه خاف من منظره، فطمأنه موسى قائلاً: (لا تَخَف فقد أتيت إليكم لتعرّفوني الإله الحقيقي) فأتى به إلى القديس مكاريوس الكبير فكلّمه عن السيد المسيح و التجسُّد و الفداء فآمن، فعمّده و قَبِلَه راهباً.
فعاش القديس موسى في حياة روحية قوية و كان الشيطان يقاتله بما كان يمارسه أولاً من خطايا، فكان يأتي إلى القديس إيسوذوروس معلمه و يخبره بذلك، فكان يعزّيه و يشجّعه و يعلّمه كيف يتغلب على حِيَل الشياطين. و كان يحبّ خدمة الآخرين، فإذا نام شيوخ الدير كان يمُر على قلاليهم و يأخذ جرارهم و يملأها ماءً من بئر بعيد عن الدير.
حَسَدَه الشيطان و ضربه بقُرَح في رجله أقعده مريضاً، و لمّا عَلِم أنها حرب من الشيطان ازداد في نسكه و عبادته حتى صار جسده كخشبة محروقة، فنظر الرب إلى صبره و تعبه و رفع عنه الأوجاع و حلّت عليه نعمة الله.
ذات يوم اجتمع حوله خمسمائة أخ و أرادوا أن يرسموه قساً، و لما حضر أمام الأب البطريرك لرسامته، أراد البطريرك أن يجرّبه فقال للشيوخ: (مَن أتى بهذا الأسود إلى هنا؟ اطردوه) فأطاع و خرج و هو يقول لنفسه: (حسناً عملوا بك يا أسود اللون)، و لمّا رأى الأب البطريرك اتضاعه و احتماله استدعاه و رسمه قساً و قال له: (يا موسى قد صرت الآن أبيض بالكامل).
مضى في إحدى المرات مع الشيوخ إلى القديس مكاريوس الكبير فقال القديس مكاريوس: (إني أرى واحداً فيكم له إكليل الشهادة) فأجابه الأنبا موسى: (لعلى أنا لأنه مكتوب كل الذين يَأْخُذُونَ بالسيف، بالسيف يَهْلِكُونَ) (متى 26 : 52).
و لمّا رجع إلى الدير لم يلبث طويلاً حتى هجم البربر على الدير في غارتهم الأولى سنة 407م، فقال للإخوة: (من شاء منكم أن يهرب فليهرب) فقالوا له: (و أنت لماذا لا تهرب يا أبانا؟) فقال: (أنا أنتظر هذا اليوم منذ عدة سنين). ثم دخل البربر و قتلوه هو و سبعة إخوة كانوا معه، و كان واحدٌ مختبئاً وراء حصير فرأى ملاك الرب قد وضع أكاليل على الشهداء، و بيده إكليل و هو واقف ينتظره، فخرج مسرعاً إلى البربر فقتلوه و نال معهم إكليل الشهادة.
فتأمّلوا أيها الأحبّاء قوة التوبة و ما فَعَلَت فقد نقلت عبداً وثنياً قاتلاً زانياً سارقاً، و صيّرته راهباً و معلماً و كاهناً و قديساً و شهيداً عظيماً. و يوجد جسده الطاهر مع جسد معلمه القديس إيسوذورس في مقصورة بدير البرموس العامر بوادي النطرون.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
نياحة القديس إيسوذوروس قس الإسقيط

و فيه أيضاً من سنة 113 للشهداء (397م) تنيَّح القديس إيسوذوروس قس الإسقيط. ترَّهب أولاً في منطقة نتريا و صار كاهناً لخدمة المتوحدين في منطقة القلالى. ثم جاء إلى القديس مكاريوس الكبير في الإسقيط و صار من أوائل تلاميذه و رافقه في تأسيس مجمعه الرهباني، و قد عُرف بقِس الإسقيط لأنه هو الذي كان يصلى القداسات للرهبان.
اتّصف بفضائل كثيرة أهمّها الحلم و الاهتمام بخلاص الآخرين، و كان كل راهب يطردونه بعد أن يتعبوا في إصلاحه، كان هو يقبله و يحتضنه و يحتمله و يهتم به و يقوّمه، بحلمه و صبره و قلبه المتسع بالحب. كما إنه كان رجل صلاة فكان لا يكُفّ عن الصلاة أثناء عمله اليدوي. و كان يقول: (لنجتهد في الصلاة فيهرب العدو. و لنجتهد في التأمل في الله فننتصر).
و مع حبه الشديد للصلاة كان يعمل كثيراً حتى إلى أن تقدم به السن. و قد أعطاه الله موهبة إخراج الشياطين، و بسبب قوة احتماله كان ينتصر على الغضب. و قد سألوه مرة: (لماذا تخشاك الشياطين جداً؟) أجاب: (لأني منذ أصبحت راهباً لم أسمح للغضب أن يجتاز من حلقي إلى فوق).
و لما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام.
بركة صلواته فلتكن معنا. و لربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
مواد إضافية
كلّمنا
🤔
إيه رأيك في الصفحة دي و فكرتها؟ هل طريقة عرض السنكسار كده أسهل في القراية و المتابعة؟ هل الصور و المواد الإضافية من الموقع مفيدة لفهم السنكسار؟ ...
🥰
إيه اللي عاجبك و حابب نركّز عليه أكتر؟
💡
إيه اللي مش عاجبك و حاسس إننا لازم نعمله أحسن؟ إزاي نطور و
نحسن نفسنا؟
أي تعليق أو اقتراح هيفيدنا جداً