ذيكو


Loading...

3 أبيب



نياحة القديس البابا كيرلس الأول البطريرك الرابع و العشرين من بطاركة الكرازة المرقسية

في مثل هذا اليوم من سنة 160 للشهداء (444م) تنيَّح القديس البابا كيرلس الأول البطريرك الرابع و العشرون من بطاركة الكرازة المرقسية، و هو الملقَّب بعمود الدين و مصباح الكنيسة الأرثوذكسية. وُلِدَ هذا القديس ببلدة محلة البرج (قرية تابعة لمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية)، من أسرة عريقة في الإيمان. و تَتَلمذ في حداثته على يدَي خاله البابا ثاؤفيلس البطريرك ( 23 )، فأحب قراءة الكتب المقدسة و سِيَر الآباء القديسين. و اهتم بحفظ الألحان الكنسية و التسبحة. ثم دَرَس بالمدرسة اللاهوتية العلوم و الفلسفة و اللاهوت و نبغ فيها.

مضى القديس إلى برية شيهيت و ترَّهب على يدي القديس الأنبا سيرابيون، فنَمَا في الفضيلة و المعرفة الروحية و العبادة و النسك. و استدعاه خاله و رسمه قساً بالإسكندرية، و خدم فيها بنشاط و جَذَب الكثيرين بتقواه و عفّته، فأحبه الجميع. و بعد نياحة خاله اختاره الأساقفة و الأراخنة بطريركاً و تمّت رسامته يوم 20 بابه سنة 128 للشهداء (412م)، فاهتم برعاية شعبه و تعليمه.

و لمّا جلس على الكرسي قاوم البدع و الهرطقات و ردّ على مقالات يوليانوس الجاحد، و ألغى الحكم الصادر من خاله ضد القديس يوحنا ذهبي الفم، و وضع اسمه في مجمع القديسين.

و لمّا ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية تصدّى لها. فبعث في موعد عيد القيامة رسالة فِصحِيَة لجميع كنائس العالم، شرح فيها كيفية اتحاد اللاهوت بالناسوت كاتحاد النار بالحديد الذي حين يُطرقه الحدّاد يقع الطرق على الحديد دون النار، مع كون النار متحدة بالحديد بدون اختلاط و لا امتزاج و لا تغيير. فالنار تظل محتفظة بطبيعتها النارية و الحديد يظل محتفظاً بطبيعته الحديدية. و بالنسبة للقب ثيئوتوكوس قال:

كما أن الأم البشرية تعطى الجسد فقط لابنها، فهي تُعتَبَر مع ذلك أم لابنها بكامله. هكذا العذراء هي بحق أم الله، لأنه قد نما داخلها الجسم المقدس، الذي اتخذه المخلص و جَعَله واحداً مع لاهوته بغير اختلاط و لا امتزاج و لا تغيير. فهي إذاً أم لابنها الله الكلمة بكامله

و قد أرسل رسالة لنسطور شرح له فيها العقيدة المستقيمة، و ترجّاه أن يرجع إلى صوابه، فلم يستجب نسطور لها. فأرسل له كيرلس رسالة أخرى ليوضح له فيها خطورة ما اعتقد به. كما بعث إليه بوَفد ليتدارسوا مع نسطور عقيدته لكنه رفض مقابلتهم. فجمع البابا مجمعاً من أساقفة الكرازة المرقسية للنظر في هذه البدعة، و حَكَم على نسطور بالهرطقة، و أضاف مقدمة قانون الإيمان. و بعث بقرار المجمع المقدس إلى كنائس المسكونة، و من بينها القسطنطينية. فأرسل نسطور إلى (سلستين) بابا روما محاولاً أن يستميله إليه. و لكن كيرلس أرسل رسالة إلى بابا روما شرح فيها وجهة نظره. فعقد بابا روما مجمعاً حَرَم فيه نسطور، و ردّ على رسالة كيرلس برسالة ترك له فيها حرية التصرف لثقته في حكمته.

عَقَد القديس كيرلس مجمعاً ثانياً في الإسكندرية، اتخذ فيه قراراً بالتمسك بقرارات المجمع السابق و بمطالبة نسطور بالتوقيع عليها. و لكن نسطور رفض التوقيع، فتدخل الإمبراطور ثيئودوسيوس، و دعا لانعقاد مجمع مسكونى بأفسس، رفض نسطور أن يشارك فيه. فبدأ المجمع بقراءة دستور إيمان نيقية و القسطنطينية و رسالة البابا كيرلس إلى نسطور و ردود نسطور عليها. فحكم المجمع على نسطور بالهرطقة، و حرمه و خلعه من كرسيه و تم تجريده من الكهنوت. و قد نالت البابا كيرلس شدائد كثيرة بسبب هذا القرار، من يوحنا بطريرك أنطاكية و بعض الأساقفة الشرقيين المناصرين لنسطور، و لكنهم عادوا إلى الوفاق بعد ذلك. هذا و قد نفي الإمبراطور نسطور سنة 435م إلى أخميم.

و قد شرح هذا البابا كثيراً من الأسفار الإلهية. كما وضع بعض الإضافات لقداس القديس مار مرقس الرسول، و هو القداس المعروف حالياً باسم القداس الكيرلسى، كما وضع بعض الألحان عن العذراء مريم الثيئوطوكوس. و لمّا أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام بعد أن قضى على الكرسي المرقسي إحدى و ثلاثين سنة و ثمانية شهور و عشرة أيام.

بركة صلواته فلتكن معنا. و لربنا المجد دائماً أبدياً آمين


نياحة القديس كلستينوس بابا روما

و فيه أيضاً من سنة 148 للشهداء (432م) تنيَّح البابا كلستينوس أسقف روما. و كان هذا القديس تلميذاً للقديس بونيفاسيوس أسقف روما، الذي أوصى عند نياحته أن يكون هذا الأب خلفاً له، ثم أوصاه قائلاً: (تحفَّظ يا ولدى فلابد أن يكون في روما ذئاباً خاطفة).

و كان هذا الأب راهباً فاضلاً عالماً. و بعد نياحة معلّمه رسموه على كرسي روما سنة 422م في أيام الإمبراطور هونوريوس، و قد نالت هذا الأب شدائد كثيرة، فخرج إلى أحد الأديرة القريبة من المدن الخمس، و أقام فيها فترة من الزمن، و أجرى الله على يديه عجائب كثيرة. ثم ظهر له الملاك روفائيل في حلم قائلاً: (قم اذهب إلى أنطاكية، إلى بطريركها القديس و أقِم عنده لأن الإمبراطور قرّر أن يقتلك عند عودته من الحرب). فأتى إلى أنطاكية و أقام في أحد أديرتها. و بعد ذلك ظهر للإمبراطور في حلم القديسان أغناطيوس و بونيفاسيوس و معهما شخص آخر مهيب يقول له: (لماذا تَرَكت مدينة القديسين بلا أسقف؟ هوذا الرب ينزع نفسك منك و تموت بيد عدوك). فقال له (يا سيدي ماذا أفعل؟). فقالوا له: (أرسِل إلى الأسقف و أرجِعه إلى كرسيه مكرماً). فكتب الإمبراطور إلى بطريرك أنطاكية يسأله عن مكان كلستينوس ليعيده إلى كرسيه، فعاد بكرامة عظيمة.

و لما جدَّف نسطور لم يقدر كلستينوس على حضور مجمع أفسس سنة 431م أرسل قسيسين برسالة يحرمه فيها. و لما أراد الرب أن يُريحه من أتعاب هذا العالم ظهر له بونيفاسيوس سلفه و القديس أثناسيوس الرسولي و قالا له: (قُم و أوصِ شعبك فإنك ستحضر عندنا لأن السيد المسيح يدعوك إليه). فلما استيقظ أوصى شعبه قائلاً: (لابد أن يدخل هذه المدينة ذئاب خاطفة. إني أقوم و أمضى لأن القديسين يطلبونني ) ولما قال هذا تنيَّح بسلام.

بركة صلواته فلتكن معنا. و لربنا المجد دائماً أبدياً آمين.


كلّمنا

🤔 إيه رأيك في الصفحة دي و فكرتها؟ هل طريقة عرض السنكسار كده أسهل في القراية و المتابعة؟ هل الصور و المواد الإضافية من الموقع مفيدة لفهم السنكسار؟ ...
🥰 إيه اللي عاجبك و حابب نركّز عليه أكتر؟
💡 إيه اللي مش عاجبك و حاسس إننا لازم نعمله أحسن؟ إزاي نطور و نحسن نفسنا؟
أي تعليق أو اقتراح هيفيدنا جداً