و فيه أيضاً تنيّح البار هارون الكاهن بن عمرام من سبط لاوي، شقيق موسى رئيس الأنبياء. عندما بلغ ال83 من عمره كلّفه الله أن يشترك مع موسى في إخراج العبرانيين من مصر، و تكلّم مع شيوخ بني إسرائيل عن الكلام الذي كلّم الرب موسى به و صنع الآيات أمام عيون الشعب. فآمن الشعب (خروج 4 : 27 ل 30). و كان يحمل عصا موسى أمام الشعب و أمام فرعون (خروج 7 : 9 و 19). و اشترك في الحرب مع عماليق و أمسك بيديّ موسى مع حور في واقعة رفيديم (خروج 17 : 12 و 13)، حتى تحقّق النصر. و كان حاضراً مع ابنيه ناداب و أبيهو و 70 من شيوخ إسرائيل عندما قطع الله عهداً مع موسى للشعب (خروج 24 : 1 ل 10). غير أن هارون أظهر ضَعف الإيمان عندما صنع للشعب عجلاً ذهبياً و بنى له مذبحاً بعدما تأخر موسى فوق الجبل (خروج 32 : 1 ل 6)، و مع ذلك غفر الله له هذه الخطية و قدّسه ليكون كاهناً (خروج 40 : 12 ل 15) هو و نسله، و مَسَحهم (لاويين 8 : 1 ل 13) بدهن المسحة لتقديسهم للخدمة أثناء الاحتفال بتقديس المسكن. و قد خدم هارون كرئيس كهنة 40 سنة، تعرّض فيها لتجارب كثيرة، منها أن الرب أمات ابنيه ناداب و أبيهو لأنهما قدّما ناراً غريبة (لاويين 10 : 1 ل 7)، و حذّره هو و ابنيه ألعازر و إيثامار من إظهار حزنهم عليهما. و لما تكلم هارون و مريم أخته رديئاً على موسى عندما تزوّج بالمرأة الكوشية (عدد 12)، أُصيبَت مريم بالبرص، أما هارون فطلب رحمة الرب و اعتَرَف بالخطأـ فغفر له و لأخته. كما أن الرب أنقذه هو و موسى من غضب المنشقّين عليهما من بني قورح، و جعل الأرض تنشق و تبتلعهم (عدد 16).

أظهر الرب رضاه عن هارون بأن جعل عصاه تفرخ بدون رؤساء الشعب، على الرغم أنه هو و موسى لم يقدّسا الرب أمام الجماعة حين طلبوا ماء ليشربوا. و لذلك حُرِم هو و موسى من الدخول مع الشعب إلى أرض الميعاد (عدد 20 : 1 ل 13). ثم مات هارون في جبل هور بعد أن خلع ملابسه الكهنوتية و ألبسها لابنه ألعازر (عدد 20 : 24 ل 29)

بركة صلواته فلتكن معنا. آمين

تذكار غارة عُربان الصعيد على برية شيهيت