مجمع نيقية

انتشار بدعة أريوس

• أريوس اتولد في ليبيا و دَرَس في الإسكندرية و بعد كده راح أنطاكية
• كان موهوب في الشِعر و الخطابة
• رجع إسكندرية وقت البابا بطرس خاتم الشهداء ... و البابا بطرس رسمه شمّاس
• بعد كده أريوس بدأ فكره و هرطقته، و الكنيسة حرمته
• البابا بطرس جاب تلميذيه (أرشيلاوس و ألكسندروس) قبل ما يستشهد و حذّرهم من قبول أريوس (بناء على رؤيا شافها)
• للأسف البابا أرشيلاوس اللي جه بعده صدّق توبة زائفة من أريوس ... بل رَسَمه كاهن!
• البابا أرشيلاوس جلس على الكرسي 6 شهور بس و تنيّح و جه بداله البابا ألكسندروس اللي وقف قدام أريوس
• للأسف ساعتها بدعة أريوس كانت انتشرت جداً
• أريوس كان قساً فصيحاً بليغاً مؤثراً في الناس ... قِدِر مش بس يستميل ناس من الشعب بل أتباع كتير من الأساقفة حتى في كل العالم

طبعاً جزء من السبب إن كتير من اللي آمنوا بالمسيحية كانوا بيؤمنوا بالفلسفة اليونانية القديمة ... و دي بتؤمن ب(لوغوس) لكنه أقل من الله ... للأسف هم حاولوا يوفّقوا بين اعتقاداتهم القديمة و بين المسيحية، عشان كده بدعة أريوس لاقت صدى عندهم

---

تصدّي كنيسة الإسكندرية

البابا ألكسندروس جَمَع الكهنة كلهم (حتى أريوس) و شرح الثالوث بطريقة صحيحة ... و أريوس اعترض بغرور لأنه كان متقوّي بأتباعه ... البابا ناقشه لكنه لم يقتنع، و استمر يعلّم تعاليمه الفاسدة ... فحرمه البابا ألكسندروس

• أريوس قاوم الحرمان و قال إنه مش معترف بالسلطان الكنسي ... و بضغط أتباعه دخل الكنيسة ككاهن و استمر في تعليمه
• البابا قاوم تعليمه ... فأريوس ساب إسكندرية و راح أنطاكية
• من هناك بدأوا يبعتوا رسائل للإمبراطور قسطنطين ضد البابا ألكسندروس و قالوا إنه هايقسم الكنيسة
• الإميراطور قال لأسقف إسبانيا (أوسابيوس) يروح إسكندرية يشوف الموضوع ده
• أوسابيوس راح و قعد مع البابا ألكسندروس و مع أريوس ... و قال للإمبراطور إن تعليم أريوس في غاية الخطورة و إنه انتشر جداً

قسطنطين قال لازم نعمل مجمع من أساقفة العالم كله

---

موقف الكنايس الأخرى من بدعة أريوس

مش بس في كنيستنا ... فيه كنايس تانية كتير اقتنعت و تمسّكت بالإيمان السليم سواء قبل أو بعد المجمع

• زي القديس هيلاري أسقف رومانيا (في كتابه: عن الثالوث)
• و كمان الآباء الكبادوكيين (زي القديس باسيليوس الكبير و القديس إغريغوريوس الناطق بالإلهيات)
• و كمان القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو (معلّم القديس أوغسطينوس)
• و كمان القديس كيرلس أسقف أورشليم

• أساقفة العالم كانوا أكتر من 1000 ... جه منهم ممثّلين عن كل منطقة
• ال318 أسقف دول اجتمعوا في قصر قسطنطين في قرية صغيرة اسمها نيقية (في تركيا حالياً)
• كان ساعتها الموقف الرسمي لكنيسة إسكندرية و أنطاكية و روما ضد بدعة أريوس

---

معجزات في المجمع

ربنا تدخّل في هذا المجمع بمعجزات واضحة جداً

القديس نيقولاوس

• أحد الحاضرين في المجمع كان القديس نيقولاوس أسقف ميرا (سانتا كلوز) ... كان ساعتها كبير جداً في السن
• لم يحتمل أثناء الجلسة اللي شرح فيها أريوس أن يسمع كلام هرطقته ... فضربه على فمه ... قسطنطسن غضب من الموقف و عاقبه بيوم في السجن من غير إنجيله و القلنسوة بتاعته
• ظهر المسيح و العدرا للقديس نيقولاوس في السجن و جابوا له الإنجيل و القلنسوة ... و دخل تاني يوم الجلسة عادي

---

إسود على أبيض

• أسقف قبرص برضه كان موجود و كان راجل بسيط ... جه معاه تلميذه و كانوا راكبين حمارين (واحد إسود و واحد أبيض)
• بيّتوا في السكة في أوتيل
• الأريوسيين شافوهم و حاولوا يقنعوهم بالأريوسية لكنهم رفضوا
• عشان يمنعوه من الحضور، دبحوا الحمارين بالليل و الناس نايمة
• تاني يوم لمّا صحي الأسقف و تلميذه لقوا الحمارين مدبوحين و راسهم قدّامهم ... الأسقف قال لتلميذه: شيل راس الحمار حطّها عند جسمه و أنا هاصلّي و ربنا هايتمجّد
• و فعلاً الحمار رحعت له الحياة ... و نفس الكلام للحمار التاني
• المعجوة اتعرفت لمّا دخلوا المدينة ... لأن التلميذ ماخادش باله و حَط راس الحمار الإسود على جسم الحمار الأبيض و العكس

---

بَطَل الأرثوذكسية

• أريوس بدأ يشرح تعليمه ... و يردّ عليه القديس أثناسيوس ... كل ما أريوس يقول آية بتفسير خاطئ، كان أثناسيوس يردّ عليه بآية بتفسير سليم
• أريوس و اللي معاه استخدموا حوالي 20 آية من الكتاب المقدس فهموها غلط عشان يحاولوا يثبتوا رأيهم
• كان فيه أساقفة بين البينين (كانوا بيؤمنوا بلاهوت المسيح لكنهم بيقولوا إنه مش مساوي للآب في الجوهر)
• القديس أثناسيوس تصدّى لهم و فسّر الآيات بطريقة صحيحة وضّحها في كُتُب بعد كده ضد الأريوسيين
• القديس أثناسيوس بعد كده قال عن المجمع: كنت كثيراً ما أرفع ذهني بالصلوات حتى لا يتلوّث بفكر أريوس
• المجمع انبهر بكلام أثناسيوس و وصفوه إنه بَطَل الأرثوذكسية

أثناسيوس كان صاحب تعبيرات لاهوتية دقيقة جداً ... قدر بيها يكشف زيف و ضلال الأريوسيين
صمّم على جملة: "إن الابن مساوي للآب في الجوهر" ... و الآريوسيين ماقدروش يوافقوا عليها و يحتالوا ... و يبدّلوا كلمة مساوي (أوموسيوس) بكلمة مشابه (أومويسيوس) ... فارق حرف كان يبوّظ الدنيا كلها ... البابا أثناسيوس الوحيد اللي رفض الكلمة دي

---

نتيجة المجمع

• المجمع ابتدا بحضور الإمبراطور قسطنطين
• المجمع استمر 3 شهور
• عدد الأساقفة المؤيدين لأريوس من ال318 أسقف كانوا 7

بعد شرح أثناسيوس كانت نتيجة المجمع: حَرم أريوس و وَضع قانون الإيمان

---

ما بعد المجمع

للأسف الأريوسية لم تنتهي هنا ... استمرّت كبِدعة تلاقي استحسان ناس كتير رغم رَفضَها من الكنيسة

• بعد ما مات أريوس أتباعه استخدموا العنف الشديد ضد كل من يقاومهم
• كمان الأريوسية كان ليها تاثير سياسي لأن أساقفة قريبين من الإمبراطور قسطنطين (زي أوسابيوس القيصري و أوسابيوس النيقوميدي) كانوا أريوسيين
• ده اللي خلّى القديس أثناسيوس يتعرّض للنفي من الإمبراطور 4 مرات ... و خلّى كنيستنا المصرية تتعرّض لاضطهادات هانتكلّم عنها في مقال منفصل بنعمة ربنا