مجمع أفسس
بدعة صعبة جداً تنسف إيماننا كلّه بطلها بطريرك لواحدة من الكنائس ال4 الكبار و معاه كمان قوة و تأييد سياسي ... تصدّى لها واحد من أبطال الإيمان من كنيستنا المصرية
تعالوا نشوف من الناحية العقيدية إيه سبب و خطورة الخلاف, و نعرف إيه اللي حصل في المجمع و نتعلّم منه دروس مهمةبطاقة المجمع
- المكان : مدينة أفسس
- المهرطق : نسطور (بطريرك القسطنطينية)
- البدعة : رفض نسطور لكلمة (ثيئوتوكوس) على العدرا (والدة الإله) ... قال: نسميها (خريستوتوكوس) لأنها ولدت إنسان عادي حَلّ عليه اللاهوت بعد كده
- بطل الإيمان : البابا كيرلس الأول (عمود الدين) بطريرك الإسكندرية رقم 24 ... و القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحّدين
- الملك : الإمبراطور ثيئودوسيوس الصغير
- الزمن : سنة 147 للشهداء ( 431م )
-
القرارات :
- حرم نسطور و تجريده و نفيه إلى مصر
- إضافة مقدمة قانون الإيمان (نعظّمك يا أم النور الحقيقي ...)
- إثبات كلمة (ثيئوتوكوس) على العدرا
المصدر الرئيسي: وعظة أبطال الإيمان - الجزء الثامن - البابا شنوده الثالث
بدعة نسطور

- ماينفعش الإله تجوز عليه الآلام ...
- و بالتالي فيه انفصال بين لاهوت السيد المسيح و ناسوته ... و اللاهوت انفصل عن الناسوت وقت اللآلام و الصليب
- و بالتالي العدرا لم تلد الله بل ولدت إنسان عادي حَلّ اللاهوت عليه بعد كده من غير اتّحاد (سمّاه حلول المشيئة و الإرادة)
- و بالتالي طبيعة المسيح من طبيعتين منفصلتين
رد القديس كيرلس

- طبيعة السيد المسيح طبيعة واحدة: لاهوت متّحد بالناسوت .. بغير اختلاط و لا امتزاح و لا تغيير
- و شبّهها لهم: قال: زي اتحاد الحديد بالنار .. لو ضربت: الضربة في الحديد ... لكن النار لم تترك الحديد ... و ربنا يسوع لاهوته لم يفارق ناسوته أبداً
- و العدرا ولدت الله الظاهر في الجسد ... و لقبها (ثيئوتوكوس) يعني والدة الإله
-
و الدليل من الكتاب المقدس:
فأجاب الملاك و قال لها: الروح القدس يحلّ عليك، و قوة العلي تظلّلك، فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله.
فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ؟
ولكن يعطيكم السيد نفسه آية: ها العذراء تحبل و تلد ابناً و تدعو اسمه . «عمانوئيل»
لأنه يولَد لنا ولد و نُعطَى ابناً، و تكون الرياسة على كتفه، و يُدعَى اسمه عجيباً، مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام
نقدر نعرف أكتر عن البابا كيرلس هنا
العقيدة الصحيحة واضحة
- نسطور اتأخر في الوصول للمجمع (وصل بعد كل الأعضاء) ... و حضر مع جنود و قوة عسكرية و نائب الإمبراطور (عشان يُظهر إن له سُلطة) ... لأن القسطنطينية كانت هي مقرّ الحكم
- الإمبراطور ثيئودوسيوس ماحضرش (عشان الموضوع يُحسَم من الناحية الدينية الصحيحة من غير تأثير منه) ... لكن للأسف نائبه حضر و كان بيضغط جامد في صالح نسطور
التدخّل السياسي
- للأسف بدأ نائب الإمبراطور بسلطته يمنع الأساقفة من الخروج من أفسس عشان يوقّف القرار ... و بدأ يحاول يؤثر على الإمبراطور و خبّى عليه نتيجة المجمع
- و بدأ يوصّل له رسائل فيها اتّهامات للقديس كيرلس و أساقفة مصر إنهم عملوا شغب في المجمع
- كمان في الوقت ده كان وصل يوحنا الأنطاكي (بطريرك أنطاكية) متأخر و مالحقش المجمع ... غضب لكرامته و عمل مجمع تاني مع 32 أسقف و حضره نسطور و وافقوا على رأي نسطور و قرّروا حرم القديس كيرلس!!
إخفاء الحق
- وصلت للإمبراطور قرارات المجمع التاني مش الأول
- في الوقت ده كان القديس كيرلس بيعظ في كنائس أفسس ... و الناس في أفسس صدّقته و صدّقت إيمانه و رفضت دخول نسطور و يوحنا الأنطاكي للكنائس
- جه وفد من روما عشان يعرفوا إيه الموضوع ... ناقشوا القرارات تاني و عرفوا اللي حصل، و أقرّوا بصحة رأي البابا كيرلس و قرارات مجمع أفسس
الباطل ينتصر في جولة
- الإمبراطور بعد ما تاه الحق وسط الشائعات و الكذب، حبّ ياخد موقف وسط، فقرّر سجن نسطور و كيرلس و ميمنون أسقف أفسس اللي أيّد بشدّة القديس كيرلس ... كيرلس اتسجن بينما نائب الإميراطور ماسجنش نسطور
- بدا أن الباطل قد انتصر في الوقت ده: الأساقفة ممنوعين من مغادرة أفسس ... و القديس كيرلس في السجن ... الإمبراطور واصل له قرارات خاطئة
بطولة الشعب تنتصر للحق
- الشعب ثار في أفسس! من أجل الدفاع عن الإيمان و عن أبطاله ... من أجل توصيل الصورة الصحيحة للإمبراطور و اختراق حاشيته اللي بتضلّله
- لجأوا لحيلة ذكية: راهب عجوز قديس يجوّفوا عصاه و يضعوا فيها نسخة من قرارات المجمع و هو يتنكّر في صورة شحّات مسكين عشان يعرف يخرج، و يروح لكنيسة القسطنطينية
- خرج الراهب من أفسس فعلاً و راح القسطنطينية و وصّل القرار لكهنة و أساقفة القسطنطينية ... و وافقوا على قراراته
- بعد كده دلماتيوس (راهب متوحّد عجوز كان بيزوره الإمبراطور و ياخد بَرَكته) وصّل القرارات للإمبراطور
- الإمبراطور جاب مندوبين من الطرفين للقسطنطينية عشان يفهم اللي حصل ... اجتمعوا في قرية خلقيدونية القريبة من القسطنطينية (عشان شعب القسطنطينية كان كاره لنسطور و بدعته بعد ما عرف قرارات مجمع أفسس)
- عرف الإمبراطور الحقيقية ... و اعتمد حرم نسطور و نفيه إلى مصر (أخميم) جنب دير الأنبا شنودة رئيس المتوحّدين اللي كان أحد أعضاء مجمع أفسس ... عشان يضمنوا إنه مش هايعرف ينشر سمّه في بلد الإيمان فيها قوي و سليم زي مصر
- خرج كيرلس من السجن
- خلف نسطور راهب اسمه مكسيموس كبطريرك للقسطنطينية ... و كان على إيمان كيرلس
- مات نسطور، و الناس كانت بترمي زبالة على قبره
- فضلت مشكلة واحدة: يوحنا الأنطاكي و الخلاف بينه و بين القديس كيرلس ... لكن حصل الصلح بعدما وقّع على قرارات مجمع أفسس
- تدخّل السُلطة المدنية (نائب الإمبراطور) في أمور الإيمان صليب تحمله الكنيسة و هي سائرة في طريق الملكوت ... و ده استمر بعد كده في حياة البابا ديوسقوروس البطريرك 25 (مجمع خلقيدونية)
- التصرّفات غير الروحية اللي حصلت من بعض رؤساء الكنائس عشان كرامتهم (زي يوحنا الأنطاكي) ممكن تضرّ الكنيسة جداً ... ماينفعش كل واحد يكون عايز يُثبِت سُلطِته
- أهمية موقف الشعب (شعب أفسس و القسطنطينية) اللي كان واعي بالأمور الإيمانية و متحمّس لآبائه أبطال الإيمان ... هو اللي بقوّته أخرجهم من السجن و ضغَط على الإمبراطور
- الوداعة لا تمنع الشجاعة و الغيرة على الإيمان ... الوداعة لا تعني التنازل في الإيمان ... للحمامة وقت و للأسد وقت
- يقظة الكنيسة ... العظات الموجودة على منابر الكنيسة و الرسائل الإيمانية كانت تشرح الإيمان و توعّي الشعب للإيمان الصحيح ... عندما أُلقي الكبريت في السجن بقيت النار مشتعلة
- حتى المتوحّدين و الرهبان ليهم دور في خدمة الكنيسة ... وقت اللزوم، زي البابا شنودة رئيس المتوحّدين و الراهب اللي راح القسطنطينية و الراهب اللي راح للإمبراطور
- أهمية الذكاء ... الوداعة لا تعني إن الإنسان مايفكّرش (زي الحيلة اللي بيها خرج الراهب من أفسس)
المهم: عدم اليأس أو الاستسلام أبداً حتى مع الضيقات و الصعوبات
رقد القديس كيرلس و جاء بعده القديس ديوسقوروس ... بطل آخر من أبطال الإيمان في ظروف أصعب كتير ... لم يجد من ينصفه أو يخرجه من السجن ... هانعرف بطولته مرة تانية