ذيكو


Loading...

لا يُقرأ السنكسار في الخمسين المقدسة بل يُستَبدَل بدورة القيامة لأن الكنيسة تحتفل بقيامة السيد المسيح

30 برموده



استشهاد القديس مارمرقس الرسول الإنجيلي كاروز الديار المصرية

في مثل هذا اليوم من سنة 68م استشهد القديس العظيم مارمرقس الإنجيلي أحد ال70 رسولاً. كان يهودياً من سبط لاوي و دُعي باسم يوحنا، و اسمه الروماني مرقس (كلمة لاتينية معناها: مطرقة). وُلِد في درنابوليس إحدى ال5 مدن الغربية بليبيا. والده أرسطوبولس هو ابن عم أو ابن عمة زوجة بطرس الرسول، و أمه مريم هي إحدى المريمات اللائي تبعن السيد المسيح، و هي أخت برنابا الرسول. و يَمُتّ القديس مرقس أيضاً بصِلَة قرابة للقديس توما الرسول.

هجمت القبائل الهمجية على أملاك أسرته في موطنه بليبيا و نَهَبَتها، فاضطرّت الأسرة للهجرة إلى فلسطين. و كان بيت مارمرقس هو المكان الذي يجتمع فيه الرب مع تلاميذه (أعمال الرسل 1 : 13 و 14)، و فيه حَلّ الروح القدس يوم ال50 (أعمال الرسل 2 : 1 ل 4)، و إليه لجأ القديس بطرس بعد أن أخرجه الملاك من السجن (أعمال الرسل 12 : 12). و مرقس هو الرجل حامل جرّة الماء، و الذي أعَدّ السيد المسيح الفصح في عِلّية بيته (مرقس 14 : 13 ل 15)

إنّ أول شخص اجتذبه مارمرقس إلى الإيمان هو أبوه، و ذلك عندما كانا سائران في طريقهما إلى الأردن فلاقاهما أسد، و لمّا أراد الأب أن ينقذ ابنه بالهروب، قال مرقس لأبيه:

إن السيد المسيح الذي بيده نسمة كل منّا لا يَدَعه يؤذينا

ثم صلّى فانشقّ الوحش، فآمن أرسطوبولس بالمسيح. و أصبح شعار مارمرقس الرسول هو الأسد بسبب هذه المعجزة، و أيضاً لأن بداية إنجيله:

صوت صارخ في البرّية

مرقس 1 : 3

و في سنة 45م تقريباً صاحَب مرقس بولس و برنابا في رحلتهما الأولى، و بشّر معهما في سلوكية (أعمال الرسل 13 : 4 و 5) و قبرص، و ذهب معهما حتى برجة بمفيلية ثم فارقهما و رجع إلى أورشليم (أعمال الرسل 13 : 13)، الأمر الذي آلَم قلب القديس بولس فرفض أن يأخذ معه مرقس في رحلته التبشيرية الثانية. و تسبّب ذلك في حدوث مشاجرة بين بولس و برنابا حتى فارق أحدهما الآخر، فأخذ بولس سيلا معه، أمّا برنابا فأخذ معه مرقس ابن أخته و ذهب إلى قبرص (أعمال الرسل 15 : 36 ل 41).

على أن القديس بولس عاد فعرف أهمية مرقس للخدمة فاستدعاه للخدمة معه في كولوسي. و معروف أن مرقس اشترك مع بولس في تأسيس كنيسة روما، كما أن أهل البندقية و أكويلا بإيطاليا يقولون أنه بشّرهم، و لكن كرازته الأساسية كانت في الإسكندرية و ال5 مدن الغربية، و قد امتد كرسي مارمرقس بعد استشهاده إلى النوبة و السودان و إثيوبيا.

وصل القديس مرقس إلى الإسكندرية سنة 60م أو 61م، و عندما وصل إلى هناك تمزّق حذاؤه بسبب طول المسافة التي قَطَعها سيراً على قدميه. فلجأ إلى إسكافي يُدعى إنيانوس لإصلاح الحذاء، الذي ما أن بدأ في إصلاحه إلا و دخل المخراز في يده، فصرخ قائلاً: eic )eoc أي (يا الله الواحد)، فتفل القديس مرقس على الأرض و صنع طيناً و طلى الإصبع فالتأم الجرح. و بدأ يحدّثه عن السيد المسيح و الخلاص الذي أتمّه على الصليب، و القيامة المحيية، حتى آمن إنيانوس و كل بيته، فعمّدهم القديس مرقس، و اتّخذ من بيته مكاناً يجتمع فيه للخدمة و التبشير.

و بعد أن آمن كثيرون أسّس مارمرقس المدرسة اللاهوتية و عَهِد بإدارتها إلى القديس يسطس، الذي صار فيما بعد البطريرك السادس للإسكندرية. ثم وَضَع القديس مرقس القداس المعروف الآن بالقداس الكيرلسي.

و لمّا ازدهرت الكنيسة بالإسكندرية، اغتاظ الوثنيون و فكّروا في قتله، فنَصَحه المؤمنون أن يبتعد قليلاً، فرسم إنسانوس أسقفاً على الإسكندرية حوالي سنة 62م تقريباً و معه 3 من الكهنة و 7 من الشمامسة.

ثم ذهب مارمرقس إلى ال5 مدن الغربية ابتداء من سنة 63م إلى سنة 65م. و بعد ذلك ذهب إلى روما و حضر استشهاد القديسين بطرس و بولس سنة 67م، ثم رجع إلى الإسكندرية و عكف على الرعاية و الكرازة.

و في يوم 29 برموده سنة 68م، كان المسيحيون يحتفلون بعيد القيامة المجيد في كنيسة بوكاليا، و كان عيد الإله سيرابيس في نفس اليوم، فهجم الوثنيون على الكنيسة و قبضوا على القديس مرقس و جرّوه و هم يصيحون: (جرّوا التنين في دار البقر). و بعد أن جرّوه وضعوه في سجن مظلم، و في نصف الليل ظهر له ملاك الرب و شفاه و قوّاه، ثم ظهر له المخلّص و عزّاه.

و في صباح يوم 30 من برموده، جرّوه أيضاً في شوارع الإسكندرية فتهرّأ لحمه و سال دمه، و نال إكليل الشهادة. ثم فكّروا في حرقه فهبّت عاصفة مصحوبة بمطر غزير، فانطفأت النيران و تفرّق الشعب، فأخذ المؤمنون جسده الطاهر، و صلّى عليه القديس إنيانوس و الكهنة و الشعب و دفنوه في الكنيسة بإكرام عظيم.

بركة صلواته فلتكن معنا. و لربنا المجد دائماً أبدياً آمين.

مواد إضافية


كلّمنا

🤔 إيه رأيك في الصفحة دي و فكرتها؟ هل طريقة عرض السنكسار كده أسهل في القراية و المتابعة؟ هل الصور و المواد الإضافية من الموقع مفيدة لفهم السنكسار؟ ...
🥰 إيه اللي عاجبك و حابب نركّز عليه أكتر؟
💡 إيه اللي مش عاجبك و حاسس إننا لازم نعمله أحسن؟ إزاي نطور و نحسن نفسنا؟
أي تعليق أو اقتراح هيفيدنا جداً