نوح و الطوفان

تكوين 6 ل 9

و حدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض، و وُلد لهم بنات، أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات. فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا. و رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، و أن كل تصوُّر أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم.

فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض، و تأسَّف في قلبه. فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خَلَقته ...

و أما نوح فوجد نعمة في عينَي الرب.

فقال الله لنوح: ... اصنع لنفسك فُلكاَ ... ها أنا آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء. كل ما في الأرض يموت.

و لكن أقيم عهدي معك، فتدخل الفلك أنت و بنوك و امرأتك و نساء بنيك معك. و من كل حي من كل ذي جسد، اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكراً و أنثى.

ففعل نوح حسب كل ما أمره به الله. هكذا فعل.

و لمّا كان نوح ابن ست مئة سنة صار طوفان الماء على الأرض، فدخل نوح و بنوه و امرأته و نساء بنيه معه إلى الفلك من وجه مياه الطوفان. والداخلات دخلت ذكرا وأنثى، من كل ذي جسد، كما أمره الله. وأغلق الرب عليه.

وكان الطوفان أربعين يوما على الأرض. وتكاثرت المياه ورفعت الفلك، فارتفع عن الأرض ... وتعاظمت المياه كثيرا جدا على الأرض، فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء ... فمحا الله كل قائم كان على وجه الأرض: الناس، والبهائم، والدبابات، وطيور السماء. فانمحت من الأرض. وتبقى نوح والذين معه في الفلك فقط.

وأجاز الله ريحا على الأرض فهدأت المياه ... واستقر الفلك في الشهر السابع، في اليوم السابع عشر من الشهر، على جبال أراراط.

فأرسل (نوح) الحمامة من الفلك، فأتت إليه الحمامة عند المساء، وإذا ورقة زيتون خضراء في فمها. فعلم نوح أن المياه قد قلّت عن الأرض.

و في الشهر الثاني، في اليوم السابع و العشرين من الشهر، جفّت الأرض. وكلم الله نوحاَ قائلا: اخرج من الفلك

و قال الله: ... وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض. فيكون متى أنشر سحابا على الأرض، وتظهر القوس في السحاب،أني أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية في كل جسد. فلا تكون أيضا المياه طوفانا لتهلك كل ذي جسد.